أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أنسى ذكرياتي التي أصابتني بالاكتئاب؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

إلى الدكتور محمد عبد العليم أو أحد الدكاترة الفضلاء، أرجو منكم أن تردوا على رسالتي، كيف أنسى ذكرياتي؟ عندما أصابني الاكتئاب وأنا بالصف الثاني الثانوي كانت لي زميلة جاءت من مدرسة وقد انتقلت إلى مدرستنا، هذه البنت كانت اجتماعية عكسي تماماً، أنا لم أكن أحدث إلا البنت التي بجانبي، المهم هذه البنت قد جلست بجانبي وأخذت تتعرف علي مع الأيام لاحظتها أنها مهتمة بي وأنا أتكبر عليها، أصبحت متكبرة وقلت لنفسي هذه تحبني.

المهم حصل في الفصل الثاني من الدراسة موقف سخيف وهو أني قلت لها أنت تغاري مني عندما أجلس مع بنات أخريات وبكت أمامي وبعدها بأسبوعين لم تتكلم معي، عندها أصبحت مهتمة بها وأحسست باهتمامها لي فكنت أتعمد أن أحزن نفسي حتى تأتي وتسألني ماذا بكي، وفعلاً هذا الذي حصل لي فكنت أقول لها أختي تكرهني وأخي قال عني أنني بنت غير مؤدبة كل هذا فقط لأجل أن تهتم بي هذه البنت، ومن ثم تعلقت بمطرب في التلفاز حتى أصبحت مجنونة به وأفكر فيه ليل نهار، وكنت أكلمها عنه وكانت تقول لي هذا وهم ابتعدي عن هذا الحب فكنت أعاندها وتعلقت أكثر.

وبعد فترة أصبحت منعزلة أسمع الأغاني الكئيبة وأسرح بعيداً في أشياء تجلب لي الكآبة وكنت مستمتعة حتى أصابني الاكتئاب دون أن أشعر، وكذلك كنت أقول لصديقتي أن ابن خالي كان يلمسني من الخلف عندما كنت في الصف السادس وهو أيضاً كان بالصف السادس مجرد لمس لا أكثر وهي حكت لي تحرش خالها لها، فأصبح تفكيري أن ابن خالي قد تحرش بي ولكني لم أعتبره تحرش، لأننا كنا صغاراً وهو لم يفعل بي شئياً فقط كان يلمسني.

وكذلك أتذكر عندما كان أخي يحاول أن يقبلني على الخد عندما كنت بالصف السادس وهو أكبر مني بسنة فقط وأنا كنت لا أريد لكنه قبلني على الخد لا أكثر، وفي الصف السادس مارست العادة السرية وإلى الآن لم أتركها، فماذا أفعل حتى أرمي كل ما ذكرت وراء ظهري وأعيش حياتي وأنا مرتاحة؟ وما هو سبب اكتئابي؟ هل الوهم الذي عشته مع المطرب أو العزلة والفراغ أم صديقتي هي السبب؟ وما الحل حتى أنسى للأبد لكي أعيش براحة واستقرار؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكنت أتمنى أن أعرف عمرك الآن، لكن عمومًا رسالتك في محتوياتها كلها تُشير إلى تجارب سلبية حدثت لك في مرحلة الطفولة المبكرة، وفي مرحلة التعليم الثانوي، وحقيقة هذه الذكريات - أو هذه التجارب – بالرغم من وصفي لها بالسلبية لكن ليس من الضروري أن تكون كذلك، لأن مرحلة اليفاعة والبلوغ والشباب الأولى دائمًا مليئة بأفعال وأفكار قد لا تكون منضبطة في بعض الأحيان من حيث مكوّنها الاجتماعي، وهي تقوم في الأصل على حب التجريب وشيء من الجهل، وهذه المرحلة العمرية فيها تغيرات نفسية وفسيولوجية وعاطفية ووجدانية كثيرة جدًّا.

علاقتك مثلاً مع الفتاة التي ذكرت عنها، وكنتِ تحاولين دائمًا أن تلجئي إلى حيل نفسية ووجدانية لتجعلي هذه الفتاة تُساندك وجدانياً، وحدث نوعًا من الالتحام الوجداني والعاطفي، قد لا يكون صحيًّا في كل مكوناته، لكن لا نقول أنه أمر شاذ، لأن هذه التجارب تحدث في المراحل الدراسية كما ذكرتُ لك.

