أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : صديقتي جذبت من أحب، والآن امتلأ قلبي مرارة وغصة وكراهية لهما

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

صديقتي أحبت من أحب، واستطاعت أن تجذبه لها لأنها أجمل مني وأكثر ذكاء، والآن هما سويا، ما أعاني منه هو كره شديد بداخلي وكثرة التفكير بها، أكره سماع صوتها وأكره رؤيتها، وأكره كل شيء يخصها، أصبحت أعتقد أنها أفضل مني في كل شيء، وأنها قادرة على أخذ مكاني في أي شيء تريد، وضعفت ثقتي في نفسى كثيرا، ولم أستطيع إلى الآن أن أتوقف التفكير بها، وعن ملئ قلبي كرها لها، على الرغم أني أتألم لهذا لا أريد أن يحترق قلبي بهذه النار البطيئة، أريد أن أتخلص من هذا الشعور، شعور أنها أفضل مني في كل شيء، شعور الكراهية لها وله، شعوري بعدم الراحة بمجرد رؤيتي لهما، أريد أن أستعيد ضحكتي من جديد، كنت سابقا أملأ الكون بضحكتي وسعادتي، وأعلم جيدا أن الكره لا يضر إلا حامله، ولكني لا أستطيع التخلص من الشعور بالمرارة والغصة في قلبي من ناحيتهما.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلا ومرحباً بك.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة- فإني أحب أن قول لك شيئاً، أنا أولاً: أحييك باتصالك بهذا الموقع الإسلامي، واتصالك بموقع إسلام ويب أكبر دليل على أنك مؤمنة تحبين الله ورسوله، وأنك حريصة على معرفة الحكم الشرعي وإلا لما كتبت إلينا، وهذه كلها دلالات على أنك تؤمنين بالله تبارك وتعالى وتؤمنين بهذا الدين العظيم، وتؤمنين بالقرآن الكريم وتؤمنين بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، من الأشياء التي فاتتك -ابنتي الفاضلة- أن الله تبارك وتعالى هو مالك هذا الكون وهو المتصرف فيه، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء) أقصد من كلامي هذا أن الحب والكره، وأن الغنى والفقر، وأن الصحة والمرض، وأن القرب والبعد، وأن الجمال والدمامة، وأن العطاء والمنع، وأن الحياة والموت كلها بيد الله تبارك وتعالى.

هذا الذي حدث من انصراف هذا الشاب عنك وإقباله على صديقتك، لأنها تتمتع بقدر من الجمال والذكاء كما ذكرت، هذا -يا بنيتي- صدقيني بقدر الله تبارك وتعالى، وأنه ليس خارج عن مراد الله أبداً، فتلك إرادة الله، تصوري نفسك لو أن العكس قد حدث، كنت أنت الجميلة وكنت أنت الذكية وحدث هذا الأمر، ماذا سيكون شعورك؟ قطعاً ستشعرين بأن هذا شيء عادي، فالأخت حقيقة لم تعتد عليك اعتداء يجعلك تصبين عليها جام غضبك وكراهيتك، هذا الذي حدث شيء عادي، نعم هي لم تراع مشاعرك ولكنها لم تعتد عليك هذا الاعتداء الذي يجعلك تتصدقين بحسناتك عليها، لأن هذه الكراهية –بنيتي- يترتب عليها أن تخسري رصيدك من الحسنات.

ثانياً: يا بنيتي صدقيني لو أن هذا كان من نصيبك ما كان أبداً ليتخلى عنك ويذهب إلى غيرك، يا بنيتي إن طعامك وشرابك حتى لحظات نومك ولهوك ولعبك كلها مقدرة بقدر الله تبارك وتعالى، يا بنيتي صدقيني الخطوات التي تمشينها على الأرض مقدرة من الله والطريق الذي تمشين فيه قدره الله، يستحيل أن تغيريه -يا بنيتي-، كل شيء بقضاء الله وقدر، كل شيء خاضع لمراد الله، وأنت فتاة مؤمنة مسلمة تحبين الله ورسوله، فينبغي عليك أن تعلمي أن الذي حدث هذا هو إرادة الله، ونحن أمام إرادة الله ماذا نصنع -ابنتي-؟ نرضى بما قدره الله وقضاه ليس أمامنا إلا ذلك، لأن الله لم يقدر لنا إلا الخير.

وثالثاً: فرضاً أن هذا الشاب قد ظل معك ولكنك من خلال المعاملة وجدت أنه يخونك وأنه كاذب، أو أنه مريض بمرض معد لا يستطيع أن يؤسس معه حياة زوجية، ماذا ستفعلين؟ فيا بنيتي صدقيني الذي يعلم كل شيء هو الله، والذي يقدر كل شيء هو الله، وقدر الله كله خير، ألم تسمعي قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الخير كله في يديك والشر ليس إليك). يا بنيتي صدقيني إن الذي حدث هذا هو خير كبير بالنسبة لك، لأنه لو كان فيه من خير والله ما كان الله ليحرمك منه أبداً، لأن الله تبارك وتعالى قال: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم} لماذا يعذب الله المؤمنين؟ لماذا يعاقب الله المؤمنين؟ هذا يستحيل لأن هذا يتنافى مع عدل الله تبارك وتعالى فالله يحب المؤمنين، ولذلك الله يحبك لذلك صرفه عنك، صدقيني هذا رحمة بك.

ولذلك ينبغي أن تعيدي التفكير في موقفك، وأن لا تجعلي هذا يؤدي أبداً إلى هذه السلبية التي بدأت تدمر عليك حياتك، اتركي عنك هذا الأمر وقولي: يا رب أنا رضيت بما قدرته. ثم قولي: اللهم قدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به. ثم قولي: اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها. وبإذن الله تعالى سيمن الله عليك بأفضل منه بمراحل، ولكن عليك أن تصبري وأن تحاولي أن تخرجي من هذا الهم، وأن تقاومي هذه الأفكار السلبية، وأن تقولي: يا رب رضيت بما قدرته وقضيته فأكرمني يا رب العالمين، وابشري يا بنيتي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الشيخ موافي عزب، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كنت أود أن أعرف عمرك لتتم مخاطبتك على هذا الأساس، عموماً مثل القصة التي تحدثت عنها والحدث الذي تعرضت له موجود في حياة بعض اليافعين، والشباب في بدايات حياتهم تكون هذه العلاقات غير المؤسسة والتي لا يعرف مآلها، علاقات ليست جادة، علاقات تتم معظمها تحت جنح الظلام، معظمها وجلها لا ينتهي بزواج، حتى وإن انتهى بزواج لا يكون زواجاً ناجحاً.

مشاعرك -أيتها الفاضلة الكريمة- مقدرة، أن تحتجي وجدانياً على ما حدث، هذا من حقك وهذه مشاعر صحيحة جداً، هذه الصديقة التي كنت تعتقدين أنها صديقة اختطفت منك هذا الشخص الذي تتحدثين عنه، ومن الطبيعي جداً أن يغار الإنسان أن يتضايق، وكما ذكرت لك هذه العلاقة أصلاً كلها تدور في نطاق مشبوه، علاقات هشة، علاقات لا تقوم على أسس سليمة وأسس صحيحة، فاضطرابك الوجداني وتخوفك هذا أمراً طبيعي جداً، وحتى وتخرجي من هذا المأزق النفسي والعاطفي الذي أنت فيه انظري للأمور بعقلانية أكثر، انظري لها بمنطق أفضل، اهتمي بما هو أحسن في الحياة، اجتهدي في دراستك.

وأسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، الأمور في غاية البساطة، انظري إليها من هذا المنظار وليس من أي منظار آخر.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...