أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الاحساس بالموت بعد وفاة من أعجبت به يأثر على حياتي

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم.

توفي منذ أسبوع فنان اعتدت مشاهدته، و تأثرت كثيرا بمماته، ومنذ ذلك اليوم، صرت أشعر أنني سأموت في كل يوم، فأخاف أن أنام فلا أستيقظ، وإن فكرت في شراء شيء أفكر أني سأموت ولا أفكر في مستقبل.

أصبح يتملكني إحساس أني سأموت فتتسارع دقات قلبي، وغرابة أمر أن صديقتي حدث لها نفس أمري في نفس الوقت وتختفي الحالة، خاصة عند الخروج ثم تعود، وأحيانا أقول أنها وساوس لكن أفكر بأنها ربما تكون حقيقة.

وقرأت في الانترنت أن الإنسان يشعر بموته قبل 40يوم فهل هذا صحيح؟
وماذا علي أن أفعل، وهل يوجد الإحساس بالموت، فلقد أصبح هذا الوسواس يؤثر على حالتي النفسية؟
وشكرا أحر التحية لكم ، وعيدكم مبارك.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ درة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فنشكر لك على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى تهنئتك لنا بعيد الفطر المبارك، نسأل الله تعالى أن يعيده علينا وعليك باليمن والخير والبركات.

هذه الحالة التي تعانين منها هي حالة مسببة ومرتبطة بموت هذا الفنان، ومن الواضح أنه قد حدث لك معه نوع من التوحد الوجداني، والتوحد الوجداني ينقل الإنسان إلى وضع عاطفي يتأثر من خلاله بما يقع للشخص الآخر، إن رآه في وضع جيد وفرح يفرح لذلك، وإن رآه في وضع مخالف يحزن لذلك، وما دام هذا الشخص (الفنان) كتب الله له الموت فهذا أمره قد انتهى، وإن كان مسلمًا سلي الله تعالى له المغفرة والرحمة.

أقول لك بأن مشاعرك مما وصفته بالخوف من الموت وأن المنية قد دنت بالنسبة لك، هو شعور عادي في مثل هذه الحالات، لكن يجب أن تحرري نفسك منه من خلال الآتي:

أولاً: قناعاتك يجب أن تكون راسخة - وأعتقد أنها راسخة – أنه لا أحد يشعر بموته، لا أحد يعرف موته ومتى يموت، والموت هو أمر لن يطلع عليه أحد من البشر، وبنص القرآن الكريم {يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً} انتهى الأمر، لا يستطيع أحد أن يجادل، لا أحد يستطيع أن يكابر في هذا الأمر.
من يقولون (فلان حدث له كذا وشعر بموته) هذه أمور لا نستطيع أبدًا أن نؤكدها.

الإنسان الصالح العابد حين يكون في مرض الموت ربما يستشعر ذلك، لذا يدعو الله تعالى أن يحييه إذا كانت الحياة خيرًا له، وأن يتوفاه إذا كان الموت خيرًا له.

فالأمر لا يتعدى ذلك أبدًا، وهذا القول أن (الإنسان يشعر بموته قبل أربعين يومًا) هذا كلام خطأ، ومن الناحية النفسية أنا أعتقد أن مثل هذه الأقاويل الباطلة تسبب إشكالية كبيرة جدًّا، لكن أي فتاة مسلمة مثلك يجب أن لا تأخذ بهذه الخزعبلات، يجب أن ترفضها تمامًا، ولا تلتفتي لذلك، اعرفي أنك في معية الله تعالى، وفي حفظ الله، والأعمار بيد الله، وعليك أن تسألي الله تعالى أن يبارك لك في عمرك وفي عملك وفي عملك، وفي دينك، وأن يحفظك بالإسلام قائمة وقاعدة وراقدة وعلى كل حال، وأن يختم لك بخاتمة السعادة، هذا هو المطلوب، ليس هنالك أبدًا ما يجعلك تتأثري لما حدث، فالفنان يموت، والعالِم يموت، والفاجر يموت، والبار يموت، هذا هو القانون الذي يجب أن نلتزم به ونعرفه ونستوعبه، ولقد مات من هو خير أفضل، مات صلى الله عليه وسلم، وقال الله له: {إنك ميت وإنهم ميتون}، وقال سبحانه: {كل نفس ذائقة الموت}.

إدراك الموت والتأمل في الموت شيء مطلوب في حياتنا، يجب أن لا نعيش تحت هذا التهديد أننا سوف نموت بعد كذا وكذا، لكن يجب أن نصل إلى قناعة ويقين أن الموت آتٍ، وأن لكل أجل كتاب، لذا يجب أن نحضر أنفسنا له، وهذا لا يعني أن نعطل الحياة، أو نكون كالرهبان وننقطع للعبادة، لا، ديننا لم يدعونا لذلك أبدًا، قال لنا اعملوا واجتهدوا وعمروا الأرض وتعلموا، هذا هو ديننا.

فأيتها الفاضلة الكريمة:
حرري نفسك من هذه الوساوس، هذا الكلام لا أساس له أبدًا من الصحة، ويظهر أنك عاطفية ووجدانية وسريعة التأثر، لذا تأثرت بموت هذا الفنان.

أنا أقدر مشاعرك في مثل هذا العمر، لكنني أريدك حقيقة أن تضعي في حياتك نماذج وقدوات أخرى، هنالك نماذج طيبة في حياتنا، اجعلي أستاذتك في المدرسة أو في الجامعة، الدكتورة تكون نموذجًا لك في الحياة، اجعلي العلماء، الداعيات أن يكونوا لك نماذج في الحياة، والديك يكونا نموذجًا لك في الحياة، لا تتخذي فنان أو غيره ليكون نموذجًا لك.

أنا أقدر مشاعرك تمامًا ويجب أن لا تفسري القول أنني متشدد دينيًا أو غير ذلك، أنا مسلم عاديًا جدًّا، ولدي أبناء وبنات مثلك، ونفس هذا الكلام أقوله لهم، أقول لهم:
اخرجوا، استمتعوا، تفسحوا، رفهوا عن أنفسهم بما هو معقول ومباح، وفي نفس الوقت اقرؤوا وتعلموا وصلوا، هذا هو المطلوب، وفي مثل عمرك أعتقد أن الشباب الآن يحتاج للمعرفة، وكل التحركات الشبابية التي نراها في عالمنا العربي والإسلامي وهي تحركات ممتازة جدًّا كلها قائمة على العلم وعلى المعرفة.

هذا الشباب الذي يتحرك ليس شبابًا خانعًا إنما هو شباب لديه فكر لديه علم لديه دين، وهذا هو الذي يجب أن يكون قدوة ونموذجًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، سعدت كثيرًا برسالتك، ومن جانبي أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يحفظك وأن يبارك لك في شبابك وعمرك.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2831 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2757 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1033 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2083 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1542 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