أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جواهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله تعالى على سلامة أبيك، ونسأل الله تعالى له العافية والشفاء.

ما حدث أمام ناظري أختك وأخيك الصغيرين، لا شك أنه موقف صعب وليس سهلاً حتى على من هم أكبر منهما، والتبعات التي تعاني منها أختك الآن هي انعكاس لما شاهدته، وكتجربة وخبرة حياتية قاسية وشديدة تحدث منها ما نسميه بالارتدادات النفسية السالبة، والذي تعاني منه أختك الآن، وهو العصبية واضطراب النوم، وأنها قلقة وسريعة الانفعال، وتأتيها نوبات من البكاء..، هذا نسميه عصاب ما بعد الصدمة، وعصاب ما بعد الصدمة هو عصاب قلقي، يتميز بكل الأعراض التي حدثت لأختك الصغيرة - حفظها الله – وفي ذات الوقت قد تأتيها نوع من الاجترارات أو الصورة الذهنية لما حدث من وقت لآخر، وهذه تزيد من انفعالاتهم السلبية، وما ذكرته أنك حين دعوتِ (اللهم بلغنا رمضان) صرخت أختك وقالت أنها لا تحب رمضان، الحقيقة هي لم تقصد ذلك، ولكن حدث لها اجترار وصورة ذهنية وربط سريع جدًّا على مستوى وجدانها تذكرت ما حدث، وهذا بالطبع جعلها تذكر ما ذكرتِ.

طريقة العلاج في مثل هذه الحالات: أولاً معظم هذه الحالات تختفي تلقائيًا بمرور الزمن. هنالك مدرسة تقول أننا يجب أن نشغل الطفل في الأنشطة الحياتية الأخرى، نجعل الطفل يحس بالأمان ويحس بالاطمئنان، وتُشرح له الحالة ببساطة وندعها تتكلم عن ما شاهدته، وبعد ذلك ننهي هذه القصة أو هذا المشهد نهاية جميلة، وبالفعل كانت النهاية نهاية جميلة، لأن الوالد بفضل الله قد شُفي تمامًا.

إذن أن نعرض الطفلة لاجترارات وذكريات حول الحدث هذا يؤدي إلى نوع من التفريغ النفسي والتنفيس النفسي، وفي ذات الوقت نطمئنها ونشعرها بقوتها وأنها سوف تكون أكثر شجاعة وإقدامًا في مستقبل الأيام وهكذا. هذه طريقة معقولة وتطبق.

هناك من يدعو إلى تجاهل الأمر، وأن نشغل الطفل في أنشطة حياتية أخرى، هذا المنهج أيضًا معروف لكنني لا أؤيده، أنا أؤيد منهج تحفيز الطفل وتشجيع الطفل وإشعاره بأهميته في داخل المنزل، لكن في ذات الوقت يجب أن لا نتجنب الحديث عما حدث، على العكس تمامًا نجعل الطفلة تفرغ نفسيًا، هذا يساعدها كثيرًا.

تدريبها على تمارين الاسترخاء أيضًا سوف يكون مفيدًا جدًّا، فأرجو أن تساعديها في ذلك، ذلك في الاستشارة الآتية 2136015وسوف تجد في هذه التمارين متعة كبيرة جدًّا، ومهارتها سوف تتطور، وهذا سوف يُشعرها بسعادة كبيرة.

أعطوها بعض المهام داخل المنزل - هذا مهم جدًّا – أن نجعلها تكبر قليلاً من عمرها، هذا يعطيها دافعية إيجابية.

في بعض الحالات نستعمل بعض الأدوية، لكن حقيقة لا أنصح أبدًا أن تعطى هذه الطفلة أي دواء، إلا إذا حدث أنها لم تستجيب للإرشادات البسيطة التي ذكرناها، ففي مثل هذه الحالة يمكن أن تُعرض على الطبيب، وسوف يقوم الطبيب إن شاء الله تعالى بتوجيهها وإرشادها، وقد يصف لها دواء بسيط مثل العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (تفرانيل).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.