أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل ما أعاني منه هو قلق أم فصام؟

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم

كم أنا فخور بأن أجد في بلادنا أناس مثلكم يكرسون من وقتهم الكثير لخدمة الآخرين, فنحن بحاجة لكم أثابكم الله الخير, وجعلنا وإياكم في الجنة.

الدكتور الفذ محمد عبد العليم حفظه الله.

منذ سنة ونصف حدث لي صدمة, وأنا لا أعرف ما معنا صدمة, ولا أعرف ما هو الاكتئاب, والقلق, والفصام, والقطب, والوجدان, لا أعرف شيئا, وكنت كثير التفكير في حالي, حتى أن أعصاب رأسي تكاد تنقطع.

كنت أسوق سيارة والدي وهي ثمينة, وللأسف من غير تأمين, وكانت حديثة, وأخذتها من غير إذنه, وأنا ليس لدي رخصة قيادة, ولكني أقود السيارات منذ ثلاث سنين من غير مشاكل.

المهم أني دعوت خطيبتي للركوب, والذهاب إلى مطعم, وكنت في غاية السعادة, لم أتوتر في حياتي في القيادة مثلما توترت في ذلك اليوم؛ لأنها كانت معي, أو كنت خائفا, لا أعرف, ولكن في طريق العودة كان عقلي معها تماما, وارتطمت بمركبة على الشارع الرئيسي, ودخلت فينا مركبة أخرى, وأصبحت مركبة والدي (منبعجة مشددة الضربات)

وخطيبتي أصيبت في كتفها إصابة متوسطة, وأنا ارتطم رأسي بالمقود بشدة, والمهم نقلنا للمستشفى, وكانت كل الأمور على ما يرام صحيا, ولكن والدي غضب جدا من كل شيء حصل, وتكلفة تصليح السيارة كانت 7 آلاف دولار.

خطيبتي لم تعد تريدني, ووالدها قال لا أعطيها لشخص متهور مثلك, كل هذه الأفكار اجتمعت, وهنا حالتي في البداية كانت دقات قلب, وكأني سوف أموت, أفقد فيها التنفس, ومن ثم كنت أرى أن كل شيء حولي مثل الحلم, أو مزيفا, وكم كنت منزعجا.

رأسي لا يتوقف عن التفكير في كل شيء, ولم أجد حلا, ولكن فجأة يتوقف كل شيء, ويرتخي جسمي, وأصبح طبيعيا, لكنه لا يستمر أكثر من ساعة لأعود لنفس الأفكار, وفورا يشتد كل جسمي وأتوتر, والناس يقولون لي إنهم لا يرون أي تغير فيّ.

المهم تناولت (ssri) لمدة سنة, وكانت أصنافا تزيد الحالة, وأصنافا تبقيها كما هي, المشكلة عندما أحلل خوفي أجد أنه ليس لدي مشكلة, فذلك الفلم والأفكار والخطيبة والسيارة قدت ذهبت, والآن أرى تلك الفتاة بشكل عادي, أجلس أنا ووالدي بشكل عادي, أقابل الأشخاص بشكل عادي, والوساوس والأفكار لم تعد ترفع مستوى القلق عندي بشكل كبير.

والآن لا أفهم لماذا أنا قلق, ومماذا, وجسمي لا يرتخي إلا إذا حدثت نفسي بأن كل شيء على ما يرام, وما هي إلا قليل حتى يعود الشد في رأسي, أحس في بعض الأحيان أن جمجمتي تكبر ثم تعود لحجمها الطبيعي.

وهناك سؤال: هل سمعت عن مرض الفري أو التنسيم في الجمجمة؟

أريد فقط طريقة كي أعود لطبيعتي, فأنا قد قطعت شوطا كبيرا, ولا أعرف كم بقي لي, وأشعر أن تلك الأمراض النفسية خطيرة, وأني معوق, مع أنه فكر غير صحيح, وفي بعض الأحيان أشعر بالقوة والإرادة, ومع ذلك الشد في الرأس موجود, وهذا ما يجعلني أفكر أكثر ما هي حالتي؟

عملت صورا للرأس, وفحص الدم, والغدة, وكلها سليمة, تناولت فلونكسول لفترة مع انفرانيل ولم يفد, وكما تعلم فمعي خير, وسوف أدعو لك, وأعمل خيرا باسمك.

