أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : رغم التحسن من القلق والاكتئاب إلا أن المخاوف موجودة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك دكتور محمد أرجو أن تكون بألف خير
أنا صاحب الاستشارة رقم 2146914 وقبلها 5 استشارات، وقد شخصت حالتي على أنه قلق، وقد حفز هذا القلق الوسواس والاكتئاب -والحمد لله- قد تحسنت كثيرا، لكن مازال هناك خوف، ومازال هناك تفكير في الوجود، ومازالت تأتيني الوساوس أن الله لن يغفر لي، وأيضا عندما أستمع إلى الأغاني أحس بأني أذنبت ذنبا عظيما، وأن الله لن يغفر لي.

ومنذ فترة وجدت منتدى لشخص يسمي نفسه الخبير النفسي، وهو مختص بالعلاج السلوكي، أي بمواجهة الوساوس عن طريق التجاهل والصمود وتغيير القناعات.

وهو بقناعته أيضا لا يحبذ استخدام الأدوية، ويقول بأن الأدوية تضر أكثر مما تنفع، ويقول بأنها تدمر الناقل العصبي السيرتونيين، ولا تجعله يعمل بصورة طبيعية كما كان، وطبعا أنا ناقشته بهذا وقلت له إن حالتي تحتاج إلى الدواء ولكنه لم يقتنع، وقال إن الطبيب الذي يوصف الأدوية للوساوس يكون مجرما ويجب أن يحاكم.

أيضا دكتور أحب أن أستفسر عن تجربة الدكتور (بورهيف) وأعتقد أنك سمعت بها، والتي قتل بها شخصا عن طريق الوهم عندما عصب عينيه وأوهمه أنه يصفي دمه، ودائما أخاف عندما أفكر بهذه التجربة.

عموما أنا حاولت أن أختصر الرسالة قدر المستطاع، وأن أوصل الحالة إليك لتستطيع تفسيرها، وأتمنى أن أجد منك جوابا ونصحا كافيا، وهل أتناول الأدوية؟ وإلى متى؟

وأريد منك أن تجيبني عن نسبة الشفاء من القلق، ونسبة الشفاء من الوساوس.

شكرا لك وأرجو أن تطمئني عن حالتي.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد ياسبن عبد الخالق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وثقتك في شخصي الضعيف.
(حقيقة) أنت بفضل من الله تعالى تمتلك المقدرة على التمييز التام، خاصة فيما ينفعك من علاجات.

هذا الأخ الذي أشار أنه مختص في العلاج السلوكي، وأنا أعرف أن هناك من هم مختصون في العلاج السلوكي، والعلاج السلوكي المعرفي فقط، وهؤلاء غالبًا تكون خلفياتهم إما دراسة في علم النفس، وبعضهم بكل أسف تكون خلفيته دراسات أخرى، وبالرغم من ذلك يصر على أن يعالج الناس سلوكيًا.

عمومًا (أخِي) حتى لا نجعلك تتشتت ذهنيًا وتفتقد الطريق العلاجي الصحيح أنا أقول لك أن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها. ومنهجنا في إسلام ويب وفي هذه الاستشارات هو الوضوح والأمانة والصدق دون التحيز لأي مدرسة علاجية، والمنهج الوسطي جيد ومفيد في كل شيء، ودائمًا نحاول - أيها الأخ الكريم - أن يكون كلامنا قائما على مبدأ الدليل، الطب القائم على الدليل هو الرصين وهو الأفضل.

وعمومًا (أخِي) الوجه الأمثل لعلاج الحالات النفسية هو أن يكون عن طريق ما يسمى بالفريق العلاجي، وهذا الفريق العلاجي في الأماكن العلاجية المحترمة يتكون من الطبي النفسي، ويتكون من الأخصائي النفسي، والأخصائي الاجتماعي، وأخصائي العلاج التوجيهي، والمُرشد الديني، ونحن بفضل من الله تعالى وبكل تواضع أقول لك: قد نجحنا على الأقل في الأماكن التي نعمل بها أن يكون هذا هو التوجه السليم.

