أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أشعر باكتئاب وإحباط بسبب تدني مستواي الدراسي وافتقاد الدافعية

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم

أنا طالبة في سنة ثانية جامعة، عمري 19 سنة، في المدرسة كنت من المتفوقات –والحمد لله-، تخرجت بنسبة عالية، ودائمًا أحب أن أدرس وأجتهد لأني أشعر بالمسؤولية تجاه دراستي وواجباتي وأكره الإهمال، وفي سنتي الأولى في الجامعة كنت متفوقة أيضًا، ولكنني الآن أدرس وأجتهد ولا أحصل على درجات عالية، أصبت بالإحباط والآن دائمًا أشعر بالكآبة، ورغبة في البكاء وأحيانًا أبكي بدون سبب واضح.

أخاف كثيرًا من الامتحانات مع أنني أذاكر جيدًا وأبذل ما في وسعي، ولكن وقت الامتحانات تزداد ضربات قلبي بشكل مبالغ فيه، وأفكر كثيرًا وأقلق حتى على أبسط الأمور التي تتعلق بالدراسة، أحيانًا لا أستطيع أن أنام وقت القيلولة لانزعاجي من ضربات قلبي المتزايدة لأسباب تافهة، تخصصي اخترته بقناعة تامة دون ضغوطات، منذ فترة أصبحت أهمل شكلي وشعري، وأمي وأختي وحتى أخي لاحظوا ذلك ويعلقون عليّ، وشعري يتساقط وخاصة عندما أذاكر، أقطع شعري بيدي ويتساقط على الكتب، أصبحت أستعمل أدوات أخواتي من مشط وأدوات نظافة مع أنني أستطيع الذهاب والشراء، ولكن لا أجد رغبة في ذلك، أقرر الخروج ثم أغير رأيي وأختي تتضايق من استعمالي لأغراضها بل حتى ملابسها .

أحب أن أجلس في البيت وأنعزل، وأنا أصلًا لست اجتماعية بطبعي، لكنني أشعر بعدم رغبة في رؤية أحد من الأقارب أو زيارتهم، لا أحب الذهاب للمجمعات المزدحمة لأنني أشعر بعدم ثقة في نفسي لا أعلم لماذا؟ -الحمد لله- أنا محافظة على صلاتي وأقرأ القرآن، وأحاول قدر استطاعتي أن أبر والديّ، مع أنني أخطأ في حق أمي كثيرًا فأرفع صوتي أو أغضب أحيانًا، ولكنني أشعر بالذنب وأعتذر لها أو أحاول ملاطفتها وإرضائها.

أتتني فترة كنت أكره الحديث مع أمي، وأنزعج من حديثها غصبًا عني، مع أنني أحبها كثيرًا وعلاقتي بها علاقة صداقة أكثر من أمومة، وأحيانًا أنزعج من تصرفاتها أو شكلها، ولكنني في داخل نفسي أحبها، لا أعلم كيف أفسر هذا الشعور الغريب لكنه يحدث غضبا عني، كذلك كنت أشعر بنفور من صديقتي المقربة، أشعر بضيق في داخلي ثم بعد دقائق أشعر أنني سعيدة! حالي متقلب.

أشعر بآلام وثقل في شقي الأيسر خصوصًا الكتف والركبة ووخز، وأتثاءب أحيانًا عند قراءة القرآن أو الأدعية، أستمع للرقية الشرعية أو أرقي نفسي بنفسي وأشرب ماء زمزم، أعتقد أنني أعاني من العين والحسد، ولكنني أعلم وموقنة بأن الشفاء من الله وأنني يجب أن أصبر على البلاء، ولكنني في الوقت ذاته لا أريد أن أصبح أسيرة لفكرة أنني محسودة، وأجعل ذلك مبررًا لإهمالي في الدراسة وحصولي على درجات متدنية.

