أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ما زلت أعاني من الآثار السلبية للعادة السرية، فكيف أتغلب عليها، وعلى آثارها؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

أنا بنت عمري 18 سنة، وأمارس العادة السرية منذ 4 سنوات، وبسبب هذه العادة حدث تغيّر وتشوه في شكلي، اسوداد وظهور حبوب، وتغير في حجم الأشفار، وأكثر من مرة نزل مني دم، فهل حدث شيء لغشاء البكارة؟

أنا أمارسها دون أن أخلع الملابس، وفي آخر ممارساتي لهذه العادة، يقل عندي التفاعل مع هذه الممارسة، بالمقارنة بممارستها في السابق، هل حدث عندي ما يسمى عجزًا جنسيًّا؟ وهل الآثار ستزول جسديًّا، حتى بعد ستة أشهر؟ وهل لها آثار محتملة بعد الزواج؟ إذا ذهبت للدكتورة، هل ستعرف أنني أمارس هذه العادة؟

كذلك الدورة الشهرية غير منتظمة، تأتي كل 3 شهور، تناولت حبوبًا لتنظيمها، ولكن تنتظم شهرًا فقط، ما هي الآثار التي لا تزول حتى بعد التوقف عن هذه العادة السيئة؟ وهل سيكون شكلي مشوهًا؟ أريد حلًا لهذه المشكلات.

أنا خائفة جدًا من هذه الآثار، فقد ارتكبت حماقة في حق نفسي، ولا أزال أمارس هذه العادة السيئة، وهذه العادة قلبَتْ حياتي رأسًا على عقب، أريد التخلص منها ومن آثارها وعواقبها، ودائمًا أفشل في الابتعاد عنها وعن المواقع الإباحية، وضعت يدي على المصحف، وحلفت ألا أمارسها مرة أخرى، وبعد شهر مارستها، فهل أصوم 3 أيام، دائمًا أعاهد الله، وأعاهد نفسي، وأحلف ألا أمارسها مرة أخرى، وبعد فترة أمارسها، في كل مرة أفشل، وأعود إليها.

أرجو الرد السريع على جميع أسئلتي؛ فأنا أعيش في قلق وخوف من الذهاب للطبيب، ومن الزواج.

أشكركم على جهودكم، وجزاكم الله خيرًا.

مدة قراءة الإجابة : 9 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يؤسفني -أيتها الابنة العزيزة- أنك مستمرة في ممارسة هذه العادة القبيحة, رغم أنك الآن على علم بضررها وحرمتها, رغم أنك تعانين من آثارها السيئة على جسدك ونفسيّتك.

إن حل المشكلة هو في يدك, إلا أنه يتطلب منك بعض الإرادة والعزيمة, والحل يجب أن يبدأ بالتوقف تمامًا عن مشاهدة المواقع الخليعة والأفلام الساقطة, وكل ما يثير الغريزة ويؤجّجها, فالغريزة الجنسية عند الأنثى، هي غريزة هاجعة وكامنة, لا تصحو إلا عند ما تتعرض الفتاة للمثيرات, أي أن إثارة هذه الغريزة عند الأنثى وتأجيجها هو فعل إرادي، يمكن التحكم به, ويمكن تطوعيه بسهولة.

لو ابتعدت الفتاة عن كل ما يثير هذه الغريزة, وقامت بشغل نفسها بما يكون فيه الفائدة لها في دينها ودنياها, فإن الغريزة الجنسية عندها ستبقى كامنة, والعكس صحيح أيضًا, فإن قامت الفتاة بتعريض نفسها باستمرار للمثيرات ومشاهدة المواقع الساقطة, فإنها ستستحضر الشهوة وتبقيها متيقظة, ومع الوقت تكون هي من عودت جسمها على ممارسة العادة السرية, بعد أن خزَنَتْ في ذاكرتها كمًّا هائلًا من التخيلات الجنسية التي تقوم باستحضارها كلما وجدت وقتَ فراغ, ثم تتوهم فيما بعد بأن هذه هي الغريزة الطبيعية, أو تتوهم بأن لديها رغبة جنسية عارمة, لا يمكنها السيطرة عليها, وهذا كلام غير صحيح وغير علمي.

نصيحتي لك -يا ابنتي-، هي بالابتعاد كليًّا عن مشاهدة أو سماع كل ما يثير الغريزة, لتبقى غريزتك على فطرتها, وإن راودتك التخيلات الجنسية أو راودتك فكرة ممارسة العادة السرية, فهنا عليك بتحديد الظرف أو السبب الذي أثارها في ذهنك في ذلك الوقت, هل هو البقاء وحيدة في الغرفة مثلا؟ أم هو وجودك في الحمام؟ أم غير ذلك من الظروف؟ وعند ما تتعرفين على هذا الظرف, فعليك العمل وبكل السبل من أجل تغييره, أو على الأقل جعله صعبًا للقيام بالممارسة.