وهذه المجموعة من المختصين تُكمل بعضها البعض، وحقيقة معظم الأمراض النفسية - كالوساوس والاكتئاب والمخاوف والقلق وعدم القدرة على التكيف - يجب أن تعالج بيولوجيًا ونفسيًا واجتماعيًا، بيولوجيًا: هذا عن طريق الدواء، ونفسيًا: كما تعرف عن طريق العلاج السلوكي أو اتباع أي منهج سلوكي آخر يفيد الإنسان، أما الجانب الاجتماعي فهو مهم، ونقصد به التأهيل الاجتماعي ورفع المهارات الشخصية والكفاءة الشخصية، وتحسين التواصل الاجتماعي، وأن يشعر الإنسان بأنه مفيد لنفسه ولغيره.

أعتقد أن هذا هو المنهج الصحيح، وأنا حقيقة أجد العذر تمامًا لبعض الأخوة المعالجين الذين يتحيزون لمدارسهم الخاصة، وذلك نسبة لأن الكثير من التشوهات منتشرة في أجهزة الإعلام حول العلاج النفسي، وفي ذات الوقت بعض الناس يحاول أن يميز نفسه من خلال منهج معين أو مدرسة معينة، ويسيء للمدارس الأخرى، وهذا ليس صحيحًا.

أنا أتفق مع هذا الأخ في شيء واحد، وهو أن الدواء يجب أن يُعطى عن طريق الطبيب الصحيح، ويكون دواءً صحيحًا وبجرعة سليمة وللمدة المفروضة، هذا هو المبدأ الصحيح.

لكن أن نقول أن (الدواء يخرب السيروتونين) هذا كلام خاطئ، وليس صحيحًا، وأنا أنفيه تمامًا، وكما قلت لك أن مرجعيتنا هو العلم الذي يقوم على الدليل، والأدوية النفسية غيّرت تمامًا من حياة الناس، وإحصائيًا كانت نسبة نجاح علاج الوساوس القهرية ليست أكثر من خمسة عشرة إلى عشرين بالمائة، وذلك قبل ظهور عقار الأنفرانيل في عام 1978، حيث اتضح أنه يفيد في علاج الوساوس القهرية، بعد ذلك ظهرت الأدوية الرائعة جدا – وعلى رأسها البروزاك – في عام 1988، واستمر الحمد لله التطور الكبير وأتت أدوية أخرى، وأصبح تفهم الناس والعلماء لكيمياء الدماغ أفضل بكثير.

أنا سعيد جدا برسالتك هذه، وسعيد أنك حسن أيضًا، قد بدأ يطرأ على حالتك، وأرجو أن يكون هذا التحسن حقيقة دعوة لك للمزيد من التحسن، وأنا أقول لك – أخِي الكريم – نعم يجب أن تتناول الأدوية، وأقل مدة لتناول الدواء هي ستة أشهر تقريبًا، وحقيقة أنا أحبذ أن تقابل طبيب نفسي، هذا يجعلني أكثر طمأنينة، بالرغم من الظروف في سوريا، لكن أخذ رأي آخر دائمًا مفيد. لا تذهب إلى أخصائي نفسي فقط، إنما اذهب إلى طبيب نفسي لتستفسر منه ولتتأكد من موضوع الأدوية، هذا لا يعني أنك لا تثق في شخصي الضعيف، أنا أعرف أن ثقتك عالية جدا فيَّ، وأشكرك على ذلك.

والله الموفق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
عادت نوبات الهلع بعد ست سنوات من الشفاء منها. 1581 الأحد 05-07-2020 09:38 صـ
زوجتي تعاني من الشك والخوف من الناس وعدم الاهتمام بنظافتها 1231 الثلاثاء 23-06-2020 05:11 صـ
الشرود الذهني وضعف الذاكرة والضيق يلازمونني طوال اليوم! 1553 الاثنين 22-06-2020 05:33 صـ
أزمة عاطفية سببت لي أعراضا نفسية، فهل من مساعدة؟ 1116 الأحد 21-06-2020 08:50 مـ
ما هو علاج القلق المرتبط بالخوف والهلع؟ 6583 الاثنين 18-05-2020 06:24 صـ