أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء أبو بكر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنهنئك بقدوم شهر رمضان المبارك، ونسأله أن يجعلنا من الصائمين والقائمين، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى، ويعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.

أعراضك معظمها عضوية لكنها أعراض بسيطة، والجانب النفسي أيضًا موجود لديك، ويظهر أن معظم هذه الأعراض يمكن أن نقول أنها نفسوجسدية، بمعنى أن القلق النفسي والتوتر هو الذي أدى إلى معظم هذه الأعراض الجسدية، لكن الأصول الطبية الصحيحة والجيدة والرصينة تحتم أن تذهبي إلى الطبيب الباطني – أو طبيب الأسرة – ليقوم بإجراء فحص كامل، ويقوم بإجراء تحليل الدم للتأكد من نسبة الهيموجلوبين ووظائف الكلى ووظائف الكلى، ومستوى الدهنيات ومستوى السكر، هذا كله مطلوب، وهذه تعتبر فحوصات أساسية ورئيسية وروتينية وبسيطة جدًّا، وبدونها لا يمكن لأي طبيب أن يصل إلى خلاصات تكون ذات فائدة للمريض.

فأعتقد أن أهلك لن يعترضوا أبدًا أن تذهبي إلى طبيب الأسرة – أو الطبيب الباطني – وتقومي بهذه الإجراءات.

الأمر الآخر فيما يخص القلق والتوتر: لا شك أنه يؤدي إلى أعراض القولون العصبي التي تعانين منها. موضوع الشعور بالحرقان في الرأس والتنميل وخلافه: كل هذا أعتقد أنه ناتج من حالة القلق التي تعانين منها.

بعد التأكد من الفحوصات وسلامتها وإن وجد أي نقص في الفيتامينات أو في مستوى الدم، هذا يجب أن يعالج، وأنصحك بعد ذلك أن تبدئي تمارين رياضية، ابدئيها بسيطة، ثم تدريجيًا ارفعي معدلها. الرياضة تقوي النفوس وتقوي الأجساد وتحسن من التركيز، مما يرفع جدًّا من درجة المعدل الفكري لدى الإنسان ويرفع من معنوياته، وإذا كان هناك قلق أو توتر سوف ينحصر - إن شاء الله تعالى – ويزول.

ربما تحتاجين لأحد الأدوية البسيطة جدًّا المضادة للقلق والمحسنة للمزاج، وهي كثيرة جدًّا، لكن هذا يجب ألا يُشْرع فيه إلا بعد أن تقومي بإجراء الفحوصات، وأنت صغيرة في السن، وأنا لا أعتقد أنه توجد لديك علة رئيسية، لكن التأكد من وضعك الطبي مهم ويجب أن يسبق كل شيء.

كنصائح عامة: لا تعطلي حياتك أبدًا نسبة لوجود هذه الأعراض، فأنت إذا استكنت واستسلمت وتكاسلت لا شك أن الأعراض سوف تزيد وتطبق عليك، وتجدين من الصعوبة جدًّا أن تكوني فعالة، لكن من خلال المقاومة والإصرار وإدارة الوقت بصورة صحيحة وأن تكوني إيجابية، وأن تجتهدي في دراستك، وتشاركي أسرتك في أعمال المنزل، وأن تتواصلي اجتماعيًا مع صديقاتك، هذا - إن شاء الله تعالى – يحسن من الدافعية لديك، ويزيل تمامًا من هذا القلق والتوتر الذي تعانين منه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.