وشكرا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وعلى ثقتك في شخصي الضعيف، وأقول لك: الحمد لله على السلامة من ذاك الحادث –أي حادث سيارة والدك– والتي أعتقد أن التفاعل النفسي الذي واجهته بعد هذا الحادث هو تفاعل لا أقول أنه لا بد منه، لكن له مسبباته بالطبع، فأنت قُدت السيارة بدون معرفة والدك، ولا تملك رخصة قيادة، وكانت معك خطيبتك، ولا شك أنها أخذت جزءً كبيرًا من انتباهك وتركيزك، ثم حدث هذا الحادث وما ترتب عليه.

إذن هنالك شيء من الصدمة النفسية التي حدثت، وكانت تبعاتها هو حالة ما نسميه بالعصاب الذي ينتج بعد الصدمات، والعصاب الذي أصابك أنا أعتبره من درجة بسيطة، ويظهر أن مكوناتك النفسية في الأصل تحمل شيئا من القلق والاستعداد لاستثارة القلق النفسي المكبوت أو المقنع داخليًا.

الآن الذي بقي لك هو هذه الانشدادات العضلية, والقلق, والتوتر, وعدم الارتياح، وأعتقد أن تفكيرك حولها أيضًا فيه الطابع الوسواسي، الطريقة التي تأتيك بها هذه الأعراض وتشد انتباهك وتشغلك؛ أعتقد أنها تقع في خانة ما نسميه بالقلق الوسواسي, والحمد لله تعالى أنت ليس لديك أي إشكالية عضوية، وموضوع الجمجمة محسوم تمامًا، هذا كله قلقي، هذه كلها انقباضات عضلية وليس أكثر من ذلك.

أيها الفاضل الكريم: أنا أعتقد أن الأمور سوف ترجع لطبيعتها، يجب أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأن تحقر فكرة الخوف والوسوسة، وموضوع الانشداد العضلي؛ لأن التوتر النفسي الداخلي حقيقة إذا لم يصرف الإنسان انتباهه عنه يؤدي إلى المزيد من التوترات العضلية الخارجية، وأنت محتاج لأن تمارس الرياضة باستمرار، وأيضًا تطبق تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) أرجو أن ترجع لها عسى أن تجد -إن شاء الله- فيها ما يفيدك إن داومت على هذه التمارين.

أنا أرى أنك أيضًا محتاج لعلاج دوائي لفترة ستة أشهر تقريبًا، وأفضل دواء في حالتك هو عقار (سيرترالين) والذي يعرف تجاريًا باسم (زولفت) و(لسترال) وربما يكون له مسمى تجاري آخر في السويد، هذا الدواء وجد أنه ذو فعالية خاصة لحالات عُصاب ما بعد الصدمات، خاصة ذو الطابع الوسواسي.

الجرعة هي بأن تبدأ بحبة واحدة –أي خمسين مليجرامًا– تناولها ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبتين ليلا، واستمر عليها لمدة شهرين، ثم خفضها واجعلها حبة واحدة ليلا لمدة شهرين أيضًا، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أنصحك به فيما يخص الرزمة العلاجية الخاصة بك، وعمومًا توجد أيضًا وسائل تأهيلية كثيرة، وأنت أدرى بها، والتي تقوم على مبدأ: حسن التواصل الاجتماعي، إدارة الوقت بصورة جيدة، الاطلاع، الحرص في العبادات، وأن تكون الصلاة في وقتها، الدعاء، تلاوة القرآن، والذكر، وإن شاء الله تعالى يكون العمل معك جيدًا, وتُقدم عليه بانبساط وراحة واندفاع إيجابي، وتحاول دائمًا أن تطور نفسك وأن تثبت ذاتك، وأن تكون نافعًا لنفسك ولغيرك، وأعتقد لا بد أن تشرع في موضوع الزواج، هذا مهم جدًّا، وإن شاء الله تجد فيه سكينة ومودة ورحمة واستقرار كبير.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1568 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3865 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2486 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1238 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2205 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