أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : قلق وتوتر وخوف ورهاب اجتماعي.. ما علاج حالتي؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، بدأت معاناتي بعد إغماءة حصلت لي في المطبخ قبل شهر ونصف تقريبا، ومنذ أن أفقت أصبحت إنسانا مختلفا تماما، تركت الجامعة، قلق، توتر، خوف، وبالأخص من الموت، ورهاب اجتماعي، وانعزال، وعدم قدرة على التركيز، أصبحت لا أستطيع النوم بسبب التفكير المستمر، والصداع الشديد، كما أنني أعاني من ضيق في التنفس يزيد من قلقي وخوفي والخفقان.

أيضا -أكرمكم الله- أعاني من الإمساك منذ فترة طويلة، مع غازات في منطقة ما تحت السرة، وكأن شيئا يتحرك في هذه المنطقة، ونغزات أشعر بها في جميع أنحاء الجسم، وفي أوقات متفرقة تعب وخمول وتشاؤم، أمور كثيرة أعاني منها، ولا أعلم مسبباتها.

أصبحت أوسوس بالأمراض، فأحيانا أقول أنني مصاب بمرض روحي، بعد ذلك أتراجع وأقول أنه مرض عضوي بسيط، وأطمئن نفسي، واحترت من أين أبدأ.

كنت متحمسا جدا لاستخدام الأدوية النفسية لتهدئة حالتي، لكن البعض نصحني بعدم استخدامها لأنها ستزيد من حالتي سوءا، ولها أعراض جانبية فتراجعت، فما هو رأيكم وما هو العلاج المناسب لحالتي؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ريان فهد العتيبي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.
أيها الأخ الفاضل: بادئ ذي بدء لابد أن نتأكد من سبب حالة الإغماء التي حدثت لك وأنت في المطبخ، هل هي ناتجة من تغيرات فسيولوجية بسيطة، مثلاً: انخفاض ضغط الدم قد يؤدي إلى الإغماء، الإجهاد قد يؤدي إلى الإغماء، هنالك حالة أيضًا تسمى بحالة التثبيط العصبي الوعائي، أيضًا قد تؤدي إلى الإغماء، هذه كلها أسباب لابد أن تُدرس ولابد أن تعرف.

فيا أخِي الكريم: ذهابك إلى الطبيب – الطبيب الباطني – مهم جدًّا ليقوم بإجراء فحوصات عامة لك، وللتأكد من مستوى الدم، مستوى السكر، ووضعك الهرموني، هذه كلها مهمة جدًّا، ولابد أن يركز على قياس ضغط الدم، فالصداع الشديد الذي يصاحب الإغماء كثيرًا ما يكون مرتبطًا بانخفاض في ضغط الدم، وهذا علاجه سهل جدًّا، هذا من ناحية.

إذن الخطوة الأولى: أقول لك لا تنزعج، راجع الطبيب الباطني، هذا يطمئنك ويطمئننا كثيرًا حول وضعك الصحي العضوي الجسدي.

نأتي بعد ذلك للجوانب النفسية، أنا أقول لك: نعم هنالك جوانب نفسية واضحة في حالتك، (القلق – الخوف – الخفقان) هذه واضحة جدًّا، ربما تكون أصلاً من حالة الإغماء التي أصابتك، أي كان هذا الإغماء إغماءً نفسيًا في الأصل، وهذا معروف وموجود، أو أن الحالة العضوية البسيطة التي أدت إلى الإغماء نتج عنها حالة من الخوف، والرهاب جعلتك تخاف وتوسوس حول هذه الحالة، وتحول الأمر إلى نوبات من الهرع والفزع، ثم استمر معك ما نسميه بـ (قلق المخاوف) فالجانب النفسي موجود، ولا ننكره أبدًا، وهذا من وجهة نظري علاجه سهل جدًّا.

حين تتأكد أولاً من سلامتك الجسدية العضوية، هذا في حد ذاته يعتبر مؤشرًا علاجيًا مطلوبا ومهما جدًّا، وسوف يطمئنك.

ثانيًا: أرجو ألا تنزعج حول الأدوية النفسية، الأدوية النفيسة بكل أسف يُشاع عنها الكثير مما هو خاطئ، لكن هناك أمور صحيحة أيضًا تُذكر عن الأدوية النفسية، ونحن نقول أن الدواء النفسي الصحيح هو الذي يصفه الطبيب العارف بتخصصه، الطبيب الأمين، وأن تكون جرعة الدواء سليمة وصحيحة، وأن يكن الدواء للمدة المطلوبة، وأن تراعى فيها عوامل السلامة، وأن تراعى أيضًا سعر الدواء؛ لأن ظروف الناس وأحوالهم ليست واحدة.

فيا أخِي الكريم: أرجو أن تطمئن تمامًا، وأنا حقيقة أنصحك بعد أن تنتهي من موضوع الطبيب الباطني، إذا كان بالإمكان هنالك طبيب نفسي فأيضًا اذهب وقابله، هذا يدحض لك الإشاعات والأقاويل التي تُقال حول الأدوية النفسية، لا، الأدوية النفسية ممتازة، فاعلة، إذا استُعملت بكياسة وفطنة وحكمة وحسب ما هو موصوف من الطبيب الثقة.

من الأدوية الممتازة جدًّا التي تفيد في حالتك هذه عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) واسمه العلمي هو (إستالوابرام) والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تكون البداية خمسة مليجرام – أي نصف حبة - يتم استعمالها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرة مليجرام، وهذه يتم تناولها لفترة أربعة أشهر، بعدها تخفض إلى خمسة مليجرام لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

هنالك مساندات علاجية أخرى مهمة جدًّا، وهي أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، أن تكون فعّالاً في حياتك على مستوى النشاط الاجتماعي، توسيع شبكتك الاجتماعية، تغيير نمط حياتك، الحرص على الصلاة مع الجماعة، أن تمارس الرياضة، أن تصل رحمك، أن تبر والديك، وأن تضع لحياتك هدفًا مهمًّا وساميًا، وتسعى للوصول إليه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1565 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3864 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2481 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1233 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2201 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