أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل تصلح الرقية علاجا لمرض أمي؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أمي تعاني من السحر، ولا أعلم أكان مأكولا أو غير ذلك، سمعت وقرأت الكثير عن فك السحر شخصيا -أي بواسطة المسحور نفسه-، لكن أمي لا تعرف القراءة -أمية-، هي الآن في حالة لا تستطيع بسببها المشي، في أول الأمر كانت تشعر بحرقة شديدة في أقدامها، ثم أصيبت بتخثر الدم في أطراف أصابع يديها، وبعد عمل الفحوصات والتحاليل لم يظهر مع الأطباء شيئ، بل إن كل طبيب قال كلاما غير الذي قاله الآخر، وبعدها اضطررنا إلى إدخالها المشفى، وعندها طلبوا منا أخذ التحاليل إلى دولة أخرى، لكن -هيهات- لا نتيجة تذكر، وبعد مرور الزمن تطورت حالتها، فأصبحت تشكو من غرغرينا في أناملها، لكن -الحمد لله- شفيت، وأصبحت أصابعها تنمو -بفضل الله تعالى-، وإلى الآن لا تستطيع المشي، غير أنها كانت تقوم برياضة خاصة،

وسؤالي: هل أستطيع أنا أن أرقيها؟ وكيف؟ وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه .

وبخصوص ما سألت عنه -أختنا الفاضلة- فاعلمي -أختنا الفاضلة- أن السحر أمر قائم وقد عرفه علماء اللغة بأنه صرف الشيء عن وجهه، وفي الاصطلاح: " كل أمر خفي سببه، وتُخِيِلَ على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخُدَع"، وقد أقر أهل العلم بوجوده، يقول الإمام النووي: "والصحيح أن السحر له حقيقة، وبه قطع الجمهور، وعليه عامة العلماء".

ويسن للمريض أن يرقي نفسه، فعن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - أنه اشتكى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعا يجده في جسده منذ أسلم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ( ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثاً، وقل سبع مرات: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر"، عن محمد بن سالم عن ثابت البناني قال: يا محمد: إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل:" بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته، من شر ما أجد من وجعي هذا"، ثم ارفع يدك، ثم أعد ذلك وتراً، فإن أنس بن مالك - رضي الله عنه - حدثني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدثه بذلك.

لكنك ذكرت -حفظك الله- أن والدتك لا تحسن القراءة، وعليه فيجوز لك رقيتها، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كما تقول عائشة - رضي الله عنها -: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أتى مريضاً أو أتي به قال: "أذهب البأس رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً"

وعنها - رضي الله عنها – قالت: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يرقى بهذه الرقية:" أذهب البأس رب الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت".

والرقية الشرعية تجدينها -أختنا- في كتب أهل العلم، وعلى موقعنا هذا، لكن نريد التأكيد على عدة معان ينبغي أن تكون حاضرة، وأن ترقي أمك :

1- الاعتقاد التام بأن الله هو الشافي المعافي، وأن كل شيء بقدر الله -عز وجل-، وكل قضاء الله له حكمه، وينبغي أن نسلم لله فيما أراد وأن لا نغفل الأسباب .
2- ليس هناك أثر معين لآية معينة من كتاب الله -عز وجل-، ولكن التأثير الواقع من أدائك أنت للقراءة وتضرعك إلى الله -عز وجل- وبسبب ما تحتويه تلك الآيات من التوحيد لله -عز وجل-.
3- الرقية لا تكون إلا بالمأثور عن الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
4- ليس للرقية وقت معين ينتهي فيه، فإنما عليك كثرة التضرع إلى الله -عز وجل-.

نسأل الله أن يتم شفاء الوالدة على خير، وأن يأجرك الله خيرا على خدمتك والدتك، والله الموفق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...