أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أتخلص من البكاء إذا مسني شخص بسوء؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم

لا أستطيع السيطرة على نفسي, وأبكي كثيراً من أي شيء يمسني بضرر, أبكي ولا أتحمل، فهل هذا ضعف في شخصيتي أم ماذا؟

أعينوني أعانكم الله.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية, ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

البكاء يعتبر نوعا من التفريغ الانفعالي, وهو مطلوب في حالة الأزمات؛ لأنه يخفف وطأة المصيبة, ويدل على الرحمة والرأفة, ورقة القلب.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين, وكان ظئرا لإبراهيم عليه السلام, فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبله وشمه, ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه, فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان, فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: وأنت يا رسول الله؟ فقال: (يا ابن عوف, إنها رحمة) ثم أتبعها بأخرى, فقال صلى الله عليه وسلم: (إن العين تدمع, والقلب يحزن, ولا نقول إلا ما يرضى ربنا, وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) رواه موسى عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد روى الترمذي وحسنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله.

وروى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... وذكر منهم ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.

في مثل هذه المواقف -أخي الكريم- البكاء محمود, وفيه خير, أما البكاء الذي يعبر عن العجز, وعدم تحمل المسؤولية, والتراجع, والاستسلام, وعدم المواجهة؛ فهذا ليس محموداً؛ لأن المؤمن شجاع, وفطن, وقوي بالله عز وجل.

وإليك بعض الإرشادات, وإن شاء الله تسعدك في التغلب على المشكلة:

أولاً: لا بد من التذكير بركن من أركان الإيمان, ألا وهو الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره, فما كان مقدراً من الله تعالى لا بد أن يحدث, وما لم يكن مقدراً فلا تحدثه توقعاتنا وتصوراتنا, لذلك لا داعي أن نعيش في خوف أو قلق مستمر, يمنعنا من العيش بصورة مستقرة في هذه الحياة, ويبعد عنا السعادة والاستمتاع بما هو مباح من النعم؛ لأن شدة توقع الشيء أحياناً تكون أمّر من وقوع الشيء نفسه.

لذلك يا أخي الفاضل: الحذر الشديد, والتشاؤم المستمر قد يكونان من العوامل التي تؤدي إلى نقصان السعادة, فكن متفائلاً, واعمل ما يرضي الله تعالى, وتوكل عليه؛ فإنه يحب المتوكلين, واعلم أن الآجال محددة وحتمية, فكم من مريض عاش طولاً من الدهر, وكم من صحيح أكفانه تنسج وهو لا يدري.

المؤمن ينبغي عليه أن يُسخِّر كل عاداته ونشاطاته وممارساته الحياتية في خدمة الدين, فتصبح العادة عبادة, وبالتالي يكون قد حقق ما خُلق من أجله.

ثانياً: لا تستسلم للمشاعر والأفكار السلبية, بل قابلها بالأفكار الإيجابية والمنطقية, وحاول مراجعة كل الأفكار السلبية التي سيطرت عليك من قبل, وتوقعت فيها حدوث خطر يصيبك, ومكروه يأتيك, كم منها تحقق بالفعل؟

ثالثاً: عليك بالدعاء, فإنه يصارع البلاء, واحمد الله على نعمة الصحة والعافية, وإذا رأيت مريضا فادع له بالشفاء, وقل الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به, وفضلني على كثير من خلقه تفضيلا.

نسأل الله لك القوة والصحة.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا أحس بطعم الحياة وأفكر في ترك العمل بسبب الضيق الذي أعاني منه! 2070 الخميس 14-03-2019 06:52 صـ
أدوية الصدمة النفسية سببت لأمي مشاكل مع الآخرين، ما هو الحل؟ 1899 الأربعاء 13-02-2019 05:22 صـ