أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل من الوسواس التفكر بحركات الجسد وماهيته؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أطرح عليكم حالتي, وهي حالة غريبة, وأتمنى أن تساعدوني.

بدأت حالتي عندما بدأت أستشعر حالي وجسدي, وبدأت أعي نفسي أكثر, أعي هذا الجسد الذي أتحرك به, وبدأت الأفكار تتكاثر.

أولًا: أريد أن أعرف هل هناك تفسير لهذه الحالة في علم النفس؟ أتمنى أن أجد تفسيرا لها, والحمد لله على كل شيء.

بدأت حالتي الاجتماعية تتدهور, وبدأت أبتعد عن الناس, وبدأت أستصعب أمورا كثيرة, وصرت وكأني أرى الأمور من فوق, كأني لست داخل الدنيا, وكأني تفككت -أشعر بأنني قريب للموت- صرت أحس بأن شخصيتي تفككت, ما أشعر به كأني راكب في هذا الجسم, صرت أستصغر كل ما أراه من أناس ومناظر, فهل هذا أمر طبيعي؟ لا أعلم إن كان صحيحا, فأنا أسعى لأن تكون تصرفاتي أقرب للكمال.

أذهب إلى أطباء نفسيين, فمنهم من يقول أن معي انفصاما, ومنهم من يقول: لا. أنت فقط معك وسواس, ومنهم قال: أن حالتي هي اندماج ما بين الوسواس والفصام, ومهما يكن معي, فأنا لا أبالي, المهم أن أتحسن, فهناك الكثير لا أتكلم فيه.

أريد فقط مساعدتكم ونصيحتكم, نعم حالتي كانت على مراحل, أوقات يأتيني شعور هل أنا على قيد الحياة.

سبحان الله, الله كريم, أرجوكم, أريد مساعدة ولو قليلة, وأتمنى منكم مساعدتي.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جهاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنالك بعض الظواهر المتعلقة بالصحة النفسية يحس بها الإنسان، وربما يصعب تفسيرها.

حالتك هذه –أيهَا الفاضل الكريم– هي أقرب للوساوس، مشاعرك وعملية تحرك الجسد, واستيعابك له بشكل أكبر, وتكاثر الأفكار, وتصرفاتك التي تنشد الكمال فيما يتعلق بها؛ أعتقد أن هذه كلها أعراض وسواسية، وإن كانت لا تنطبق على المعايير، فالتشخيص وسواس ليس مائة بالمائة، لكن أعتقد أنه التشخيص الأقرب.

بالنسبة لإصابتك بنوع من أنواع الفصام: هذا يصعب عليَّ تأكيده، وفي ذات الوقت لا بد أن نقدر رأي الطبيب الذي ذكر لك هذا، لأن الأطباء حين يقومون بالفحص المباشر على المريض تتكون لديهم أفكارًا وانطباعات أفضل عن المريض.

والشيء الذي قد يكون ضد مرض الفصام في حالتك؛ هو أنك مستبصر استبصارًا كاملاً بما يحدث لك, وما يدور حولك، وأعتقد أن تجربة العلاج سوف تكون مهمة، أن تدخل في برامج علاج مكثف لعلاج الوساوس، مكثف من ناحية الأدوية, وكذلك العلاج السلوكي، وأن تغيّر نمط حياتك، وأن تجعله إيجابيًا، هذه هي البداية الصحيحة، وإن ظلت بعض هذه الأعراض موجودة بعد ذلك؛ أعتقد أنه لا بأس من تناول جرعة صغيرة من الأدوية المضادة للذهان، وهذا سوف يغلق الباب تمامًا على موضوع الفصام.

وفي ذات الوقت إذا كانت حالتك هي في الأصل نوعا من الوسواس القهري المقاوم للعلاج العادي المعروف؛ هنا تكون إضافة مضادات الذهان هي أحد الأمور المطلوبة حسب ما هو مُثبت في كثير من المحافل العلمية التي تهتم بهذه الأمراض.

أيها الفاضل الكريم: بجانب العلاج يجب أن تكون فاعلاً في حياتك، وأن تصرف انتباهك عن هذه الأعراض، هذا مهم جدًّا، ولا تنزعج كثيرًا للتسميات والمسميات، المهم هو أن هنالك أعراضا, ونسعى لأن تختفي هذه الأعراض، هذا هو الذي ينفعك ويفيدك.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...