أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : وساوس جنسية مع أقرب الناس إلي .. أرجو المساعدة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

باختصار: أعاني وسواسًا جنسيًا يأمرني أن أبيع عرضي، فإذا أردت محاسبة البائع يأمرني الوسواس أن أقول: (خذ عرضي) حتى لو كان معي مال، كذلك أنظر لمحارم أمي، وإلى محارمي البعيدين بشهوة, ويأمرني الوسواس بإيذائهم جنسيًا.

الأمر الثاني: وسواس يقول لي: إذا جاءك عدو هل ترد أم تكون جبانًا؟ فإذا قلت: أدافع عن نفسي, لا أستطيع أن أعتمد القرار, أي لو قررت لا إراديًا, ولا أستطيع أن أدافع عن نفسي, إلا إذا قررت واعتمدت.

الأمر التالي: هو أني إذا تجاوزت عمود الإنارة أصبح كافرًا, أو لست رجلاً, فإذا تجاوزت لا إراديًا تبطل رجولتي أو إسلامي.

للعلم أني منذ أن تناولت أول علاج تعافيت وتحسنت, لكني - على ما أعتقد - تعودت على العلاج النفسي، أريد علاجًا يبقى مفعوله، ومفعوله يكون قويًا، ولا يضعف مع مرور الوقت، أو يتعود الجسم عليه، علمًا أني أستخدم حاليًا بروزاك، وانفرانيل, ولا فائدة, بالإضافة إلى أني أعاني من الاكتئاب.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإني أتعاطف معك جدًّا، وأتفق معك أن الوساوس مؤلمة، ومحتوياتها في بعض الأحيان تكون شنيعة جدًّا، لكن في ذات الوقت أود أن أذكر لك حقيقة علمية، وهي أن صاحب الوساوس ذات المحتوى السيء لا ينفذها أبدًا، مهما كانت مستحوذة، مهما كانت ملحة لا ينفذها؛ لذا تجد أصحاب الوساوس السيئة دائمًا من أصحاب النفوس الطيبة اللطيفة الحساسة, فلا نشاهدهم في ساحات الجريمة والإجرام أبدًا، وهم يتألمون ويكتمون هذا الألم.

هذه حقيقة علمية وددت أن أقولها لك، ومن الواضح أن خبرتك مع وساوسك هي خبرة كبيرة، وأنت تعرف أن هذه الوساوس دائمًا تُعالج من خلال القطع والبتر، وهذا لا يتم إلا من خلال التحقير والإغلاق عليها, وعدم مناقشتها وإخضاعها للمنطق، وهذا النوع من الوساوس إذا حاولت أن تحاوره أو تجادله أو تجد حلولاً نفسية داخلية للتهرب منه فسوف يصعب عليك؛ لذا أغلق عليها، وذلك بأن تبني فكرة أنها (وساوس مستحوذة حقيرة لن أناقشها أبدًا، ولن آخذ بها أبدًا، وأعرفُ أنها لئيمة وأنها سوف تزول في يوم من الأيام، وإن شاء الله تعالى سوف تزول الآن) هذا هو المنهج الذي يجب أن تنتهجه.

اربط هذه الوساوس دائمًا بالمحقرات وبالمقززات، اربطها بحدث مؤلم، دعها تكون رفيقة لهذه الآلام والسيئات الموجودة في الدنيا, وليست رفيقة لك - أيها الفاضل الكريم -.

أنا أريدك أيضًا أن تتواصل مع طبيب نفسي، وأعرفُ أنك متواصل، لكنني لا أريدك أن تذهب للطبيب فقط عند الحاجة، لا، تابع مع طبيبك، حتى حين تكون في مرحلة التعافي، واللقاء مع الطبيب مرة كل شهر أو شهرين، وكلمة أو كلمتين طيبتين تدعم التعافي دائمًا - أيها الفاضل الكريم -.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الإخوة الذين يعانون من الوساوس القهرية تجدهم مدققين جدًّا، والذين لديهم خبرة في التعامل مع الأدوية تجدهم يتخيرون أدويتهم, ويعرفون ما يفيدهم وما لا يفيدهم, وما هي الجرعة المطلوبة، وأنا أعتقد أنك قد وصلت إلى مرحلة جيدة في هذا السياق.

ما تتناوله الآن - حسب ما ورد في رسالتك – هو البروزاك, والأنفرانيل، ولكنك لا تحس بفائدة، وهذه الأدوية لا يظهر عليها الظاهرة التي تُعرف بالإطاقة – أو التحمل – أي أن الدواء فقد فعاليته بعد مدة من الزمن، وذلك نسبة للجمود أو الإحجام أو التبلد الذي يحدث للمستقبلات العصبية، فهذا ليس موجودًا مع هذا النوع من الأدوية، لكن لسبب ما قد تضعف فعاليتها, ولكن استردادها ليس بالصعب.

إذا رأى الطبيب أن يضعك على مجموعة أخرى من الأدوية، فهذا لا بأس به، لكن من جانبي أرى أن تتناول البروزاك, ومعه الفافرين، فربما يكون أفضل من الأنفرانيل، وتضيف له عقار رزبريادون أو سُوليان كمدعمات.

الجرعة تُحسب كالآتي: أنت محتاج إلى أربع كبسولات من البروزاك – هذا إذا كان البروزاك وحده – وتحتاج إلى ثلاثمائة مليجرام من الفافرين – أي ثلاث حبات من الحبة التي تحتوي على مائة مليجرام إذا كان الفافرين وحده – وبما أننا نريدك أن تتناول الدوائين فأقول لك: احسب الجرعة بالكيفية التي توصلك إلى الجرعة السليمة، وهي أن كل عشرين مليجرامًا من البروزاك تعادل خمسة وسبعين مليجرامًا من الفافرين.

إذن إذا تناولت كبسولتين من البروزاك – وهذا هو الذي أراه صحيحًا – تناول معه مائة وخمسين مليجرامًا من الفافرين، وهذا من وجهة نظري سوف يكون جيدًا.

فإذا توقفت عن الإنفرانيل تدريجيًا في ظرف أسبوع، فأدخل الفافرين تدريجيًا، واجعل جرعة البروزاك كبسولتين في اليوم، واجعل الفافرين مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم، وحتى إن زدت الفافرين إلى مائتي مليجرام في اليوم فلا بأس في ذلك.

أما بالنسبة للرزبريادون: فابدأ بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها اثنين مليجرام ليلاً، واستمر عليها لمدة ستة أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك يمكن أن تخفض إلى واحد مليجرام ليلاً.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأؤكد لك أن هذه الوساوس سوف تزول - بإذن الله تعالى – وإن شاء الله تعالى ستعيش حياة طيبة وجميلة.

بارك الله فيك، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وساوس الطهارة والصلاة، كيف أتخلص منها وأعود لحياتي الطبيعية؟ 1655 الخميس 16-07-2020 03:13 صـ
زوجتي مريضة نفسيًا وترفض الذهاب للطبيب، فماذا أفعل معها؟ 1093 الأربعاء 15-07-2020 04:37 صـ
وساوس الشيطان حول استجابة الدعاء، كيف أحاربها؟ 1523 الخميس 16-07-2020 02:48 صـ
أعاني من الوساوس في الدين 1125 الأحد 05-07-2020 05:27 صـ
هلع ووسوسة من الأمراض، فهل من علاج؟ 2643 الثلاثاء 09-06-2020 06:38 صـ