أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : لا أستطيع الاستمرار مع زوجي..فماذا أفعل؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

لا أستطيع الاستمرار مع زوجي, مع أنه ليس فيه عيب يدعو للطلاق, ويشهد الله أنني حاولت أن أحبه, وأرى إيجابياته, ولكن لم أستطع.

منذ أن تكلمت معه في ليلة العرس, وتحدثنا؛ لم أستلطفه, فشخصياتنا لا تتناسب, وأنا لا أليق له, فتفكيره سطحي ومادي, وصرت أكره أن أخرج معه إلى أي مكان, فهو يبدأ بالتعليق على كل شخص يمر عليه, ويقول: هذا أنفه هكذا, وهذا عينه هكذا, وهذا لبسه هكذا, ويحاول أن يكون كوميدي بالتطاول على خلق الله، حتى التلفزيون لا أستطيع أن أراه معه؛ لأنه يعلق على المذيعين والممثلين.

وقد دعوت ربي وأنا حامل ألا يكون طفلي مشوها بسبب كلامه, كما أنه لا يثق بي, ولا يخبرني بأي شيء, مع أني أخبره بكل شيء, ويقول: هذه أشياء تخصني وتخص أهلي, ولا دخل لك بها, حتى إن أخواته يتزوجن ولا أعلم.

ففي ليلة الملكة يضعني عند أهلي حتى لا أعلم إلا بعد انتهائها, ولا أعلم لماذا يفعل ذلك, ودائما يقول: النساء كلهن شريرات, وأتمنى أن يختفوا من الأرض, ويجرحني بهذا الكلام أمام الناس, كما أنه لا يخبرني إذا ترقى أو حصل على نقود, ولديه خزنة يخبئ مفتاحها عني, ولا يصارحني براتبه.

أنا أكره أن أعيش مع شخص لا يثق بي, وأهلي يقولون الرجال كلهم هكذا, تحملي مثل بقية النساء, فهذه سنة الحياة, ولكني لم أستطع, فمنذ ليلة العرس كرهته, فقد تهجم علي, مع أني أول مرة أراه, ولا أعرفه, ولم يعطنا فرصة لنتكلم ونتحاور, وبعدما انتهى نام, وفي الصباح بدأ يتكلم, فانصدمت من تفكيره الفارغ, وسطحيته.

علما بأنه درس في بريطانيا, فظننت أنه ذكي ومتفهم للحياة, ولكنه كان وكأني أتكلم مع طفل, فذهبت لأهلي أبكي, ولكن أمي قالت: مع الوقت ستحبينه.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم ريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك, ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاد القرار, ونسأل الله أن يعينك على الصبر والاستقرار, والعبادة والأذكار.

أعجبتني عبارة ليس فيه عيب كبير, وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه, ونذكرك بأنك لن تجدي رجلا بلا عيوب, كما أنك لست خالية من العيوب, فكوني واقعية, وتأقلمي معه, ولا تجاريه في معاصيه, بل انصحي له, وذكريه.

ولا شك أن أهلك أخبر بالرجال, وأحرص على ما يصلح لك, وأرجو أن تعلمي أن هذا النفور له أسبابه, وسوف يزول بزوالها, ويخف جدا بوضعها في إطارها, وإعطائها حجمها المناسب, وقد أسعدنا خوفك من سخريته بالناس, ولعل هذا له علاقة بمحاولات إخفاء خصوصياته, فمن يعيب الناس يخاف أن يعاب, ولن يسلم إلا إذا ترك الناس وشأنهم.

ونقص مهارات الدعابة والفراش مما يجلب النفور, وسوف يرتفع مستوى ثقافته الجنسية مع مرور الوقت, ونتمنى أن تساعديه وتصعدي به ومعه, واعلمي أن المرأة تملك عناصر التأثير, فحاولي الاصلاح, واستعيني بربنا الفتاح.

الإنسان يتأثر في ألفاظه وطريقة كلامه ببيته, وأصدقائه, وتغيير السلبيات ممكن, لكنه يحتاج إلى بعض الوقت, فلا تيأسي, واستعيني بالله, ولا تتأثري بحجبه لبعض خصوصيات أسرته, وهذا متوقع ممن يترصد عيوب الناس؛ لأنه يشعر أن الناس أيضا لا يتركونه -ومن حقر الرجال فلن يهابا-.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله, وبكثرة اللجوء إليه, واقتربي من زوجك وتواصلي مع موقعك, ونسأل الله أن يوفقك.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...