أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تعبيرات وجهي لا تعبر عما أشعر به.. بماذا تنصحونني؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

عندما يكون مزاجي محايدًا- أي لا حزن، ولا فرح ...إلخ- تبدو على وجهي دون أن أشعر ملامح الغضب أو الانزعاج، أو ما شابه ذلك، وكنت دائمًا أستغرب من الناس حين يسألوني "ما بك"؟ "ما الذي يزعجك"؟ فأقول: لا شيء، وكنت أتساءل دائمًا: لماذا يسألوني هذه الأسئلة؟ وأنا مرتاح تمامًا، إلى أن شاهدت صورًا وتسجيلات لنفسي التقطها أحد الإخوة في إحدى الرحلات، فعلمت أن وجهي لا يعبر عما أشعر به، فقمت ببعض الأبحاث فوجدت أن كثيرًا من الناس يعانون من ذلك، ووجدت أن كل الذين من نوع شخصيتي حسب الـ MBTI يعانون من نفس المشكلة.

هل هذه المشكلة من طباع شخصيتي، أم هنالك مشكلة لست ألحظها؟ وفي كلا الحالتين بماذا تنصحونني؟ لأن هذه المشكلة تؤدي إلى نفور الناس من حولي، وقد أنسب إلى سوء الخلق، أو سوء الأدب.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ملامح الناس كثيراً لا تكون معبرة عن دواخلهم، ولا عن مشاعرهم، خاصةً تعابير الوجه، وما ذكرته صحيح، وكذلك الاستنتاج الذي توصلت إليه من خلال اطلاعك على الفحص MBTI هو صحيح تماماً، لكن الإشكال يأتي في أن الإنسان إذا كان مظهره أو تعبيراته الجسدية لا تطابق مشاعره الحقيقية يبدأ يوسوس حول هذا الأمر، ويتحول الأمر إلى قلق وانشغال دائم، ومن هنا تأتي المشكلة، لذا نقول: إن التجاهل مهم، ومهم جداً.

والنقطة الثانية هي: تطوير ما يسمى بالذكاء العاطفي، أو الذكاء الوجداني لدى الفرد، والذكاء الوجداني هو علم جديد محترم جداً ومهم جداً في حياة الناس، لا يقل أبداً عن الذكاء الأكاديمي، ومن خلال الذكاء العاطفي يتعرف الإنسان بصورة أفضل على نفسه من حيث مظهرها، ومن حيث دواخلها، ومن حيث مقدراتها، ومن ثم يبدأ يتعامل إيجابياً مع نفسه، وفي ذات الوقت يستطيع أن يفهم بقية الناس بصورة أفضل، ويتعامل معهم أيضاً بصورة إيجابية، وهذا قطعاً يكون نتاجه ألا ينشغل الإنسان بمظهره، أو بتعبيرات وجهه، وفي ذات الوقت سوف يسعى لتغيرها وتبديلها.

وإذا كانت لدي نظرة مقفهرة بعض الشيء، وأعرف أنها لا تعبر عن مشاعري الحقيقية فلماذا لا أدرب وأطوع وأعود نفسي على ابتسامة مثل ابتسامة معقولة، وآخذ بذلك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (وتبسمك في وجه أخيك صدقة)؟ فمن خلال هذا النوع من التدريب الاجتماعي من خلال اكتساب المزيد من فنيات الذكاء العاطفي، أعتقد أنك يمكن أن تتغير كثيراً، وتكون راضياً عن تعبيرات وجهك، وكذلك مشاعرك.

عموماً الذي أريده منك ألا تجعل هذا الموضوع شاغلاً لك، فصرف الانتباه عنه في ذات الوقت هو علاج، ومن الكتب التي يمكن أن تطلع عليها في الذكاء العاطفي كتاب دانييل جولمان، وهو كتاب ممتاز، وهناك عدة كتيبات كتبت في هذا المجال، أو يمكنك أن تطلع على بعض المواقع الموجودة في الإنترنت.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...