أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أصاب بالارتباك والقلق وكثرة التفكير كلما هممت بعمل أو لقاء مع الناس.

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم
أود أن أطرح عليكم مشكلتي، راجياً أن أجد من خلالكم الحل المناسب.

أنا شاب عمرى 24 سنة، أعاني منذ الصغر من الخجل وعدم الثقة بالنفس، والتردد والقلق عندما أكون وسط مجموعة من الناس، سواء مقربين أم لا؛ لا يمكنني أن أتصرف براحتي كما لو كنت وحدي، أو لو كنت مع أحد أصدقائي الذين لا أرهب بأن أتصرف أمامهم أي تصرف.

أتجنب الاجتماعات العائلية ولفت الانتباه، وأنا دائماً شخصية متوترة، انطوائي يغلب على تفكيري سوء الظن والشك، أحسب حساب كل شيء، مما أفقدني متعة التمتع بالشيء من كثرة الرهبة والتوتر والخوف.

أحاول أن أجعل نظرتي للأشياء إيجابية، إلا أن السلبية تفرض نفسها، وهذا الشيء يقلل من عزيمتي وفرصي في الحياة؛ حيث لا أتجرأ بأن أتخذ زمام المبادرة في أي شيء، ودائماً أكون بعيداً عن الأضواء.

أخشى أراء الناس وأخشى أن يروا شخصيتى الضعيفة، مثال: كان هناك مقابلة عمل، وقبل الذهاب إلى المقابلة أصابني القلق والتفكير الزائد، ماذا سوف أقول؟ وماذا سأفعل؟ ولم أستطع النوم، وبعد الذهاب والحصول على الوظيفة ازداد القلق والتفكير في العمل، وكيف سأتعامل مع العمال في العمل؟ وماذا سيحدث إذا تسببت في مشكلة؟ فلم أستطع النوم لعدة أيام؛ مما دفعني إلى الاعتذار عن العمل واختلاق الأعذار، وبمجرد الاعتذار عن العمل ذهب القلق والتفكير ونمت، لكني ندمت بعد ذلك.

وأيضا عند الذهاب للحلاق أشعر بعدم راحة، ويزداد عند امتلاء المحل؛ مما دفعني إلى عدم الرغبة في الذهاب، وهناك أمثلة مشابهة لمواقف وقرارت يسيطر عليها القلق والتفكير، وتنتهي بالهروب منها.

أنا الآن مقبل على السفر للعمل بالخارج الشهور المقبلة، ومجرد التفكير في السفر الآن يربكني، فما بالكم عند اقتراب السفر!!

وشكرا جزيلا لكم.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنالك عدة أنواع من القلق: هنالك القلق المتعلق بالشخصية؛ أي هو سمة من سماتها، وهنالك القلق الظرفي الذي يأتي للإنسان تحت ظروف معينة، وهنالك القلق المشترك العام؛ أي أن الشخصية لها الاستعداد للقلق، وحين يأتي لظروف معينة -حتى وإن كان لا يستحق أن يغلب الإنسان نحوه- تجد أن القلق يحدث وتعقبه الوساوس والمخاوف والتحليلات السلبية.

أعتقد أن حالتك هي في هذه الإطار، الإطار المشترك؛ بمعنى أن شخصيتك أصلاً لديها بعض سمات القلق، ومن ثم تثيرك الأحداث الحياتية التي ربما تكون بسيطة جداً لكثير من الناس، وأنت تقابل الأمور بكثير من الحساسية مما يجعلك تكون متحوطاً ومتردداً أكثر مما يجب، وهذا كله يصب في خانة القلق الوسواسي المرتبط بشخصيتك كما قلت لك.

أيها الفاضل الكريم: هذه الطاقة النفسية السلبية يمكن تحولها إلى طاقة إيجابية وذلك من خلال بعض التفكر والتدبر، وأن تفهم شخصيتك، وأن تنظر إلى ما هو إيجابي، الميزات التي تميزك من الناحية الإيجابية وكذلك السمات السلبية، وتقوم في نفس الوقت بتعظيم ما هو إيجابي وتثبيته والعمل على زيادته وعلى تطويره، وفي نفس الوقت تقلص ما هو سلبي، ولا بد أن يكون فكرك فكراً متدرجاً بمعنى أن الشيء المهم أعطيه أهمية، والشيء غير المهم أحاول بقدر المستطاع أن لا أعطيه نفس الاهتمام الذي أعطيه للأمور الأخرى، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: تنظيم الوقت دائماً نحن ندعو له وهو مفيد جداً في حالتك هذه، ترتيب الوقت وتنظيمه على نسق وعلى نمط إيجابي فعال يساعدك كثيراً.

التواصل الاجتماعي حين يكون تواصلاً منضبطاً مفيداً وإيجابياً يساعدك، وضع هدف معين في الحياة أنا متأكد أن في سنك أهدافك وآمالك كثيرة جداً فيجب أن تنزلها إلى أرض الواقع، أهداف آنية حالية وأهداف مستقبلية خطط لها، رتبها وأسعى لتحقيقها، من خلال ذلك يقل القلق والتوتر والأفكار المتداخلة السلبية.

حسن العبادة، التقوى، التؤدة في الصلاة والخشوع والسكينة تعلم الإنسان التغاضي عن أسباب القلق البسيط، تجد نفسك إن شاء الله تعالى في وضع اطمئنان.

ممارسة الرياضة، ممارسة التمارين الاسترخاء هذا كله مطلوب.

وأخيراً أيها الفاضل الكريم: أنصحك بتناول دواء بسيط جداً يزيل قلق المخاوف ذو الطابع الوسواسي، الدواء اسمه أنفرانيل، واسمه العلمي أميبرامين، وأنت تحتاج له بجرعة بسيطة وهي 25 مليجرام تتناولها ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم 25 مليجرام يوم بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

هذا الذي أنصحك به، وأنا أشكرك على رسالتك، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...