أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أشكو من كتمة وخفقان مع تفكير في الموت، فأرشدوني؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طبيبي الفاضل: قبل شهر تحديداً عند الساعة الواحدة ليلا وأنا أنتظر أخي شعرت بصعوبة شديدة في التنفس، وخفقان شديد في القلب، وإحساس بدنو الأجل، ذهبت سريعا للمستشفى ودخلت الطوارئ، قام الطبيب بعمل تخطيط للقلب وأعطاني أكسجين, بعدما انتهى الأكسجين وتخطيط القلب الدكتور في الطوارئ أراني تخطيط القلب وقال إني سليم، وليس فيك أي علة،
رجعت إلى البيت وأنا في حالة من التعب لا يعلم فيها إلا الله.

في اليوم التالي ذهبت لدكتور القلب وشرحت له الحالة، فحصني بجهاز (لا أعرف اسم الجهاز)، وكانت النتيجة سليمة.

قمت بعمل اختبار لجهد القلب والنتيجة سليمة ـ ولله الحمد ـ لم أقتنع وقمت بعمل تحاليل للدم والغدة الدرقية وإنزيمات الكبد، والنتيجة سليم ـولله الحمد ـ.

عدت للبيت ولمدة أسبوع كامل وأنا في حالة شديدة من التعب، حتى أصبحت لا أتحدث مع أهلي أو أصدقائي من شدة التعب، وحبست نفسي
في الغرفة في انتظار الموت، أو أن يقضي الله أمره.

وبعد أسبوع لازالت الأعراض كما هي، وتزامن ذلك مع اقترب موعد دراستي في الجامعة.

تحاملت على نفسي وذهبت للمستشفى لعلي أجد علتي، ذهبت لطبيب الأمراض الصدرية وأيضا طبيب الأمراض الباطنية، وقمت بعمل فحوصات وأشعة وأجمع الاثنان على سلامتي، صراحة لم أعرف ماذا أفعل؟ وكل يجمع على أني سليم، حتى بدأ الملل يصيبني فعلا، وتوقعي بإصابتي بسحر أو عين!

الأعراض الموجودة بالتفصيل بعد متابعتها:
- ضيق في التنفس، وخفقان في القلب.
- ضربات قلب سريعة، وخفقان في القلب، والإحساس بالإغماء أو أو اقتراب خروج الروح.
- أصبح تفكيري بالموت بطريقة لا تناسب الإنسان السوي المسلم.
ـ عدم استطاعة بلع الريق أحيانا.
- آلام في باطن الجسم ( في القلب - آلام شديدة ونغزات جهة الصدر من اليسار- أحس بغازات محبوسة في البطن).

جزاكم الله كل خير على ما تقدمونه.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فقصتك هذه هي قصة متكررة نشاهدها كثيرًا الآن في حياتنا العملية، وهي أن بعض الحالات النفسية تظهر في حالات عضوية كاملة، وهذا يضطر الإنسان صاحب العلة للتنقل بين الأطباء والتخصصات المختلفة دون أن يذهب إلى التخصص الصحيح، وهذا ليس -حقيقة- أمرًا يُلام عليه المريض، إنما يلام عليه نحن الأطباء، لأننا في حاجة ماسة لأن نوسع من مداركنا وأن ننظر نظرة شاملة لمن يأتون إلينا طلبًا للمساعدة.

هذا ليس انتقاصًا لأي أحد في أي تخصص، ولكن حين أنظر إلى رحلتك وتنقلك بين أطباء القلب والصدر والباطنية أحس بشيء من الألم لأن حالتك حقيقة لا علاقة لها بمرض القلب ولا علاقة لها بالأمراض الباطنية، هي حالة نفسية بحتة ومعروفة وتسمى بنوبات الهلع أو نوبات الهرع، وتسمى باللغة الإنجليزية (penic attack).

