أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قطب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نعم ـ أيها الفاضل ـ الحركات الرتيبة والمتواترة ومثالها الاهتزاز - وخاصة إن كان شديداً أو متكرراً - قد يضر الحمل، وإن كان الحمل في مراحله الأولى فقد يسبب الإجهاض - لا قدر الله - إما إن كان في مراحل متقدمة فقد تحدث ولادة باكرة.

وهذا قد تمت ملاحظته في مصانع الخياطة التي كانت تعتمد العاملات فيها على حركة الساقين والقدمين المتواترة في عمل الحياكة, وأجريت دراسة عليهن، ولوحظ ارتفاع نسبة الولادة الباكرة عندهن, وعزي الأمر إلى حركة الاهتزاز الرتيبة في الجزء السفلي من الجسم، والتي أثارت تقلصات الرحم.

إذاً الحركات المتواترة والرتيبة الناتجة عن أي عمل أو جهد, تعتبر عاملاً من العوامل التي ترفع من نسبة حدوث الإجهاض أو الولادة الباكرة, وتنصح الحامل بتفادي هذه الأعمال قدر الإمكان, خاصة في حملها الأول، حيث لا يمكننا التنبؤ كيف ستكون استجابة الرحم لهذه الحركات، وبالطبع فإن الألم البطني أيضاً ومهما كان مصدره، قد يؤثر على الحمل, فالألم الناتج عن الرحم حتماً يؤثر على الحمل، وقد يؤدي إلى الإجهاض أو إلى توسع في عنق الرحم.

وأما الألم الناتج عن عضلات البطن مثلاً، أو عن المعدة أو المثانة أو غيرها، فقد يؤدي إلى ما نسميه ( الألم الانعكاسي ) في الرحم, لأن بعض الأعضاء في البطن تتشارك في مصدر التعصيب, أي تصلها فروع من نفس العصب, فإن حدث ألم في عضو فقد يظهر الألم في عضو آخر بعيد عنه.

ورغم أننا نقول دوماً بأن الحمل هو ليس حالة مرضية، بل هو حالة فيزيولوجية طبيعية, إلا أننا ننصح دوماً بتفادي أي مصدر للألم، خاصة في البطن, وتفادي الحركات أو الجهد الذي قد يثير تقلصات الرحم، مهما كانت بسيطة, فهذه من المبادئ الأساسية لسلامة الحمل.

نسأل الله عز وجل أن يرزقك بما تقر به عينك.