بالنسبة لموضوع التحرشات والامتهانات الجنسية: هذه أيضًا قصص نسمع عنها يوميًا، نحن لا نقلل من شأنها، لكن أعتقد أن ما حُكِيَ لك وما ذُكِرَ لك وما حدث لك هو أمر بسيط يمكن أن تعطيه التفسير الإيجابي والحسن بما أنه كان أمرًا غير مقصود من أخيك وكذلك ابن خالك، هذه تجارب إنسانية، لا نقول أن المجتمع يُقرُّها ويقبلها جميعًا، لكنها تحدث، والمجتمع فيه الخير وفيه الشر.

وتعلقك بالمطرب أيضًا في فترة اليفاعة والبلوغ والشباب هذا أيضًا من التجارب التي تحدث، والإنسان قد تحدث له نوع من الطفرات الوجدانية والتعلق الغير مبرر، لكن الحمد لله الآن أنت سرت نحو النضوج النفسي والوجداني، وهذه الذكريات أو هذه التجارب أو هذه الخبرات ليس من الضروري أن تُنسى، لكن من الضروري أن يُستفاد منها، لأن العثرة تُصحح المشي كما يقولون.

فهذه عثرات، هذه تجارب، هذه خبرات نفسية. النسيان يأتي من خلال التناسي، يعني أن تعتبريها فترات مراهقة وتغيرات شبه طبيعية في هذه المرحلة. هذا هو الذي أود أن أذكرك به، يعني أنت الحمد لله لم ترتكبي جُرمًا فاحشًا ولا خطئًا مميتًا، هي خبرات وتجارب، نعم فيها شيء من السلبية لكن الإنسان يجب أن يتخذها وسيلة للاستبصار للمستقبل.

الذي يُزعجني بالطبع هو موضوع العادة السرية، هذا أمر بالطبع مزعج ولا شك في ذلك، لا أجد لك عذر في ممارستها الآن، لأنك عاقلة مستوعبة مستبصرة مرتبطة بالواقع ولك القدرة في أن تفرقي بين الخطأ والصواب.

فيجب أن تقعلي عن العادية السرية، هي مهينة جدًّا للنفس خاصة للفتاة، مخلة للذوق الداخلي للإنسان، تؤدي إلى الانطوائية، تؤدي إلى الاضطراب الوجداني والقلق النفسي، وإن شاء الله تعالى في المستقبل حين يُقسم لك الزواج ربما تواجهك مصاعب في موضوع المعاشرة الزوجية من خلال ممارسة هذه العادة، لكن التوقف منها يُصحح كل شيء، سوف تحسين بأنك قد انتصرت على نفسك، وأجمل انتصار يحسه الإنسان ليس الانتصار على الأعداء فقط، إنما الانتصار على النفس، وعلى هفواتها، وعلى شهواتها، وعلى إخفاقاتها.

هذا هو الذي أنصحك به، وأرجو أن تصححي طريقك، وأن تضعي طاقاتك الآن نحو التميز، نحو الدراسة، نحو فعل الخيرات، بر الوالدين، انهضي بنفسك، زودي نفسك بالمعارف والعلوم، كوني حريصة جدًّا في أمور عقيدتك. هذه هي الحياة، وهذا هو الأمل، وهذا هو الرجاء، وهذا هو الذي يبني لديك نوع من التناسي لما سبق.

نشكرك كثيرًا على ثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من اكتئاب وعوارض مصاحبة له، فما الحل؟ 1037 الأربعاء 12-08-2020 04:53 صـ
الاكتئاب والإحباط دمر حياتي.. فأرجوكم أرشدوني! 809 الأحد 09-08-2020 05:09 صـ
مرض الرهاب الاجتماعي هل يمكن أن ينتقل للأبناء بالوراثة؟ 1334 الأربعاء 22-07-2020 02:11 صـ
أدمنت البنزوديازبينات وأعاني من آثاره فكيف أتخلص منها وأعود طبيعيا؟ 1543 الأحد 19-07-2020 03:02 صـ
الاكتئاب والوسواس القهري وتبدد الشخصية، كل ذلك أعاني منه، أرجو المساعدة. 5016 الخميس 16-07-2020 05:51 صـ