أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : القلق والخوف سيدمر حياتي فكيف أعود لحياتي السابقة؟

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

إلى الإخوة الأفاضل القائمين على هذا الموقع, فرج الله كربكم, وجزاكم عنا كل خير.

عندي فقدان للشهية, وخوف, وقلق, وعدم نوم, ولم أنهِ دراستي, وقالوا: حسد, ولكني لم أستجب للرقية, فذهبت بدون علم أهلي - ولكن زوجي كان يعلم - إلى طبيب نفسي, وشخّص حالتي بأنها قلق نفسي, خشية أن أجمع بين الدراسة والزواج, علمًا بأني كنت متفوقة, وأحب دراستي, وكنت أخشى أن أبنيَ بيتًا, وأكون أنا المسئولة الوحيدة عنه, وأنا أخشى الوحدة جدًّا, وقد كتب لي (zolam) ولكني لا أتذكر كم أخذت منه, ولكني أنهيته تدريجيًا خشية زواجي وإنجابي للأطفال, تألمت فترة لا أتذكر مدتها, ولكنها مرّت, وأنجبت 3 أولاد, اللهم احفظهم, في أعمار 7و 4و1, جميعهم ذكور, تربيتهم صعبة جدًّا, علمًا بأني مغتربة عن بلدي, قلقي زائد عليهم, أتمنى أن يكونوا صالحين, ومن أنفع الناس, أتولى أمورهم من البيت للدراسة إلى كل شيء, وأحيانًا تأتينا جدتهم, ولكنها للأسف مريضة, الله يشفيها ويعافيها, وأنا أحبها جدًّا فأتفانى في خدمتها أكثر من ابنها, وبذلك يصبح علي حمل زائد, ولكنه برغبتي دون إرغام؛ لأني أحب مساعدة جميع الناس, وأجد سعادة غامرة بذلك, والله يعلم.

للعلم أنا ملتزمة, وأحافظ على صلاتي وقرآني, وأقوم بأداء فريضة العمرة مرة أو مرتين كل عام إلى أن يأذن الله لي بالحج, وسعيدة بحياتي وزوجي والحمد لله, إلى أن بدأت لي نفس الأعراض السابقة بعد عودتي من عمرتي الأخيرة مباشرة شهر 2 الماضي, بدأت بقلقي على أولادي, والخوف على أمي وأبي لتقدم العمر بهما, وبدأت لا أنام مدة 3 أسابيع إلى أن فقدت السيطرة على نفسي تمامًا ذات مرة, وبدأتِ الرحلةُ مرة أخرى, وقالوا لي: حسد, ووالدة زوجي موقنة بذلك, وقالت لي: إنها سمعت أشخاصًا لما فعلته معها, كنت أتمنى ذلك؛ لأني لا أريد أن أكون مريضة نفسيا, ولكني أيضًا لجأت إلى طبيبة, قالت لي: ضغط نفسي كبير, وقلق, ولكنها لم تصف لي دواء؛ لأني كنت مرضعًا, وبدأت معي جلسات الاسترخاء, وتحسنت؛ لأني في نفس الوقت عملت استقدامًا لأمي وأبي, وتركت الطبيبة؛ لأن زوجي غير مقتنع, وبدأت ألجأ إلى الطب البديل, وقد تناولت عشبة القديس يوحنا, بمعدل 600 ملجم في اليوم, والقرص كان 300 لمدة شهر, وبعدها لم أجد إلا كبسولة 500ملجم, فبدأت بتناولها بمعدل كبسولة واحدة يوميًا, ولكني تمر علي أيام صعبة, وأحس أني أقاوم طول الوقت هذا الإحساس, لا أستطيع أن أقول ما بي لأي أحد؛ لأني أحس أنهم ملوا, وأخشى أن تراني أمي مرة أخرى هكذا, والجميع من حولي يقولون لي: أنتِ الوحيدة التي تستطيع أن تخرجي نفسك من هذا, الجميع يلومونني, تعبت جدًّا, أريد أن أعود لحياتي وبيتي, أريد أن أشعر بنعم ربي التي رزقني إياها, أخشى أن أعود مرة أخرى لما كنت فيه, وما العمل كي لا أقلق إلى هذا الحد؟ أريد أن أعود لأولادي, ساعدوني جزاكم الله خيرًا كثيرًا علمًا بأني أخاف أن يصبح ابني مثلي؛ لأنه منذ صغره وهو يخاف جدًّا إذا جلس في حجرة وحده, حتى ولو كان الباب مفتوحًا فإنه يخاف على إخوته في المنتزهات, خشية أن يفقدهم, عمره الآن7, والده يقول: طبيعي, وعندما يكبر سيتغير, وأنا أخاف أن يكبر معه القلق مثلي, أرجو الإفادة, ماذا أفعل معه؟ وكيف أتصرف؟

آسفه للإطالة, جزاكم الله خيرًا.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الراجية عفو الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فإنك بخير, وعلى خير، فشخصيتك تحمل سمات الانضباط, ومحاولة الجودة في كل شيء، ويظهر أنك أيضًا حساسة, ولا تخلين من وسوسة، هذه السمات كلها سمات جيدة، وكلها سمات ممتازة، لكن بكل أسف يدفع صاحبها ثمنًا، يتجسد في ظهور القلق والتوتر حين يكون الإنسان تحت أي نوع من الضغوطات, حتى وإن كانت ضغوطات حياتية عادية.

