أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : انعزلت عن الناس لما أعانيه من قلق وتوتر!!

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم

أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة، أعاني من اضطرابات نفسية, ومن قلق وتوتر وعسر المزاج, لدرجة أني أريد البكاء، كنت أدرس خارج المملكة -والحمد لله- كنت محافظا على الصلاة والأذكار, وكنت أسكن مع أصحابي في شقق منذ وصولي هناك لمدة 3 أشهر, بعدها انتقلت العائلة وسكنت معهم لمدة شهرين ونصف, وبدأت أحس بأن نفسي بدأت تضيق, وأني لست قادراً على, وبعدها أصحابي صاروا يقولون: هذا حسد أو عين.

ثم بدأت أفكر كثيرا ماذا أفعل من شدة الخوف, جلست أسبوعين على هذا الحال وأنا طريح الفراش، خوف وقلق, وبدأت أعاني من الصداع, وصرت أكره هذه الدولة بالكامل, ثم أتيت السعودية محمولا على الأكتاف.

بعد وصولي إلى البيت زاد القلق والتوتر بشدة, ثم ذهبت لشيخ وقرأ علي وقال: أنت إن شاء الله طيب (ما فيك أي شي)، بعدها بدأت أرتاح قليلا, ولكن لم أعد أحب الخروج من البيت, ولم أستطع الوقوف كثيرا, وفقدت التركيز, وأصبت بالنسيان, ولم أعد أخرج وحدي من شدة الخوف, وصار عندي تفكير ووساوس, والأكثر وساوس قهرية أن يحدث لي مثل ما حدث في الخارج.

جلست 4 أشهر ثم ذهبت لطبيب نفسي, وأوضحت له الشيء القليل مما حصل, صرف لي دواء يدعى ( لسترال ), واستعماله بالتدريج من نصف حبة إلى حبة, إلى حبة ونصف, إلى حبتين, لمدة ستة أشهر, والدواء الثاني يدعى ( دوقماتيل ), وبعد شهرين من استعمالهم ذهبت لموعدي وقد تحسنت 45٪, وقال لي الدكتور استمر على العلاج الأول فقط, وأوقف الثاني (دوقماتيل ), وبعدها أعطاني موعدا بعد 4 أشهر وأكملت استخدام العلاج, وبعد شهرين من إكمال العلاج -أي صار لي استخدمه 4 أشهر- تحسنت 75٪, ثم تركت العلاج قطعيا ولم أذهب للدكتور، جلست بعدها تقريبا شهرين ثم عادت لي الحالة، فصرت لا أخرج من البيت, وعاد التوتر والقلق, ولم أعد أستطيع الوقوف كثيرا, وقلة النوم لم تفارقني, ولم أعد أذهب مع أصحابي, مع العلم أني أنام في النهار لأني لم أعد أرغب في الخروج نهارا، مع العلم أني:
1/ أنام في فترة النهار.

2/ لم أعد أمارس الرياضة.

3/ أمارس العادة السرية بشكل كبير.

4/ لم أعد أفعل شيئا, وكأني استسلمت, ولي ما يقارب سنة من حين حدوث هذه المشكلة.

السؤال:
هل هذه المشكلة غريزة أم اختلقتها أنا؟ وهل أستمر على العلاج المعطى لي من الدكتور؟ وكيف أستخدمه؟ ما هي الطرق المفيدة في تقوية الذاكرة وفقدان التركيز؟ كيف أستطيع ترك هذه العادة؟ وما هي الطرق العلاجية السلوكية؟

جزاكم الله عني ألف خير.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالمجيد الشهري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فكما تلاحظ أن أعراضك قد بدأت بالتدرج، ويظهر أنها كانت حالة قلقية نصفها بعدم القدرة على التواؤم، وذلك حين كنت بعيدًا عن أهلك، وبعد ذلك دخلت في حالة اكتئابية تخللتها أعراض, ووساوس, والتفكير السلبي, وكذلك القلق.

بعد أن قابلتَ الطبيب – الحمد لله تعالى وبتوفيق منه سبحانه – أعطيت العلاج الصحيح وبدأت عليك بوادر التحسن، وحصولك على درجة خمسة وسبعين بالمائة من التحسن هذا يعتبر إنجازًا كبيرًا جدًّا في الطب النفسي، ويا ليتك استمريت على الدواء، لأن هذا التحسن كان سوف يستمر, ولن تحدث لك الانتكاسة التي تعاني منها الآن.

