أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل من طريقة أسأل بها عن أحوال من أحبه حتى يجمعنا الله بالحلال؟

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة تعرفت على شاب كان زميلي في الثانوية، يعلم الله ماذا كانت نيتي معه، مجرد زميل وصديق ولا شيء بيننا إلا الاحترام والمودة، وهو كذلك لم يخطئ معي بشيء أبدا، وأعلم أن نيته كانت صادقة معي ولا يريد أن يتقدم بشيء لا يرضي الله، إلا أنه بعد مرور الأيام عرفنا نحن الاثنين بمحبة بعضنا لبعض، ويشهد الله أني لا أقتنع ولا أشجع أي أحد على العلاقات قبل الزواج، علاقة في نهاية الأمر غير مشروعة، ولا ترضي الله، وستكون خيانة لثقة الولدين، لذلك كنا نحن الاثنين متفاهمين عند هذه النقطة، ولكن مشكلته أنه يتأثر للأسف ببيئته وأصدقائه فأحيانا يضعف، ولا يفكر بعقله في الصواب ويتغاضى عن الأمر.

وعلى مر الأيام حرصت أن لا أتقدم بأي خطوة لا ترضي الله، وعندما أجده يضعف كنت أنبهه وفعلا يقتنع معي، ويسير على المسار الصحيح، وأصبحت أنا كذلك أضعف وأتعلق به أكثر، وحدثت بيننا أحاديث لم أكن أريدها، ولكن الشيء قد حدث لا يمكن إنكاره، فهذا ليس عذرا، علما بأن كل هذا كان يحصل عبر الانترنت، مرت فترة سنة تقريبا على هذا النحو، ثم بدأت أرجع إلى نفسي وأقول لنفسي أن هذا الشيء لا بد أن ينتهي أن وجه أنفسنا للمسار الصحيح، يشهد الله صدق محبتي له ولا أريده إلا في الحلال، وهو كذلك، لذلك لم أرد أن أخسره، وهو يريد أن يتقدم لي بالحلال ولكن مانعه أنه لا يزال يدرس، ولا يوجد لديه أي دخل أو ضمانات، لذلك فهو خائف من الرفض، وغالبا ذلك ما سيحدث من طرف أهلي، وأنا لا ألومه لأنه لا يزال صغيرا، وخطوة مثل هذه ستكون تحد صعب له، ولكن كذلك هذا ليس عذرا أنه يتقدم لشيء لا يرضي الله.

وصلت لنقطة التي أردت أن تكون علاقتنا مشروعة، لذلك أشرت له أن هذا الجزء الحرام لا بد من توقفه، ولا أريد أن أغضب الله، لذلك سنكتفي بمعرفة حبنا لبعضنا البعض ووفائنا لبعض، وننتظر إلى أن يفتح الله بيننا بالحلال، طبعا كان صعبا جدا الابتعاد عنه بهذه الطريقة، ولكن إيماني بالله ورغبتي في نيل رضاه أقوى بكثير، وأنا مؤمنة بأن العبد لو ترك شيئا لنيل رضا الله لن ينال إلا أحسن منه، ولكن هو لم يوافقني الرأي ورفض هذا الشيء مع أنه اقتنع بما أنا مقتنعة به، ولكن قال أنه لن يستطيع أن يبتعد بهذه السهولة، وإن أردت أن أقوم بهذه الخطوة فهو معي لأنه لا يريد أن يخسرني كذلك، وليس من باب رضاه بالكامل، فقط كان يريد راحتي.

حاولت أكثر من مرة زيادة إقناعه حيث أردته أن يتمم هذا الطريق بكامل رضاه، وعن قناعة تامة حتى نكون مرتاحين، وفقط يبقى لدينا أن نجعل أملنا في الله كبيرا، ولكن دائما كان له جانب ضعيف رغم قناعته، وأكثر ناحية كان يتأثر بها هي: كيف سنستطيع تجاوز فترة طويلة دون معرفة أحوال بعضنا البعض؟ وأنا لم أستطع حل هذه المشكلة بمفردي، آسفة على الإطالة فقط أردت أن أوضح تقريبا جميع جوانب الموضوع لكي تفهمني بالكامل.

