أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أزيل غيرتي عن صديقتي؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لي صديقة عزيزة على قلبي، عندما أتذكرها أو أفقدها أدعو لها بالسعادة وتحقيق أمنياتها، وكانت أمنيتها أن تتزوج، والآن خُطبت، وتم عقد قرانها، مشكلتي هي: عندما تتحدث لي عن زوجها أو أسمع عن الزواج أحس بالغيرة و الحسد عليها، وهي تزوجت، وأنا لم يتقدم لي أحد، مع أني دعوت لها أن يحقق الله أمنياتها ويرزقها فرحة تجعلها تسجد له باكية.

بصراحة تعبت من الغيرة والحسد، فأنا في صراع مع هذا الشيء، أريد أن أتخلص من مشكلتي، لكن لا أعرف كيف! أخاف على صديقتي أن يصيبها مكروه، وأتمنى لها السعادة، وأن تكون دائما بخير، كيف أتخلص من الغيرة والحسد؟ بصراحة تعبت والأمر ليس بإرادتي، دائما عندما أحس بهذا الإحساس أستغفر ربي، وأدعو لها أن يديم الله عليها الخير، وأن يرزقني كما رزقها.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نشكر لك هذه المشاعر النبيلة، حيث تريدين لصديقتك الخير، وتكثرين لها من الدعاء، ولكن هذه المشاعر بدأت تتغير عندما تزوجت، ولكننا ندعوك إلى عدم إظهار هذه المشاعر السالبة، والاستمرار على تلك المشاعر النبيلة التي فيها إرادة للخير وفيها دعاء للصديقة، وفيها فرح بما جاءها من الخير، وبعد ذلك تسألين الله من فضله؛ لأن الله تعالى يقول: {واسألوا الله من فضله إن الله كان بكم رحيما}.

فالمؤمنة إذا وجدت خيرا عند أختها فرحت وشكرت الله على ذلك الخير، وهنأت أختها بذلك الخير، ثم ترفع حاجتها إلى الله إذا كانت ترجو مثل هذا الخير، أو تريد مثلها من الحاجات، وتتوجه إلى رب الأرض والسموات، وهذا ما فعله نبي الله زكريا عندما دخل على مريم، وهو المتولي بإطعامها والمتكفل بها، ولكن وجد عندها من الطعام ألوانا من الفواكه وأشكالا، {قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله} فهذه كرامة عظيمة، عند ذلك دعا ربه كأنه يقول: يا من أعطيت هذه المسكينة، يا من أكرمت هذه المسكينة، يا من جئت لها بهذا الخير {هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء}.

وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: لا يخلو جسد من حسد، ولكن المؤمن يخفيه والمنافق يبديه، فهذه المشاعر هي مشاعر أنت متضايقة منها، فهي مجرد مشاعر، فعليك أن تكتميها، وتظهري الخير وتظهري الفرح بهذه الصديقة إذا حدثتك عن مناسبتها وفرحها، وعن هذه الأمور، ثم تسألين الله تبارك وتعالى من فضله، فالنعم بيد الله، وهي مقسمة، والله واهب النعم سبحانه وتعالى.

كما قلنا هذه المشاعر نرجو أن لا تمضي في الاتجاه السالب، ومن الضروري أن لا تظهر على تصرفاتك وعلى وجهك وعلى كلامك، ولكنه إذا ما كان مكتوما في النفس فإن هذا لا شيء فيه، طالما أنت تجاهدين وتدافعين تلك المشاعر السالبة، وعليك بإظهار الجميل والوفاء لهذه الصديقة، وسؤال الله من فضله، فنسأل الله أن يديم عليها وعليك النعم، وأن يعطيك ما في نفسك، وأن يخلصك من الغيرة الزائدة التي هي في غير محلها.

ومن الحسد السالب تمني زوال النعمة، فإن تمني مثيل النعمة هو الغبطة، وهو تنافس شريف ومطلوب، فالإنسان يتمنى مثيل النعم، لكن الممنوع هو تمني زوال النعم، وأنت -ولله الحمد- بعيدة عن الأشياء السالبة، فينبغي أن تكوني إيجابية مع هذه الصديقة، ولعل في سلامة الصدر باب واسع من أبواب الرزق والخير.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أشعر بأني كنت سببا في زيادة حالات الكورونا في بلادي، فماذا علي؟ 883 الاثنين 20-07-2020 03:36 صـ
كيف أتخلص من الصفات السيئة التي تلازمني؟ 707 الأحد 19-07-2020 04:52 صـ
أشعر أن عيني هي السبب في وفاة المرأة، فهل أنا قاتل؟ 1252 الخميس 18-06-2020 05:07 صـ
هل النعاس وعدم التركيز عند قراءة سورة البقرة دليل على الحسد؟ 16471 الاثنين 17-02-2020 04:59 صـ
كيف أتخلص من شعور الحقد الذي بداخلي؟ 4403 الأربعاء 05-02-2020 03:21 صـ