أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : التفكير السلبي والقلق والرهبة أفسد حياتي... فما الحل؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 17 سنة، أدرس في الثانوية العامة، قبل سنة وشهر تقريباً حدثت لي حادثة غيرت مجرى حياتي، وهي كالتالي:

كنت خارجا من المدرسة ذاهباً للبيت، وعندها أتاني أربعة أشخاص، وقاموا بضربي، ولم أعلم أنهم سيأتونني، بعد تلك المشكلة بدأت تأتيني نوبات خوف وقلق.

الحمد لله تحسنت حالتي قليلاً، لكن قبل أسبوعين تقريباً أحسست بقلق جديد!

نحن عائلة اشترينا بيتا بحي آخر غير الحي الذي يسكن به أقاربي قبل أربع سنوات، عندها أصبحت شخصا وحيدا, لا أحب الاختلاط بالناس فقط أطالع التلفاز والانترنت!

عموماً ما يقلقني الآن، ولا يجعلني حتى أنام جيداً، وأكره الحياة، هو أنني أقول ما الذي سأفعله بعد تخرجي؟ ما الذي سيحدث لأخوتي الصغار؟
علماً أنني أنا الأكبر، وأنا أخاف على إخوتي الصغار لأنهم مساكين، وخجولون؛ لذلك أخاف عليهم من الناس السيئين.

ومرات أخرى أقول بيني وبين نفسي سوف أتخرج، وأتوظف بوظيفة كبيرة, وأسدد قسط البيت عن والدي وأساعده وأفرح أمي ووالدتي.

تكون حالتي غير عندما أكون مع زملائي وأقاربي لدرجة أنني أتمنى بأن لا أفارقهم!

دائماً أفكر, إذا أحد ضرب أخي ماذا سأفعل؟ أخاف جداً على إخوتي، علماً بأن الوحدة تسيطر على 80% من وقتي اليومي، أصبحت شخصا كسولا، أنام بشكل دائم، وأيضا لا أشبع من النوم!

أرشدوني الله يجزيكم الخير.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ sbhanh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن رسالتك أعجبتني جدًّا، فهي واضحة ومعبّرة، ولا شك أننا نأسف تمامًا للحادث الذي تعرضت له، هذا الاعتداء من هؤلاء الأشخاص الأشرار هو الذي جعلك تعيش في حالة من القلق والمخاوف الظرفية.

أريدك أن تتعامل مع هذا الحادث على أنه شيء عرضي بالرغم من أنه مؤسف وأنت لا ذنب لك فيه أبدًا، ولا شك أن الأشرار من الناس موجودون، ولكن أيضًا الخيرون متواجدون، وإن شاء الله تعالى هم أكثر.

تناسى هذه الحادثة تمامًا، وعليك بالإقدام ومساعدة الآخرين، وتنظيم وقتك، وأن تفكر إيجابيًا، ولابد أن تتخذ قرارًا حاسمًا حول إضاعة الوقت في التلفاز والإنترنت.

هذه الوسائل والوسائط العلمية الجيدة - أي التلفاز والإنترنت - هي مفيدة، لكن أيضًا مضارها كثيرة جدًّا، والآن أصبح إدمان الإنترنت ومشاهدة التلفاز مرض حقيقي ومشكلة أعاقت الكثير من الشباب وجعلتهم يُدمنون على مشاهدة مادة غير طيبة، فأنا أقول: حتى وإن كنت تشاهد البرامج المفيدة وتتعامل مع الإنترنت بعقلانية وحكمة، هذا أيضًا يجب أن يُقلل منه.

الجلوس للإنترنت أكثر من ساعتين بالنسبة لعمرك أمر غير محمود، والتلفاز أيضًا لا تعطي له مساحة أكثر من ساعة في اليوم.

بقية وقتك يجب أن يخصص لراحتك وممارسة للرياضة والدراسة والمساهمة مع الأسرة في كل ما هو مفيد ويساعد على استقرارها، وأنت حريص حقيقة على والديك، وهذا نوع من البر، فزود نفسك بسلاح العلم والدين، هذا يفيدك ويفيد والديك وإخوتك.

الخوف الذي تعاني منه بالنسبة لإخوانك ومستقبلهم: هذه مخاوف وسواسية، لا تقلق على إخوتك، وجّه النصح لهم، وكن أنت القدوة والنموذج الفعال لهم.

ادرس بجدية، أد صلاتك في وقتها، مارس الرياضة، كن بارًا بوالديك، وهم إن شاء الله تعالى سوف يتخذونك قدوة ونموذجا حسنا، وجه لهم النصائح المطلوبة دون تخويف أو اجعلهم ينقطعون عن الآخرين، لا، اجعلهم يتفاعلون مع الشباب الصالحين الطيبين من أعمارهم، وجّههم نحو الأمور الحياتية والاهتمام بصلاتهم والنوم المبكر، وعدم إضاعة الوقت في الإنترنت، هذه كلها أمور جيدة سوف تساعد إخوتك على التنشئة الصحيحة، وفي ذات الوقت سوف تجعلك أنت أيضًا تكون أقل عزلة، لأنك سوف تتفاعل مع إخوتك، وهذا سوف يدفعك أيضًا للتعرف على أصدقائهم حتى تطمئن عليهم. فأعتقد أن هذا هو المطلوب منك.

وبالنسبة للنوم والكسل: عمرك هو عمر اليقظة، عمر الدافعية، عمر الإيجابية، فلا تضيع وقتك في النوم، أنت شاب يُرجى منك الكثير فلا تضيع وقتك أبدًا، الطاقات النفسية والجسدية وهبها الله تعالى لك فيجب أن تغير من نفسك، وأنا أعتقد أنه لديك القدرة لتقوم بذلك.

نظّم وقتك تنظيمًا واضحًا ودقيقًا، وأعط كل أمر حقه حسب أهميته، ودائمًا في نهاية اليوم يجب أن تكون لك جلسة مع نفسك، تمر بفكرك حول ما أنجزته وما أخفقت فيه، كيف تحسن أداءك في اليوم الذي يليه، وهكذا.

الإنسان لابد أن يكون له هدف، ولابد أن يضع آليات لتوصله لهذه الأهداف، وهذا ممكن جدًّا.

لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي، لأنك في الأصل لست مريضًا. لديك هذا القلق والمخاوف والوساوس البسيطة، وإن شاء الله هي عبارة وسوف تنتهي تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا أرغب في الحياة بسبب مشاكلنا الأسرية. 1288 الأحد 12-07-2020 07:22 صـ
أمر بحالة ضياع وعدم تركيز فما سبب حالتي؟ وهل لها علاج؟ 1391 الاثنين 06-07-2020 04:22 صـ
هل هناك طريقة أفضل وأكثر تأثيرا لتطوير النفس؟ 1178 الاثنين 06-07-2020 04:27 صـ
أريد التوقف عن تقليد الآخرين، أريد أن أكون أنا! 1109 الأحد 28-06-2020 09:28 مـ
بسبب الكورونا فقدت طعم الحياة، فكيف أعود لطبيعتي؟ 672 السبت 27-06-2020 08:59 مـ