أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم خوفك وقلقك – يا عزيزتي-، ولكن لا يمكن من خلال الأعراض فقط الجزم بأن الحالة سليمة أم خبيثة -لا قدر الله-، والذي يمكنني قوله لك هو: بأن الاحتمال الأكبر هو أن الحالة سليمة -إن شاء الله-، لأنك قد شعرت بهذه التكتلات والأعراض فجأة، وهي تمتد إلى اليد، مع إحساس بالثقل في الثدي، وكل هذه الأعراض توحي بأن السبب قد يكون هرمونيا، فقد يكون ذلك بسبب اقتراب موعد دورتك الشهرية، أو قد يكون بسبب حدوث حمل مبكر، وفي بعض الأحيان قد تحدث مثل هذه الأعراض في فترة التبويض.

على كل حال، عند الشعور بأي كتلة في الثدي؛ فإنه يجب عدم إهمال الحالة، بل يجب دوما أن يتم عمل كشف عند الطبيبة المختصة، ويجب دوما عمل تصوير تلفزيوني أو ظليل أو الاثنين معا للثدي، وذلك لمعرفة طبيعة الكتلة بدقة، هل هي غدد، أم تليفات، أم كيسة، أم ورم، وقد يستدعي الأمر أخذ عينة بإبرة رفيعة من الكتلة، من أجل الوصول إلى تشخيص نهائي، وتحديد طبيعة العلاج والمتابعة فيما بعد.

وأنصحك أولا التأكد من عدم حدوث حمل في هذا الشهر، ويمكنك عمل تحليل للحمل في الدم قبل موعد الدورة بيومين، فبهذه التحاليل يمكن اكتشاف الحمل بشكل مبكر جدا، ليتم تفادي التصوير بالأشعة الظليلة في حال أنه قد وجد حمل.

وأحب أن أوضح لك ولأخواتي وبناتي السائلات نقطة هامة، وهي: أن عدم وجود إصابة سابقة بسرطان الثدي في العائلة لا يعني بأن حدوث السرطان قد أصبح مستبعدا، والحقيقة هي أن 5% فقط من حالات سرطان الثدي المشخصة يكون سببها الوراثة، أما 95% من الحالات المتبقية فهي تحدث بشكل عشوائي، أي لا يكون في عائلة السيدة أو الفتاة أي إصابة في سرطان الثدي، وأردت أن أوضح لك هذه المعلومة لا لأزيد من مخاوفك، بل لأؤكد على ضرورة أن تهتمي أنت وكل فتاة وكل سيدة بالفحص الدوري للثدي، سواء كان هنالك استعداد وراثي أم لم يكن، وسواء حدثت أعراض في الثدي أم لم تحدث، لأن الفحص الدوري للثدي هو الطريقة الوحيدة التي بين أيدينا لغاية الآن للكشف المبكر عن سرطان الثدي.

نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.