أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : خاطبي ملتزم بالدين وخلوق ولكنه كتوم، فكيف أتعامل معه؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 22 سنة، مخطوبة منذ نحو 7 أشهر، التقيت مع خطيبي مرة واحدة للرؤية الشرعية، وأتكلم معه أحياناً على الانترنت كتابياً.

لا أعرفه من قبل، يعني زواج تقليدي إن صح القول والحمد لله، مشكلتي أنني أجهل عنه الكثير من الأمور، صحيح أنا أعرف أنه على قدر من الأخلاق وملتزم بدينه، مصل، مثقف، لكنني في المرات التي كلمته اكتشفت أنه كتوم جداً جداً.

لا أعلم أدنى التفاصيل عن حياته، ماعدا عمله، لا أعرف ترتيبه في البيت مثلاً، أسماء أهله، كيف يقضي يومه، لم يكن هذا الأمر يقلقني، هو لا يكترث لأمري إطلاقا.

أحيـانا لا يسأل عني بالأسابيع، كما أنني عندما أسأله عن بعض أموره يجيبني قائلاً إننا نحن النساء نحب معرفة التفاصيل، ويصمت، حتى صرت أخاف أن اطرح عليه أسئلة بالرغم من بساطتها.

تخرجت من الدراسة وعند حفل تخرجي تمنيت أن يكون حاضراً مثل باقي زميلاتي المخطوبات التي شاركوهم فرحتهم، عندما سألته لماذا لم تأت؟ أجاب بأنه كان مشغولاً.

مشكلته أنه يتكلم مثل ما يريد، أحيانا يسأل عني، أحيانا لا، وأنا والله لم أستطع أن أكلمه عن تجاهله لي، انني صامتة بالرغم من أن الصمت ليس من عادتي وأقول لا زلت أجنبية عنه وليس لي الحق في محاسبته، لكن هذه الأمور تكشف جزء من شخصية الانسان، أحس أنه كتوم إلى درجة كبيرة، وغير مهتم ولا مبال إطلاقاً.

لا يعطي قيمة كبيرة للمرأة، والله لم أجد كيف أتعامل معه، أرجو منكم مساعدتي، ماذا أفعل؟

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يُقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونهنئك على هذا الشاب صاحب الدين وصاحب الخلق، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على إكمال هذا المشوار، ونؤكد لك أن الإنسان لا يخرج من طبيعته بسهولة، وأن الرجال فعلاً فيهم مَن لا يُجيد الكلام الطويل والكثير، خاصة إذا كان ملتزمًا وكان مؤدبًا بآداب هذا الشرع ولم يعتد الكلام ومحادثة النساء.

لكننا نقترح عليك أن تتعرفي على أسرته، أن تقتربي من أخواته، فإن الصورة تكاد تنكشف لك، إذا كان عنده أخوات، أما إذا لم يكن عنده أخوات فقد يكون هذا هو سبب عدم معرفته بالتواصل مع العنصر الثاني أو الطرف الثاني.

إذا كان له أخوات فإن هذا سيفتح لك بابًا من خلال التواصل، سؤال عن أحوالهم، تهنئتهم بالعيد، تهنئتهم برمضان، التواصل معهم، معرفة أخبارهم، ومن خلال هذا الكلام مع أخواته ستتضح لك الصورة وفهمه للمرأة وطريقة تعامله مع المرأة، إلى غير ذلك من الأمور.

أما كونه يسأل أحيانًا ويهتم أحيانًا فهذا دليل على أن الرجل مشغول، وأحيانًا لا يجد فرصة، وعندما يجد فرصة يسأل، إذا كان أصل السؤال موجوداً وأصل الاهتمام موجوداً فهذا يعني أن الأمور طيبة، ولله الحمد.

حقيقة كثيرًا قد تهتم المرأة فعلاً – وهذا طبعًا من صفات المرأة أنها تهتم بأدق التفاصيل – والرجل يريد برقيات وكلاما مختصرا، مع أننا إن شاء الله لما يُكمل المشوار نتمنى أن تتواصلوا مع الموقع لنبين له حاجة المرأة إلى أن يتكلم معها، إلى من يسمع إليها، إلى آلامها، آمالها، إلى كلامها بتفصيلاته، هذا من الأهمية بمكان.

أنت لم تخرجي من صفاتك كأنثى، وهو لم يخرج من صفاته كرجل، ولكن المعادلة التي تحتاج إلى شرح إنما تتم عندما تتمون هذه المراسيم، عند ذلك ينبغي أن يتعرف على طبيعة المرأة ونفسيات المرأة، وأنت تتعرفي على طبيعة الرجل ونفسيات الرجل.

نتمنى أن تقبلي اعتذاره، فقد يكون عنده شيء من الحياء أن يحضر احتفالات أو يأتي لمثل هذه الأماكن، فإن بعض المتدينين – وهذا من الدين فعلاً – أنه يصعب عليه أن يحضر في الأماكن المختلطة، وأنت لا زلت أيضًا مجرد خطيبة له، والخطبة لا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها ولا التوسع معها في الكلام، وإنما هي فرصة للتعارف والتآلف، فرصة للسؤال، فرصة لمعرفة الأساسيات، فرصة لتخطيط مستقبل الأيام.

لذلك الإسلام يبني على الدين والأخلاق، ويبني على هذا الجانب الواقعي، فلابد أن يكون في الإنسان بعض النقائص، في الرجل أو في المرأة، وهذا الذي ينبغي أن يكون واضحًا أمامنا، فلن تجدي رجلاً بلا عيوب، كما أن الرجل لن يجد امرأة بلا نقائص، والمهم هو التفاهم، ليكون الملتقى في منتصف الطريق، وبعد إكمال المراسيم سيبدأ التعارف الفعلي، بعد ذلك التأقلم، يعني لا نريد أن يُجبر كل واحد الثاني على برنامجه، إنما يتأقلم مع الوضع الجديد، ثم تأتي مرحلة التنازلات، ثم يأتي بعد ذلك التفاهم، ثم يأتي بعد ذلك التوافق، وصولاً إلى مراحل تحتاج إلى بعض الوقت.

ليس هناك داع للانزعاج، وطالما هذا الشاب اختارك من بين الملايين وآلاف النساء هذا دليل على أنه يرغب فيك، وأنت ولله الحمد مرتاحة إليه، فلا تنزعجي لمثل هذه المواقف التي نحسبها صغيرة ويسيرة، واعلمي أن الحب من الرحمن وأن البغض من الشيطان، فارفعي أكفَّ الضراعة إلى الله تبارك وتعالى، واسألي الله أن يسهل لك الخير، وأن يجمع بينكم على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما هي الأمور التي تناقش أثناء الرؤية الشرعية؟ 38783 الخميس 31-01-2019 06:49 صـ