الآن سؤالي: هل من طريقة نستطيع أن نسلك فيها هذا الدرب الذي أريده لنيل رضا الله، والابتعاد عن المعاصي، ونسأل عن أحوال بعضنا البعض من فترة لأخرى من دون الدخول في أحاديث غير مشروعة؟ علما بأني منذ اتخذت قراري لا توجد بيننا حاليا أي أحاديث، ولكن تصلني أخباره من مصادر أخرى، ولكن ليس بطريقة دقيقة، أردت أن تساعدني أيها الشيخ في هذا الخصوص، فيشهد الله أني لا أريد أن أغضب الله بأي طريقة، وأعلم أنه بهذه الطريقة -بإذن الله- تزيد بدرجة كبيرة إمكانية جمعه لنا بالحلال، وهذا مبتغانا الأول والأخير، ولكني أردت أن أعلم إن كان لا بأس من السؤال عن أحوال بعضنا من فترة لأخرى، بطريقة -بعون الله- تكون على حسب نياتنا ومبتغانا.

وأسأل الله أن يبارك فيك، ويفتح عليك بالخير دنيا وآخرة، وجزاكم الله خيرا لتقبل أسئلتنا والإجابة عليها، وإفادتنا فيما يرضي الله، أنتظر الرد منك مع جزيل الشكر مرة أخرى.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ fatima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك هذا الحرص، ونؤكد لك أن الإسلام لا يرضى بأي علاقة في الخفاء، ولا يرضى بأي علاقة لا نضمن انتهائها بالزواج، ولا يرضى بأي علاقة لا تكون معلنة وتحت ضوابط وقواعد هذا الشرع الحنيف، ونؤكد لك أن أولى الخطوات لأي فتاة تشعر بميل لشاب إليها هو أن تطلب منه أن يطرق باب أهلها، هذه النقطة الأساسية التي يؤسفنا أن الشباب يجعلوها آخر نقطة، وهي أول النقاط التي يجب أن نبني عليها، بل نطالب بأن يأتي بأهله، حتى نشعر أنهم بالموافقة وأنهم معه على الخط – كما يُقال –، وغير ذلك لا يمكن أن يُقبل، ومن مصلحتك ومن مصلحته أن تتوقفوا عن هذه المخالفة تمامًا، وبعد ذلك لا مانع بعد أن ينتهي من دراسته ويهيأ نفسه أن يطرق باب أهلك، فإن قبلوا فبها ونعمت، وإن كانت الأخرى لن تندموا على هذا، لأنكم حرصتم على أن تقدموا وتتبعوا ما يُرضي الله، وعلى أن تقدموا طاعة الله.

وليس لك أن تتواصلي معه للسؤال عن أخباره، لأن هذا باب يفتحه الشيطان، والنماذج عندنا تدل على أنه حتى من أرادت أن توقظه للصلاة الفجر أو تذكره بالأذكار أو غير ذلك، أحيانًا الشيطان يختفي لهم في منعطفات هذا الطريق، والفتاة ما كُلفت حتى بالنصح لشاب أو بالسؤال عنه، ولكن لا مانع إذا كان له أخوات أن تتواصلي معهنَّ، هو يتواصل مع إخوانك من الذكور، أما أن تكون صلة بين فتاة وشاب فإن هذا لا يمكن أن يُقبل، لا تحت ظل الزمالة ولا الصداقة ولا غيرها من الكلمات التي لا يمكن للشريعة أن تقيم لها وزنًا.

ولذلك أرجو أن تنتبهي لنفسك، وتتوقفي، وهذا خير لك وخير له، وعندما تتهيأ الفرص يعرفك ويعرف أهلك، عليه أن يطرق الباب، بل لا ننصحك بانتظار السراب، فإذا جاءك صاحب الدين وصاحب الخلق فلا تترددي، خاصة وقد أشرت إلى أن أهلك غالبًا لن يوافقوا، فلا تضيعي وقتك، واعلمي أن هذا القلب غال فعمّريه بحب الله وتوحيده ومراقبته، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...