أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من آلام في الجسم مصحوبة بهلع وتوتر، فهل السبب الصمام الميترالي؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبلغ ولله الحمد من العمر 31 عاما، ومشكلتي تكمن في أني عانيت من فترة من آلام شديدة في كافة الجسم، امتدت للقلب والاكتاف والقدم.

أجريت عدة تحاليل ولم يظهر شيء، راجعت أكثر من ثلاثة دكاترة للقلب وعمل لي تخطيطاً للقلب وإيكو، ولم يظهر شيء.

الدكتور الرابع ذكر أنه يوجد لدي ارتخاء مع ارتجاع بسيط في الصمام المترالي، ولكنه شيء لا يذكر، وقال لي: هذا أمر عادي، ولكن المشكلة أني أعاني من ضيق في التنفس من فترة، ولا أستطيع آن آخذ النفس إلا بعمق شديد، مع العلم أن عندي تهيجاً بسيطاً في القولون وجرثومة من سنتين، فالمعدة لم تذهب، ومزاجي دائماً متقلب، ولدي توتر وهلع وخوف وتفكير ما الله به عليم.

حاولت التغلب على ذلك فلم أستطع، مع العلم أني مدخن ولكن خففت كثيرا من التدخين ولا أستعمل أي حبوب، لأني أخاف منها كثيرا، حتى الأسنان لدي فيها بعض الآلام، ولم أستطع خلعها خوفا من البكتيريا، خصوصا بسبب ارتخاء الصمام المترالي، مع العلم بأن ثلاثة من دكاترة القلب قالوا لي: أنه لا يوجد في قلبي شيء، وسليم ولله الحمد، إلا دكتورا رابعا راجعته من فترة وذكر لي وجود ارتخاء وارتجاع في الصمام المترالي.

فبماذا تنصحوني -وفقكم الله-؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأنا من جانبي أيضًا أود أن أؤكد لك أن ارتخاء الصمام الميترالي هو أمر بسيط جدًّا يعاني منه حوالي عشرة بالمائة من الناس، ومعظم الناس لا يعلمون أنهم يعانون من هذه العلة الطبيعية.

الأمر الآخر: أنا أقدر تمامك درجة انشغالك بهذا الأمر؛ لأن الإنسان حين يُذكر له أن لديه علة في قلبه - بالرغم من تأكيد الأطباء له أنها طبيعية – تجد أن الأفكار والاجترارات والمخاوف المرضية تتسلط عليه، وهذا معروف ومثبت، وأنت حين أتاك ضيق التنفس أول شيء تكون ربط ذلك بالقلب، لأن أحد أعراض القلب هي ضيق التنفس، لكن هنالك احتمالات أخرى كثيرة، فالقلق النفسي أيضًا يُشعر الإنسان بشيء من الكتمة في الصدر، والتهابات الرئتين قد تؤدي إلى ذلك، وهنالك أسباب أخرى كثيرة.

فإذن التأثير الإيحائي هو الذي جعلك تكون مشغولاً جدًّا بصحتك الجسدية، وأنا أعتقد أنه معك حق في هذا الموضوع.

حالتك تحل من خلال التواصل ما بين طبيب القلب وبين الطبيب النفسي.

اذهب إلى طبيب القلب، دعه يتكلم إلى زميله الطبيب النفسي، ويوضح له وجهة نظره حول الصمام الميترالي، ومن ثم سوف يقوم الطبيب النفسي بدوره كاملاً، يوجّه لك الإرشاد اللازم، يعطيك العلاج المضاد للقلق والمخاوف التي هي علتك الرئيسية.

أنا حقيقة أرى أن هذه هي الطريقة المثلى التي تحل بها مثل هذه المشاكل التي يعاني منها الناس، ولا أريدك أبدًا أن تقع في التوهم المرضي.

أنت أعطيت مؤشرات كثيرة جدًّا أن حالتك قلقية، فأعراض القولون العصبي، وتقلب المزاج، والتوتر، والخوف والهلع، هذه كلها أعراض نفسية مرتبطة بالقلق النفسي ولا شك في ذلك، لكن هذا الموضوع سوف يُحسم حسمًا تامًا بأن يكون هنالك تواصل ما بين طبيب القلب والطبيب النفسي، ويا حبذا لو قام كلاهما بفحصك في نفس الوقت، ونحن نقوم بمثل هذه الممارسة مع زملائنا في التخصصات الأخرى، وهي من أفضل وأحسن الطرق العلاجية التي تقضي على مخاوف الناس وتمنع إن شاء الله تعالى التوهم المرضي الذي أصبح شائعًا جدًّا.

بجانب ذلك أقول لك: لا بد أن تتوقف عن التدخين، فهذا أمر إيجابي وطيب ويساعدك إن شاء الله في إكمال صحتك.

ممارسة الرياضة الخفيفة سوف تفيدك، وإدارة الزمن بصورة إيجابية وصحيحة أيضًا سوف يكون له عائد إيجابي جدًّا عليك.

إذن نصيحتي الإرشادية لك هي أن يحدث تواصل ما بين طبيب القلب والطبيب النفسي، وسوف يقوم الطبيب النفسي في نهاية الأمر بوصف الأدوية اللازمة لك، ومن جانبي لن أقوم بوصف أي أدوية؛ لأن لديك تخوفاً حقيقياً من الأدوية، وفي نفس الوقت أريدك أن تتأكد تمامًا وتسمع من طبيب القلب وكذلك من الطبيب النفسي حقيقة علتك والتي أراها نفسية مائة بالمائة.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول التخلص من الهلع سلوكيا: 278994.
والعلاج السلوكي للتوتر: ( 261371 - 264992 - 265121).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3862 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2480 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1232 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2201 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ
أرهقتني الوساوس المستمرة في رأسي. 4155 الخميس 23-07-2020 05:25 صـ