فأن تتفهمي وضعك النفسي، سجايا شخصيتك، البناء النفسي لشخصيتك والتفاعلات السلبية مع البيئة، فأعتقد أن هذا في حد ذاته يعتبر حلاً؛ لأن الإنسان حين يدرك ما به, ويجد له تفسيرًا, خاصة في الأمور النفسية فهذا يريحه كثيرًا.

أنا حقيقة أرى أن حياتك فيها إيجابيات عظيمة كثيرة جدًّا، وتذكر هذه الإيجابيات والاعتماد عليها بعد الله تعالى في تطوير الذات أعتقد أن هذا هو المطلوب منك، ومن خلال إدارة وقتك بصورة جيدة تستطيعين حقيقة أن تصرفي انتباهك عما هو سلبي، وملء الوقت والفراغ, واستثماره بصورة صحيحة هي من الأسس المهمة جدًّا للتأهيل النفسي.

ممارسة الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة أيضًا تعود عليك بخير كثير، ونحن دائمًا نشير إلى تطبيق تمارين الاسترخاء, وأنت لديك فكرة عن كل هذه الأمور، لكني وددت أن أؤكد عليها لأن قيمتها العلمية والعلاجية معروفة ومضمونة, وانظري (2136015).

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى أنك في حاجة إليه، وأنت لديك تجربة مع عُشبة القديس يوحنا، وربما لا تكون أفادتك الإفادة الكاملة؛ لأن هذه العشبة ليست جيدة في علاج القلق في الأصل, ويقال: إنها تفيد في حالات الاكتئاب البسيط، وأعرفُ أنه موافَقٌ عليها ومقرَّة من الكثير السلطات الدوائية حتى في أوروبا، لكن الواقع يقول: إنها وحدها قد لا تكفي في بعض الأحيان.

فإن أردت أن تستمري على هذه العشبة فلا بأس في ذلك، لكن يجب أن تدعميها بعقار يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول), ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول), وهو موجود في الصيدليات بقطر، ولا يحتاج لوصفة طبية.

جرعة الفلوبنتكسول هي نصف مليجرام، ابدئي بتناول حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم اجعليها حبة واحدة مساءً لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الفلوناكسول، ويمكن أن تستمري على عشبة القديس يوحنا حتى فترة ستة أشهر.

إذن هذا من ناحية العلاج الدوائي, وإن اقتنعت بالأدوية الأخرى الفاعلة فهذا سوف يكون أفضل من وجهة نظري, فمثلاً عقار مثل الزولفت, والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين), وهو أيضًا متوفر في قطر بالصيدليات، هذا سوف يكون دواءً جميلاً ورائعًا ومفيدًا لك، ولن تحتاجي للفلوناكسول, ولا عشبة القديس يوحنا.

فإن كان اختيارك هو السيرترالين فجرعته بسيطة جدًّا، تبدئين بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا - تناوليها ليلاً بعد الأكل – استمري على هذه الجرعة مدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول السيرترالين.

إذن العلاج الدوائي أمامك خياران، وأنا حقيقة أفضل الخيار الثاني؛ لأني أعرف أنه أفضل.

مخاوفك حول أبنائك والتربية: هذه كلها نوع من المخاوف الوسواسية, سلي الله لهم الحفظ والرعاية, وأن يكونوا من النجاحين والموفقين، وحاولي أن تخطي الخطوات التربوية الصحيحة، والتربية الصحيحة دائمًا هي تربية متوازنة تقوم على الأسس الإسلامية المطلوبة.

هنالك كتاب جيد جدًّا للأخ الدكتور مأمون مبيض، وهو متوفر في المكتبات بقطر، الكتاب اسمه (أبناؤنا من الطفولة إلى الشباب), هذا الكتاب - إن شاء الله تعالى – فيه تسلية للأمهات, وكثير من الإرشادات المفيدة.

أيضًا عليك أن تطلعي على كتاب الشيخ عائض القرني (لا تحزن) فهذا يفيدك كثيرًا, وهنالك كتاب لـ (دايل كارنيجي Dale Carnegie) مترجم، موجود في مكتبة جرير، الكتاب اسمه (دع القلق وابدأ الحياة) وهو من الكتب القديمة لكنه جيد جدًّا.

إذن أنت مطالبة بالتفكير الإيجابي، وأنت لديك نعم كثيرة جدًّا، لا تركزي على السلبيات، أديري وقتك بصورة صحيحة، وهذا يعني إدارة الحياة، ولا تكوني حساسة، ولا تكتمي، حاولي أن تفرغي عن نفسك، وذلك من خلال التعبير أولاً بأول عما يدور بخاطرك, لا تنظري للصغائر، بل حاولي أن تتجاوزيها تمامًا, وعلاقتك بأهلك وذويك وأهل زوجك هي جيدة وعلى ما يرام، وأعتقد أنك تلعبين دورًا إيجابيًا لتوطيد هذه العلاقة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1565 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3864 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2481 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1233 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2201 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