هذه النوبات هي من التشخيصات الجديدة، والتي تم التعرف عليها خلال العشرين سنة الماضية، ونوبة الهرع التي أتتك هي نوبة مثالية جدًّا حسب ما ورد في وصفك:

شعور بضيق شديد في التنفس، وسرعة ضربات القلب، وشعور بحضور الموت. هذا هو الوصف المثالي جدًّا لنوبات الهرع، وعادة يكون أول من يُطرق بابه هو طبيب القلب، وتبدأ الرحلة كما أوضحتها ووصفتها لنا بشكل جميل.

أخي الكريم: أولاً هذه الفحوصات التي أجريتها وإن كانت لم يكن لها داعٍ أو لزوم أو حاجة من الوهلة الأولى، لكن أقول إن شاء الله فيها خير لك، لأنك قد اطمأننت تمامًا أن حالتك ليست حالة عضوية، وكل الأطباء أكدوا لك أنها حالة غير عضوية، ولكن هنالك من يقول لك أنها حالة نفسية، وأنا هنا أؤكد لك أنها حالة نفسية فكما ذكرت لك هي نوبة هرع وهلع، وهو نوع من القلق النفسي المفاجئ الشديد الذي قد يستمر دقائق أو ساعات أو أيام في بعض الأحيان، وبعد ذلك بعد أن تُجهض النوبة وتختفي ربما تعاود الإنسان مرة أخرى ولكن بصورة أقل، أو ربما يحدث للإنسان أيضًا شعور بالقلق الوسواسي الدائم، وهذا القلق التوقعي مزعج جدًّا والإنسان دائمًا يكون في انتظار متى سوف تأتي هذه النوبة.

أخي الكريم: الذي أود أن أؤكده لك:
أولاً: أن الحالة حالة بسيطة وإن كانت مزعجة وعلاجها متوفر، وهنالك علاج دوائي فعال ممتاز، وأفضل دواء هو عقار سبرالكس، والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام) فيا أخي الكريم: أرجو أن تبدأ في تناوله، ابدأ بعشرة مليجرام، تناولها يوميًا بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك ارفعها إلى عشرين مليجرامًا في اليوم، استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميًا - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تناول هذه الجرعة الصغيرة لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب السبرالكس - وهو الدواء الرئيسي كما ذكرت لك - يوجد دواء مساعد بسيط يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا أخي الكريم هو العلاج الدوائي الفعال والممتاز والسليم وغير الإدماني، وأنت مطالب بالالتزام التام بالجرعة الدوائية وللمدة المحددة وذلك حتى تجني ثماره كاملاً بإذن الله تعالى.

ثانيا: العلاجات الأخرى تتمثل في ممارسة وتطبيق تمارين الاسترخاء، وهذه أرجو أن تتدرب عليها وذلك من خلال أن تذهب إلى أخصائي نفسي أو أن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

ثالثًا: عليك بممارسة الرياضة.

رابعًا: عليك بالتفكير الإيجابي وتجاهل هذه النوبات تمامًا.

خامسًا: أرجو أن لا تكثر من التردد على الأطباء.

سادسًا: أرجو أن تدير وقتك بصورة صحيحة، وأن تجتهد في دراستك، وأن لا تترك للفراغ أي مجال.

هذا هو كل الذي أريد أن أقوله، وسأل الله تعالى أن نكون قد أصبنا، وأن ينفعك بما ذكرناه لك، وأؤكد لك أن حالتك هي نوبة هرع ولا علاقة لها بأمراض القلب.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول علاج الخوف من الموت سلوكيا (261797 - 272262 - 263284 - 278081).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
الأعراض التي تعاني منها زوجتي نفسية أم جسدية؟ 1152 الأحد 09-08-2020 05:24 صـ
أعاني من ضيق التنفس وحالتي تشتد بالليل.. هل حالتي نفسية؟ 1708 الأحد 09-08-2020 04:31 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3862 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
أصبت بحالة هلع وخوف من الموت بعد معاينتي لوفاة قريبتي 2671 الخميس 23-07-2020 05:22 صـ
أعاني من قلق وضيق تنفس خفيف، ما نصيحتكم؟ 2553 الأربعاء 22-07-2020 05:53 صـ