أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإني أذكر أن لك مراسلات سابقة معنا، ونشكر لك ثقتك في موقعنا هذا.

أرجو أن تقف وقفة حقيقية مع هذه المشاعر المتناقضة لديك، فأنت شخص ناجح بحمد الله تعالى، وفي نفس الوقت تعاني من القلق وعدم اللامبالاة، وتقضي ساعات طويلة على الإنترنت، وأعتقد أن هذا هو السبب الذي أدى إلى كل هذه المتناقضات في حياتك.

أولاً: المطلوب منك هو أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، وأن تنظر إلى ما أنجزته في الحياة، وأن تسعى لتطوير الذات، وهذا مهم جدًّا.

ثانيًا: الجلوس على الإنترنت هو أمر خطير، وخطير جدًّا، وقد اتضح أن إدمان الإنترنت هو حقيقة، فيجب أن تضع نوعًا من الكوابح والضوابط على نفسك في هذا الموضوع، وتتخذ القرار الصارم بأن تخصص وقتاً قليلاً جدًّا للإنترنت، وتدير وقتك بصورة صحيحة، ولا يمكن أن تتخلص من التمادي في التعاطي مع الإنترنت إذا لم تضع بدائل، والبدائل كثيرة جدًّا: أن تقرأ القراءات المفيدة، أن تساعد الآخرين، أن تتواصل مع أرحامك، أن تمارس الرياضة، أن تطور نفسك مهنيًا ووظيفيًا... الخ.

فالبدائل كثيرة جدًّا والفرصة عظيمة، وهذه هي التي تؤدي إلى تنمية وتأكيد الذات، ومن ثم يشعر الإنسان بأنه يثق في نفسه كثيرًا.

ثالثًا: النوم حقيقة لا ينتظم إلا إذا انتظمت الحياة ونمطها، النوم له وقت، الليل جُعل لباسًا والنهار جعل معاشًا، وهنالك منظومة كيميائية بيولوجية كاملة هي التي تتحكم في النوم.

إذن: رتب وقتك، وسوف تجد أن النوم قد أتاك، والفلسفة التي تقول أن الإنسان يجب أن يجعل النوم يبحث عنه لا أن يبحث هو عن النوم، أعتقد أن هذه حقيقة جدًّا، ثبت وقتاً للفراش، تجنب النوم النهاري، كن حريصًا على أذكار النوم، تناول حليباً دافئاً قبل النوم، لا تتناول المثيرات التي تحتوي على الكافيين مثل الشكولاتة أو القهوة أو الشاي أو البيبسي بعد الساعة السادسة مساءً..هذا يساعدك كثيرًا، ويجعلك لست في حاجة للدواء.

مثل عمرك هو أفضل عمر للنوم؛ لأن الغدة الدماغية والتي تعرف بغدة (بانيل) تفرز مادة المليتونين بصورةٍ ممتازة، ومادة المليتونين هي المادة الرئيسية التي ترتب المنظومة الكيميائية التي تؤدي إلى النوم.

أمامك فرصة ممتازة جدًّا لأن تنطلق انطلاقة جديدة، وهذا يعني تغييراً كاملاً في نمط حياتك.

القلق الذي ينتابك لا تعتبره شرًّا كله، فالقلق وسيلة لتحسين الدافعية، ووسيلة للإنتاج، والإنسان متى ما بدأ يطبق برامج يومية فيتحكم في وقته وزمنه وفي ذاته سوف يشعر أن القلق قد انتهى تمامًا، أقصد القلق السلبي.

لا بد أن تخرج، لا بد أن تتواصل، تمتع بشبابك، أد الصلاة في جماعة، مارس الرياضة، لا تغلق على نفسك، لا تضيق الدنيا على نفسك، فهي متسعة ورحبة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وقد سعدتُ جدًّا برسالتك، وأسأل الله لك ولنا، ولجميع المسلمين العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، في هذه الأيام الطيبة الفاضلة.