ما تعاني منه الآن أقل كثيرًا مما كنت تعاني منه مسبقًا، وأنا أريدك أن تتخذ الآتي:
أولاً: يجب أن تعرف وبصورة قاطعة أنك مطالب بتغيير نفسك، لأن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وهنالك أمور لابد أن تتخذ فيها قرارًا حازمًا وجازمًا وتنفذه بكل انضباط.

أهم هذه القرارات هي:
1) ترك النوم النهاري، مهما كان الثمن.
2) ممارسة الرياضة.
3) التوقف عن العادة السرية, والتوقف عن هذه العادة القبيحة يمكن أن يصل إليه الإنسان بشيء من الحزم مع نفسه، وتذكر الحلال والحرام، والتذكر أيضًا بأن العادة السرية فيها إهانة كبيرة للذات، أنها تؤدي إلى القلق والتوتر, وإلى الانكباب على الذات والانطواء، وينتج عنها أعراض جسدية سلبية في المستقبل.

ومن خلال ذلك تستطيع بالفعل أن تغير كثيرًا في حياتك, وكذلك في مزاجك, أنت شاب، الحمد لله لديك طاقات الشباب، والتي يجب أن يُستفاد منها, مثلك يجب أن يكون عاليًا في همته, وفي نفسه, وفي جسده، وبالطبع في دينه, وكذلك في علمه.

ضع هذه أمامك، والإنسان لابد أن يكون له هدف، ومثل هذه الأهداف السامية تحرك الإنسان وتغيّره فكريًا ومعرفيًا من أجل أن ينجز ومن أجل أن يشعر بقيمة حياته.

هذه هي الطرق العلاجية السلوكية, الناس حين يتكلمون عن العلاج السلوكي يعتقدون أنه توجد نوع من الطلاسم أو الأمور المبهمة التي لا يُدركها إلا المُعالِج، إنما هي أمور بسيطة جدًّا وتلقائية جدًّا، ولكن تتطلب التنفيذ والتطبيق، والمعالِج مهما كان مقتدرًا لا يستطيع أن يغيّر ما بالإنسان.

لابد أيضًا أن ترجع إلى العلاج الدوائي، والحمد لله تعالى هذه الأدوية مفيدة وجيدة وفاعلة، ولا شك أن الدواء سيجعلك في وضع استرخائي يمتص القلق والتوتر, ويحسن مزاجك، وهذا سوف يحسن من دافعيتك نحو التطبيقات السلوكية, وأن تعيش حياة طيبة وهانئة، وألا تضيع هذه الأيام والسنوات الجميلة في عمرك.

اللسترال دواء جيد، دواء فاعل، دواء ممتاز، أنا أرى أن ترجع وتتناوله، ابدأ بجرعة حبة واحدة يوميًا، وبعد أسبوعين اجعلها حبتين – أي مائة مليجراما – ويظهر أن هذه هي الجرعة المناسبة لك، ويجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك يمكن أن تنتقل إلى الجرعة الوقائية وهي حبة واحدة في اليوم، والتي أرى أن تتناولها لمدة عام على الأقل هي أقل مدة مطلوبة.

إن شئت أن تتناول الدوجماتيل أو الفلوناكسول لا مانع من ذلك، وهذه أدوية مساعدة، وقد تحتاج لها لمدة شهرين إلى ثلاثة.

وسّع من شبكتك الاجتماعية، فالإنسان يحتاج إلى من يعينه، يحتاج إلى القدوة، يحتاج إلى من يأخذ بيده، هذا نوع من الدعم النفسي المطلوب، لكن التغيير لابد أن يأتي منك أنت، وإن شاء الله تعالى أنت مقتدر أن تقوم بذلك.

ولمزيد من الفائدة عليك بهذه الاستشارات لمعرفة أضرار العادة السرية:
(‏227041 - 1371 - 24284 - 55119‏)

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2481 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
لماذا استمرار القلق والاكتئاب رغم تغيير الدواء؟ 2990 الأربعاء 29-07-2020 04:34 صـ
ما سبب تسارع ضربات القلب والكتمة رغم سلامة التحاليل؟ 6597 الأربعاء 29-07-2020 05:53 صـ
أعاني من حالة نفسية سيئة، كيف الخلاص؟ 1957 الاثنين 20-07-2020 04:01 صـ
ما زلت أعاني من القلق والتوتر وأخشى من الأدوية، أفيدوني. 3164 الثلاثاء 21-07-2020 02:58 صـ