أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل هذا الخوف الذي أحس به هو ما يُسمى بالرهاب الاجتماعي؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم.
لطالما قرأت استشارات المشتركين في موقعكم، واستحسنت ردودكم، وقدرت مجهوداتكم، وما لفت انتباهي هو تطرقكم للرهاب الاجتماعي.

في الحقيقة ظننتُ أن ما مررت به في فترة مراهقتي هو مجرد خجل زائد عن حده، تألمت كثيراً من استهزاء الأساتذة عندما ترتعش نبرة صوتي عند الاختبارات الشفهية، وأتلعثم في الكلمات، وفي بعض الأحيان عند عدم قدرتي على التواصل معهم، لكنني -حمداً لله- استطعت أن أواجه نقاط ضعفي، وأن أسلك طريقاً يمكنني من الوصول إلى أهدافي، حتى بلغت مرادي، وأكملت المرحلة الجامعية بنجاح.

مشكلتي اليوم وأنا أبلغ من العمر 25 سنة أن ثقتي بنفسي تراجعت من جديد، خاصةً وأني مررت بفترة خطوبة فاشلة، كما أنني لم أنجح في المرحلة الثالثة من دراستي الجامعية، وأصبحت ألوم نفسي كثيراً على عدم الأخذ بنصيحة عائلتي؛ ظناً مني أن من استطاع إقناعي بأفكارٍ معينة، وقد أحسن نصحي بارتداء الحجاب، يمكن أن يكون شريكاً مناسباً، بغض النظر عن الشروط الأخرى للزواج.

أصبحت أقضم أظافري بشكلٍ ملحوظ، وأضطرب حين اتحدث مع أشخاص لا أعرفهم، وينتابني خوفٌ في المواقف الرسمية، كزيارة طبيب، أو الحديث مع شخصٍ تقدم لخطبتي، كما أن غرفتي أصبحت أكثر مكانٍ أشعر فيه بالراحة، وساعات الخلود للنوم أصبحت أكثر الأوقات راحة نفسية.

كنت أظن أن هذا الخوف غير ملحوظ من طرف البقية، وأنني أستطيع السيطرة على أعصابي، إلا أنه مؤخراً لاحظت طبيبة العيون أثناء القيام بفحصي أنني مضطربة جداً، إلى درجة أنني أرتعش، وأنني لست في حالة مريحة.

خجلتُ كثيراً، ولكني لم أقل شيئاً غير أن هذا الخوف أصبح هاجساً في حياتي، فهل هو ما يُسمى بالرهاب الاجتماعي؟ وهل حالتي تستدعي طبيباً نفسياً؟

ساعدوني، جزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكراً لك على التواصل معنا، وعلى مدحك لهذا الموقع.

يميلُ بعض الناس إلى شيءٍ من الحساسية في شخصيتهم، ويبدو أنك وبسبب التربية واحدة من هؤلاء؛ حيث تتأثرين بالأحداث والكلام الذي يجري من حولك.

ولعل ما يمرّ بك هو أيضاً نوع من الارتباك أو الرهاب الاجتماعي؛ بسبب هذه الحساسية عندك، وهو من أكثر أنواع الرهاب، وإن كان العادة أن يحدث الارتباك أمام الغرباء، -كما يحدث معك، وكما ذكرت في المواقف الرسمية مع الطبيب وغيره-، إلا أنه قد يحدث أيضاً في البيت، وبين أفراد الأسرة؛ حيث يتعثر الكلام مع بعض الناس.

وما يُعينك على التكيف مع هذه الحال عدة أمور، منها: محاولة التفكير بأن للناس همومهم الخاصة، فليس عندهم وقت ليضيعوه في تتبع أمورك أو أمور غيرك، وكما يُقال: عندهم ما يكفيهم.

ويمكن لهذه الفكرة أن تبعد عنك شبح مراقبة الناس لك، فهم منشغلون عنك، وأنت لست مركز اهتمامهم، مما يخفف من ارتباكك أمامهم.

الأمر الثاني الذي يمكن أن يعينك هو: أن تذكري أنك في سن الشباب من العمر، وأن أمامك الوقت لتتجاوزي هذه الحال، وخاصةً إن بادرت باتخاذ بعض الخطوات التي تُعينك على تجاوز هذا.

تذكري بأن التجنب -كتجنب الحديث أمام الناس، وزيارة الطبيب، وغيرها- لن يحلّ المشكلة، وإنما سيزيدها شدة، فحاولي الاقتراب من الآخرين، والخروج من عزلتك، وتحدثي معهم حديثاً بسيطاً، وقد تكون المحاولة الأولى صعبة بعض الشيء، إلا أنك ستلاحظين أن الأمر أبسط مما كنت تتوقعين، وهكذا خطوة خطوة ستتعلمين مثل هذه الجرأة، وبذلك تخرجين مما أنت فيه.

وثالثاً: مما يُعينك أيضاً وخاصة عندما تشعرين بأن الارتباك قادم: القيام ببعض تدريبات الاسترخاء؛ كالجلوس في حالة استرخاء، والقيام بالتنفس العميق والبطيء، فهذا سيساعدك على ذهاب أعراض الارتباك والارتعاش.

ليس بالضرورة أن يذهب كل من يُعاني من بعض درجات الرهاب الاجتماعي للطبيب النفسي، إلا أن تكون الأعراض شديدة، أو تبدأ هذه الأعراض تؤثر على نشاطك اليومي، وتعيقك على تحقيق ما تريدين، فعندها يُفيد جداً مراجعة عيادة الطبيب النفسي؛ ليتأكد من التشخيص، ومن ثم يضع لك الخطة العلاجية، والتي قد تكون عبارة عن العلاج السلوكي المعرفي مع العلاج الدوائي، أو واحدٍ منهما.

وفقك الله، ويسّر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزينها عاجلا أو آجلا بإذن الله تعالى، وإن شاء الله يكون الأمر عاجلاً.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1682 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1258 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2340 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1668 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3569 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