أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخوف من الخروج من البيت والرهاب سبب لي ألما مستمرا في بطني

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

أنا بنت بسيطة جدا، منذ صغري وأنا أعاني من خوف فظيع، كنت أخاف أن أجلس أو أنام لوحدي بالذات في الليل، منذ كبرت وتعدى عمري 12 عاما خف الخوف من ناحية أني أصبحت أنام وحدي، وكنت أتحدى الخوف وأجبر نفسي وقدرت على مقاومته نوعا ما، ثم صار الألم يأتي في بطني، صرت لا أحب أن أخرج من البيت لأني أحس بغثيان ودوخة فظيعة وبطني يضطرب، وكنت أتحدى هذا كله وأمشي حياتي.

بعدها صرت في الثانوية أتعب أكثر، صرت يوميا أتألم من بطني وقت نومي ووقت صحوتي، وصرت أتعب لما أذهب للمدرسة، وإذا خرجت لأي مكان غير البيت أخاف، يأتيني الألم حتى أرجع البيت، ولما أرجع البيت تبين بقع وآثار التعب بوجهي بشكل واضح، مع أن عندي قولون عصبي وعصبية جدا، وأي شيء يتعبني، زاد الخوف لدرجة أني ذهبت للمستشفيات وقالوا أنت سليمة لكن تتوهمين ألم بطنك، لكن هم لا يحسون بألم بطني، كأني وقتها سأموت من ألم بطني، ولما أتوجع صرت أقول أنا أتوهم لكي أتحدى الألم والخوف لكن والله لم أقدر، وإلى الآن أعاني من هذا، ويأتي الألم حتى وقت نومي، وهذا سبب لي الحزن والألم، أتمنى أمنية واحدة أن أكون بيوم واحد أعيش مثل بقية البنات، أن أنام وأصحو طبيعيا وأخرج من البيت بلا خوف وألم، صرت أخجل من حياتي بسبب ما أعاني.

أتمنى الإفادة، ولكم مني جزيل الشكر.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شوق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي يظهر من رسالتك أنك تعانين من الخوف من الصغر، وهذا النوع من الخوف لا شك أنه قد تم تكوينه تدريجياً، وأصبح مكوناً رئيسياً لتفكيرك الوجداني ومشاعرك، والذي ألاحظه أن نوعية الخوف الذي كان يصيبك فيما مضى متعلق بالمدرسة بدرجة كبيرة، وهذا يسمى بقلق الفراق لم تكوني خائفة من المدرسة ولكن يظهر أنك كنت لا تودين أن تفقدي أمان البيت وأمان الوالدة، وهذه الظاهرة معروفة جداً هي ليست تصنعا أو ادعاء، إنما حالة نفسية تنشأ من خلال التراكمات المعينة خلال العقل الباطني.

ودائماً هذه الحالات تظهر في شكل أعراض جسدية، ومن أهم تلك الأعراض الجسدية آلام البطن وبكل أسف تجدين الآباء والأمهات يأخذون أبناءهم الذين يعانون من هذه الحالة إلى الأطباء المختلفين، الأطباء جهاز الهضمي وأطباء الجراحة مع أن الحالة نفسية، أنت الآن تعانين من هذه الآلام والقولون العصبي، وأعتقد أنها كلها مرتبطة بالتوترات والمخاوف، أقول لك أنت الآن كبرت ويجب أن تكبر آمالك معك، ويجب أن تكوني صاحبة شخصية ودافعية وقوة وتوجه إيجابي في الحياة.

أنت لا تدرسين كما هو مفهوم من رسالتك، وأول خطوة للعلاج هي أن تدرسي أي نوع من الدراسة غير النظامية، وتذهبي لمراكز تحفيظ القرآن، لا بد أن تملأ هذه الفراغات الضخمة في حياتك، من يفتقد التعليم في عمرك تكون هنالك فراغات كبيرة في وجدانه، في عواطفه، في نفسه، في شخصيته، هذه لا بد أن تملأ لا يمكن أن تترك هكذا -أيتها الفاضلة الكريمة-، فتشاوري مع أسرتك حول هذه الموضوع، ولا بد أن يؤخذ بجدية لأن ذلك هو الذي سوف يؤدي إلى البناء النفسي الصحيح بالنسبة لشخصيتك، ونموك النفسي والاجتماعي والوجداني والمعرفي.

الأمر الثاني هو أن تذهبي لأحد الأطباء النفسيين، لا مانع في ذلك ليعطيك أحد الأدوية البسيطة المضادة للمخاوف القلقية، والمحسنة للمزاج، ولا شك أن عقار زولفت هو من أحسنها، خاصة أنه فعال وسليم وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات عند البنات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...