مثلًا إن راودتك فكرة الممارسة وقت النوم, فلا تخلدي للنوم إلا وأنت بحالة نعاس شديد, أو اجعلي أختك تشاركك الغرفة, وإن راودتك في النهار، وأنت وحيدة في غرفتك, فقومي بسرعة وغادري الغرفة, ثم أشغِلي نفسك بعمل آخر غير الدراسة, مثل تحضير كوب شاي أو وجبة خفيفة أو عمل مكالمة هاتفية أو غير ذلك، فهذا سيؤدي إلى تشتيت الفكرة في ذهنك والتخلص منها، وعند ما تنجحين في أول مرة, سيكون هذا النجاح حافزًا لك لتكرار المحاولة, والنجاح سيقود إلى نجاحات جديدة, إلى أن تتمكني من السيطرة على نفسك، وتتخلصي من هذه الممارسة القبيحة -باذن الله تعالى-.

بالنسبة لتساؤلاتك أقول لك: اطمئني؛ فإن غشاء البكارة عندك سيكون سليمًا, وستكونين عذراء -إن شاء الله تعالى-؛ لأن الممارسة من فوق الملابس لايمكن أن تسبب أذية في غشاء البكارة.

أما بالنسبة للدم الذي نزل بعد الممارسة في بعض المرات, فإن مصدره بطانة الرحم, وليس غشاء البكارة, وذلك بسبب احتقانها بفعل الإثارة والتهيج.

إن استمتاعك بهذه الممارسة يجب أن يتغير، بعد أن علمت أنها ممارسة ضارة ومحرمة وتنافي الفطرة السليمة, فمشاعر الذنب وتأنيب الضمير, تصبح هي المسيطرة على ذهنك خلال الممارسة وبعدها, مما سيجعل تفاعلك واستمتاعك بهذه الممارسة قليلًا أو معدومًا, لكن هذا لا يعني بأنه قد حدث عندك برود أو عجز جنسي, فإن وفقك الله بزوج محب متفهم, فإنه سيلبي حاجاتك، وستعودين طبيعية -إن شاء الله تعالى-.

بالنسبة للآثار التي تسببها ممارسة العادة السرية, فإنها ستبدأ بالتراجع بعد التوقف عن هذه الممارسة, وقد يحتاج هذا لوقت يصل إلى 6 أشهر،وهذا يكون في بعض الحالات, فإن بعض التغيرات من اسوداد وتدلي في الأشفار قد تبقى دائمة لا تزول, وهذا يتْبَع طبيعة الجلد ولونه, لكن اطمئني, فلا زوجك مستقبلًا, ولا حتى الطبيبة, يمكنها أن تعرف بأنك قد سبق ومارست العادة السرية؛ لأن مثل هذه التغيرات قد تتواجد أحيانًا بشكلٍ خَلْقي عند الفتاة, وقد تحدث بسبب وجود حساسيّة أو أكزيما أو التهاب في الفرج, وأحيانًا قد تحدث عند من اعتادت لُبْس السراويل الضيّقة جدًا.

بالنسبة للدورة الشهرية، فليس من الطبيعي أن تبقى غير منتظمة لهذا العمر, ويجب عمل تصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين,مع عمل بعض التحاليل الهرمونية الأساسية لمحاولة معرفة السبب, والتحاليل هي :
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-PROLACTIN-TSH-FREE T3-T4 DHEAS
ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة الشهرية وفي الصباح, والعلاج يجب أن يكون بعد الاطلاع على النتيجة -إن شاء الله تعالى-.

أسأل الله -عز وجل- أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتورة/ رغدة عكاشة، استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم، تليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++
مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله -تعالى- لك التوفيق، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير، ويصرف عنك كل شر ومكروه، وأن يعفّك بحلاله عن حرامه.

نأمل –أيتها البنت العزيزة– أن تأخذي نصيحة الدكتورة/ رغدة –جزاها الله تعالى خيرًا– مأخذ الجد، وتحاولي التغيير في حياتك، لتتخلصي من هذه العادة القبيحة.

أما عن الجانب الشرعي في المسألة، بالنسبة للأيمان التي حلفتِها، فما دمت قد حلفت أنك لا تفعلين ذلك الشيء، ثم فعلتِه، فإن الواجب عليك كفارة اليمين، وكفارة اليمين تُخيَّرين فيها بين أمور:

الأمر الأول: أن تُطعمي عشرة مساكين، لكل مسكين كيلو إلا ربعًا من الرز مثلاً، فتعطين هذا القدر لكل واحد من العشرة، أو غيره من الحبوب.

الخيار الثاني: أن تكسي العشرة المساكين كسوة تصحُّ فيها الصلاة عند بعض العلماء، وبعضهم يقول: بأي شيء يُسمى كسوة.

الخصلة الثالثة التي ذكرها الله -تعالى- في الآية: إعتاق رقبة، فمن لزمته كفّارة يمين يُخيَّر بين هذه الخصال الثلاث، يفعل أيّ واحدة منها، فإن عجز عن أي واحدة من الثلاث ينتقل إلى الصيام، فيصوم ثلاثة أيام، والأفضل أن تكون متتابعة، ولو فرقها جازَ، كما هو قول كثير من أهل العلم.

أما مواعدة الله تعالى فليست يمينًا، ولكن لا ينبغي للإنسان أن يُخلف وعده لله -تعالى-، إذا واعده على ترك شيء قبيح كهذه العادة. فاستعيني بالله -تعالى-، وخذي بالأسباب التي تعينك على التعفف منها.

نسأل الله -بأسمائه وصفاته- أن يأخذ بيدك إلى كل خير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...