أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أمي عندما تقرأ الفاتحة تشعر وكأن لسانها مربوط، فما الحل؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

تعاني أمي في صلاتها كثيرا، وبالتحديد عند قراءتها لسورة الفاتحة، فهي عندما تشرع في قراءتها تشعر وكأن لسانها يربط ويشد، ولا تنهي الصلاة إلا ويكاد الشيب يخرج من شعرها، وهي في حياتها -والله- زاهدة، تقول إني لا أجد حلاوة إلا إذا خرجت لجيراني أبلغهم رسالة ربي التي أسمعنيها ربي من الشاشات، وهي مع ذلك أمية، فما الحل؟ هل تبقى في كل مرة تخرج من البيت لجيرانها وهي امرأة متزوجة؟

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hakima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبت أمك على الحق، وأن يهديها صراطه المستقيم، وأن يصرف عنها كيد شياطين الإنس والجن، وأن يوفقها لدعوة غيرها وإعانتهم على طاعة الله تعالى، وأن يحفظك وإياها بما يحفظ به عباده الصالح.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة– ففيما يتعلق بصعوبة نطق والدتك بالفاتحة أثناء صلاتها، هذا أمر يدل على أن هناك شيئًا ليس طبيعيًا، ولذلك أرى - بارك الله فيك – ضرورة عمل رقية شرعية، أو رقيتها بالرقية الشرعية، والرقية الشرعية هي مجموعة آيات من كلام الله تعالى ومجموعة أحاديث من هدي النبي - عليه الصلاة والسلام – وهي يقينًا إذا لم تنفع فهي - بإذن الله تعالى – لم ولن تضر، فتستطيعين أن تقومي أنت بذلك لاحتمال أن يكون لديها شيء من المس يتأذى بقراءتها للقرآن الكريم، وهذا الذي أرجحه غالبًا، أن يكون هناك شيئًا غير طبيعي، هناك اعتداء من عالم الجن عليها، حتى يحول بينها وبين الصلاة أو إتمامها، وقد يؤدي إلى أن تكره الصلاة نتيجة هذا الألم الذي تعاني منه.

فإذن لا بد من رقية شرعية، سواء قمت أنت برقيتها أو قام أحد برقيتها أيضًا، أو الاستعانة بأحد الرقاة الذين يعرف عنهم سلامة المعتقد وصحة الطريقة والبعد عن استعمال أشياء غير معروفة من الخرافات والبدع وغير ذلك أو الاستعانة بالجن، والحمد لله بفضل الله تعالى يوجد الكثير من إخواننا الصالحين الذين يعالجون معالجة طيبة وموافقة للسنة.

وإذا لم تجدي أحدًا تستطيعين أن تدخلي إلى موقع البحث جوجل وأن تكتبي (الرقية الشرعية) ستظهر أمامك - بإذن الله تعالى – كميات كبيرة من المعلومات حول الرقية الشرعية، وكيفية استعمالها، إلى غير ذلك.

وهناك أيضًا تسجيلات على الإنترنت لمشاهير القراء الذين يرقون الناس، وأتمنى فعلاً أن توفقي للوصول إلى شريط الشيخ محمد جبريل المقرئ المصري المشهور، لأن رقيته فيها نوع من التكامل وأثرها طيب، فتستطيع الوالدة أن تستمع إليها بانتظام ولو بمعدل مرة واحدة يوميًا حتى تذهب عنها هذه المشقة التي تعاني منها بخصوص قراءتها للفاتحة، ولا مانع من الاستعانة - كما ذكرت – ببعض الرقاة، لاحتمال أن تكون في حاجة إلى رقية مباشرة، ولكن تستطيع أن تستمع لهذا من باب الصيانة أو الإعانة على التخلص من كيد شياطين الجن إن كان موجودًا.

وفيما يتعلق بدعوتها لجيرانها، فأنصح بأن لا تتوقف عنها ما دام ذلك لا يتعارض مع أداء رسالتها كزوجة ولا يعطل حياتها كزوجة، ولا يؤثر على علاقتها مع زوجها وأبنائها، فالدعوة فريضة على كل مسلم ومسلمة، كلٌ على قدر استطاعته، وما دام الله تبارك وتعالى قد منَّ عليها بالقدرة على نقل الكلام بأمانة وإتقان وكلامها مفيد ونافع للناس ولا تأتي بشيء من تلقاء نفسها وإنما تنقل فقط كلام أهل العلم، فأرى أن تستمر في هذا الخير، لأن في ذلك من الخير ما لا يُحصيه إلا الله تعالى، ويكفي في ذلك ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لكم من حُمْر النعم) أو (خير لك من الدنيا وما فيها) وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (الدال على الخير كفاعله) وقوله: (من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة).

فكونها تعلم الناس بعض الآداب الشرعية أو بعض الأحكام العقدية، أو تنقل لهم بعض هدي النبي - عليه الصلاة والسلام – شريطة أن تكون تفهم الكلام فهمًا صحيحًا، وأن تنقله أيضًا بطريقة صحيحة، وألا تزيد على ما سمعت، وألا تُغيّر ما سمعت، فإن فعلت ذلك فهي ملتزمة وتدخل تحت قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (بلغوا عني ولو آية) فهي بهذا مثابة ومأجورة، وما ذلك لا يأتي على حساب حياتها الزوجة أو الأسرية فأرى ألا نمنعها من ذلك وأن تستمر فيما هي فيه، لعل الله تبارك وتعالى أن يجعلها سببًا في هداية بعض أخواتها اللواتي لا تتاح لهنَّ الفرصة لأن يستمعن كما تستمع أو أن يستفدن كما تستفيد.

أسأل الله تبارك وتعالى أن يصرف عنها كل سوء، وأن يعافيها من كل بلاء، وأوصيها بالدعاء، والإكثار من الصلاة على النبي - عليه الصلاة والسلام – والإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، عسى الله تبارك وتعالى أن يُذهب عنها هذه الأمور كلها، وأن يعافيها منها، إنه جواد كريم. هذا وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...