أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من قلة الثقة بالنفس والحزن المفاجئ فما السبب؟ وهل من مخرج لذلك؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم..

أنا فتاة في 25 والعشرين من العمر، أنهيت دراستي وأصبحت مهندسة حاسوب، والآن أعمل ولكن ليس في مجال تخصصي.

أعاني من قلة ثقة بالنفس، لدرجة أني أحس بأنني غير جميلة، أو أن جميع من ينظرون إلي يقولون ما أقبح هذه الفتاة، حتى عندما أتكلم أحس بأن من حولي يأخذ كلامي على أنه شيء غبي، أو ينتظرون متى أن أصمت لأنهم ملوا كلامي، لقد أصبحت أعاني من حساسية زائدة اتجاه الناس وكل شيء، وفي حال حصل أي شيء من الممكن أن أبدأ بتحليله في عقلي، وتبدأ الأحاسيس السلبية بداخلي لدرجة أنني أصبح غير قادرة على معالجة أي مشكلة.

كما أشعر بأني أحسد نفسي، فبمجرد أن يخطر ببالي شيء إيجابي، أو أن أخرج مع صديقاتي، إلا وينتهي الأمر بشيء ينغص علي سعادتي، فأي فكرة ايجابية أفكر بها تنقلب إلى شيء سلبي.

كما أنني أشعر بالحزن المفاجئ، وكأن شيئا ثقيلا يجلس على صدري، ولا أعرف ما هو؟ وكيف الخلاص منه؟ وفي حال حدثت معي مشكلة في العمل أو في الحياة؛ فإني لا أنفك أفكر بها باستمرار، وأبقى خائفة من أثرها، أو ماذا سوف يحصل لي؟ لدرجة أنني أبقى خائفة من أن أفقد عملي، أو أبقى طيلة حياتي دون أن أتزوج.

كما أنني لا أعيش فترة التفاؤل والفرح لفترة طويلة، بل يكون ذلك في حينها فقط، وما إن تمضي سويعات حتى أنسى ذلك الشعور وأعود لحالتي.


أرجو المساعدة.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعانين من قلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، وهذا قطعًا جعلك تدركين ذاتك وتقدرينها بصورة سلبية بعض الشيء.

كل الذي تحتاجين إليه هو أن تصححي هذه المفاهيم الخاطئة، فأنت أفضل مما تتصورين، ولست أقل من الآخرين بأي حال من الأحوال، لأنك تملكين المؤهل العلمي، ولديك الأسرة، ولديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، فلا تكوني حساسة، ويجب أن تُدركي نفسك بصورة أفضل.

من الأشياء الخطيرة جدًّا أن يقيِّم الإنسان نفسه بصورة سلبية، نعم نحن لا ندعو أبدًا للمبالغة في تقدير الذات، ولكن في ذات الوقت ننصح الناس بأن تقدر ذواتها بصورة صحيحة، وفيها مصداقية وشفافية وإنصاف للنفس؛ لأن تقبيح النفس وإضعافها مشكلة أساسية.

فكل الذي تحتاجين إليه هو أن تقيّمي نفسك بصورة أفضل، وأعتقد أنك أيضًا محتاجة لأن تحسّني ما يعرف بالذكاء الوجداني أو الذكاء العاطفي، لأن الذكاء الوجداني العاطفي إذا أدركه الإنسان هو من الأسس الجميلة جدًّا والعلمية التي تساعد الإنسان على إدراك نفسه وتفهم مشاعره، وأن يتعامل معها إيجابيًا، وكذلك تفهم مشاعر الآخرين، وأن يتعامل معهم أيضًا بصورة إيجابية.

أرجو أن تطلعي على كتاب الدكتور (دانييل جولمان) الذي يسمى: (الذكاء العاطفي) فبه توجيهات ممتازة جدًّا، وكذلك اطلعي على كتاب الشيخ الدكتور محمد عبد الرحمن العريفي (أسعد حياتك) أيضًا فيه تلميحات طيبة عن كيفية إدراك بصورة صحيحة.

سيكون من الأفضل لك أيضًا أن تذهبي وتقابلي طبيبًا نفسيًا حتى ولو لمرة واحدة أو مرتين، لأنك في حاجة لدواء وبعض الإرشادات الإضافية. من الأدوية التي سوف تفيدك كثيرًا -إن شاء الله تعالى- عقار (سيرترالين)، والذي يسمى تجاريًا باسم (زولفت)، أو (لسترال)، فهو ممتاز جدًّا لعلاج قلق المخاوف الوسواسي.

ويجب أن تكوني حازمة وصارمة جدًّا مع نفسك في إدارة وقتك، واستفيدي من الوقت لأقصى درجاته، وحاولي أن تجعلي لك أنشطة حياتية متنوعة، فهذا سيعطيك ثقة أكبر في نفسك وفي مقدراتك، التواصل الاجتماعي أيضًا مهم، بر الوالدين فيه رحمة وتقوية للنفوس بصورة غير عادية ومفتاحًا وباب لكل خير، فكوني حريصة على ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...