أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : رغم كل إنجازاتي إلا أن ثقتي بنفسي ضعيفة ..فماذا أفعل؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

أنا طالب جامعي من سوريا, أعاني من انعدام الثقة بالنفس, على الرغم من إنجازاتي, وأخاف كثيرا من المواجهة, مع أني مارست لعبة كمال الأجسام, ولي بنية قوية والحمد لله, ونسبة ذكائي (128) ولي أبحاث علمية هامة جدا, ولكن كما قلت يا دكتور أنا عديم الثقة بنفسي.

أرجو منك يا دكتور محمد أن تساعدني في الخروج من الأزمة, ولا أخشى أن أقول أني حاولت أن أنتحر عدة مرات, وأنا انطوائي, وخصوصا في الآونة الأخيرة, وقد أصبحت حساسا جدا, أغضب لأتفه الامور, والله العظيم سئمت, كما أن نومي قليل ومتقطع, وأشعر أن الناس يراقبونني ويريدون أن يقتلوني, ولا أستطيع الدفاع عن حقي.

وأخيرا قررت أن أشتري عقار فافرين والسيروكسات, فما رأيك؟

أرجو الرد والمساعدة.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فراس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد حباك الله تبارك وتعالى بخصائص عظيمة وميزات كبيرة، وهذا يجب أن تقدره، ويجب أن تستشعره، ويجب أن تتذكره دائمًا، لأن ذلك سوف يمثل دفعًا أساسيًا لك حتى تكون أكثر ثقة في نفسك، وموضوع اضطراب الثقة بالنفس دائمًا ينتج من الخوف من الفشل، وبحسابات بسيطة إذا قمت بتقييم نفسك بصورة منصفة سوف تجد أنك لست بالضعيف وليست بالهين، فلذا ليس هناك ما يدعوك لعدم الثقة بنفسك.

يجب أن تفهم ذاتك، وأن تقيم ذاتك بصورة صحيحة، وبعد ذلك تنطلق نحو تطوير الذات, يجب أن تكون هنالك محددات أساسية في حياتك، تقرر من خلالها وضع صورة إيجابية عن المستقبل، فالتخطيط فيما يخص الدراسة والإنجاز العلمي الكبير -إن شاء الله تعالى– ومن بعد ذلك الدراسة فوق الجامعية، الزواج، الفعالية الاجتماعية، والنفع لك ولمن حولك... هذه أمور إذا لاحظتها وأعطيتها اهتمامًا سوف تحس أن ثقتك بنفسك ممتازة جدًّا.

المهم أن لا تقلل من شأنك، وأن تتذكر في ذات الوقت أن الإنسان لا يمكن أن يصل إلى درجة الكمال، فالكمال لله تعالى وحده, بعض الإخوة والأخوات الذين لديهم نجاحات كثيرة في الحياة تجد سقوف مطالبهم على أنفسهم عالية جدًّا مما يُسبب لهم الكثير من الضغط النفسي والاجتماعي، وهذا يكون مآله ضعف الثقة في النفس وعدم إدراك القدرات الحقيقية.

أنصحك أيضًا بأن تكون لك صداقات وتواصلات اجتماعية مع الناجحين والصالحين من الشباب، هذا فيه فائدة كبيرة جدًّا.

الجزء الثاني في إجابتي سوف ينحصر حول (شعورك بأن الناس تراقبك وأنهم يريدون أن يقتلونك) هذا مؤشر نفسي مهم، هذا يأتي بعد ما يسمى بالأفكار الظنانية، وهي (حقيقة) تؤدي إلى الشعور بالإحباط، وتهز الثقة بالنفس، ويجب أن يعامل معها بصرامة، وأقصد بذلك أن تتناول العلاج الدوائي المطلوب لمثل هذه الحالات، حتى تفكيرك في الانتحار أعتقد أنه نتيجة للإحباط نسبة لهذه الأفكار الظنانية، فالإنسان حين يشعر أنه مستهدف، أنه مراقب، هذا قطعًا يجعله في حالة من اليقظة النفسية السلبية.

أنا أفضل أن تراجع طبيبًا نفسيًا، ولا أعتقد أن عقار (فافرين) أو زيروكسات هي الأدوية الأمثل بالنسبة لك، أنت محتاج لدواء يزيل هذه الأفكار الظنانية ويحسن مزاجك في ذات الوقت، فأترك الخيار للطبيب النفسي، ومن ناحيتي أن عقار (سوركويل) والذي يعرف علميًا باسم (كواتبين) سيكون دواءً جيدًا بالنسبة لك، والبديل له هو عقار (أولانزبين) أو (رزبريادون) هذه هي الأدوية التي ذكرتها لك كلها معروفة لدى الأطباء، وحين تذهب وتقابل الطبيب النفسي سوف يختار لك ما يناسبك حسب ما هو متوفر، وحسب ما يرى أنه أفيد لحالتك.

وهذه الاستشارات تفيدك لتعرف حرمة الانتحار والتفكير فيه: (262983 - 110695 - 262353 - 230518).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...