الآن أعاني من عدم الرغبة في المذاكرة، وإذا ذاكرت فيكون ذلك على مضض، وأحيانًا أريد المذاكرة وأتردد حتى ينتهي بي الأمر للتأجيل، وأصبحت أتضايق من الذهاب للكلية وأقلق دون سبب، أعاني أيضًا من وسواس في الوضوء والصلاة، فأحيانًا لا أعلم كم صليت فأقطع صلاتي وأعيدها، وأدقق كثيرًا في الطعام، وأحيانًا أجد شعرا أو أشياء تثير اشمئزازي من الأكل، يوجد في فناء منزلنا قطط وأنا أخاف منهم كثيرًا ولا أحب سماع صوتهم، أو النظر لهم وأحيانًا أحلم بكوابيس، رغم كل هذا إلا أنني أحمده تعالى على كل شيء لأنني في نعمة وخير، وأدرك أن الله إذا مسني بضر فهو وحده من يكشفه، حقًا أعتذر للإطالة.

أرشدوني أثابكم الله.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ موج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رسالتك واضحة جدًّا، والذي أؤكده لك أن إمكانياتك التحصيلية ممتازة، مقدرتك على الاستيعاب هي في الأصل ممتازة، وكل التدهور الذي أتى الآن أعتقد أنه مرتبط بنوع من عسر المزاج الذي قد يكون ناتجًا من نوع من الاكتئاب النفسي البسيط.

الشعور بالضجر، الشعور بالكدر، عدم الاهتمام بالشؤون الخاصة بالإنسان، عدم القدرة على تنظيم الوقت، افتقاد الدافعية والفعالية، سرعة الانفعالات، الشعور بالإجهاد النفسي والجسدي: هذه علامات من علامات الاكتئاب النفسي البسيط، وهو أصبح الآن منتشرًا وسط اليافعين والشباب، كلامي هذا يجب ألا يكون مزعجًا لك -أيتها الفاضلة الكريمة-، على العكس تمامًا، يجب أن يكون مفرحًا لك، لأن حالتك هذه يمكن أن يتم علاجها وبسهولة شديدة -إن شاء الله تعالى-.

من الأفضل لك أن تقدمي نفسك إلى خدمات الطب النفسي في دولة قطر، أنت موجودة هنا، والخدمات ممتازة ومتميزة جدًّا على مستوى قسم الطب النفسي التابع لمؤسسة حمد الطبية، أو حتى إذا ذهبت إلى المراكز الصحية، معظم الطبيبات لديهنَّ وعي كامل بعلاج الاكتئاب النفسي.

أنت قد تكونين محتاجة أيضًا لإجراء فحوصات طبية عامة، فعملية الشعور بالخفقان وعدم الارتياح هذه قد تكون ناتجة من القلق المصاحب عسر المزاج، لكن يفضل أيضًا أن نتأكد من مستوى هرمون الغدة الدرقية، وكذلك مستوى الهيموجلوبين لديك.

أنا متفائل جدًّا أن حالتك يمكن علاجها، هنالك علاجات دوائية، محتاجة لدواء واحد فقط مضاد للاكتئاب، محتاجة لشيء من الدعم النفسي، محتاجة أيضًا لتنظيم وقتك، وأن تكوني متفائلة، محتاجة لنوع من الدفع الإيجابي، وهذا أيضًا يتم من خلال حسن إدارة الوقت، وأنا على ثقة تامة أن حالتك سوف تتحسن وبصورة رائعة جدًّا.

قدمي نفسك للعلاج، -وإن شاء الله تعالى- سوف تجدين حسن الاستقبال، وتفهم حالتك وتقديم كل ما هو ممكن من مساعدة مهنية لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من اكتئاب وعوارض مصاحبة له، فما الحل؟ 1037 الأربعاء 12-08-2020 04:53 صـ
الاكتئاب والإحباط دمر حياتي.. فأرجوكم أرشدوني! 809 الأحد 09-08-2020 05:09 صـ
مرض الرهاب الاجتماعي هل يمكن أن ينتقل للأبناء بالوراثة؟ 1334 الأربعاء 22-07-2020 02:11 صـ
أدمنت البنزوديازبينات وأعاني من آثاره فكيف أتخلص منها وأعود طبيعيا؟ 1543 الأحد 19-07-2020 03:02 صـ
الاكتئاب والوسواس القهري وتبدد الشخصية، كل ذلك أعاني منه، أرجو المساعدة. 5016 الخميس 16-07-2020 05:51 صـ