أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : طبيعتي قلقة وأحمل الأمور أكثر مما تحتمل، فما المخرج؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور الفاضل: لقد تصفحت وقرأت إجاباتك الكثيرة والشافية -بفضل الله- لكثير من الاستشارات.

أنا من تسعة أشهر تقريبا من بعد ولادة ابني الأخير صرت عصبية المزاج جدا ومتوترة دائما، حتى أصرخ بابني الأكبر الكثير الحركة جدا.

ذهبت لطبيبة نسائية وشرحت حالتي، حينها طفلي كان عمره أربعة أشهر وأعطتني سلبيريد (دامتيل 50) مساء مرة واحدة، باعتبار أن حالتي كآبة خفيفة بعد الولادة، وطبعا كان نومي ممتازاً ولا أعاني صعوبة منه، إلى أن ذهبنا عمرة وعمر ابني تسعة شهور، تعبت جدا هناك، وجسمي انهار من السفر وتعب العمرة، وبعودتنا بقيت أحس أن جسمي ليس بقوته رغم تناولي للفيتامينات التي تخص الرضاعة.

وزادت حالتي وتطورت وأصبحت أنهض من منتصف نومي على رعشة جسمي وخفقة قلبي, ومرة ذهبت للطوارئ لأني كدت أختنق، وصفت حالتي فرط أكسجة، وحينها أعطوني إبرة بالوريد ديازيبام، وهذه الحالة الثانية التي تنتابني من قبل ستة سنوات كانت قد أصابتني، وأيضا فجأة وبدون أي إنذار أو أني كنت منزعجة حتى كنت بنتا وغير متزوجة.

الدكتور الكريم : سأختصر لك المشكلة ، فأنا مخلوقة مع القلق، طبيعتي قلقلة، وأحمل الأمور كثيرا، وعصبية المزاج ومتوترة، ناهيك يا دكتور عن وراثة العصبية من أهل أمي ووراثة الأمراض النفسية الكثيرة عند أهل أبي.

الحمد لله أنني مؤمنة بالله تعالى، ولن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، أحاول كثيرا أن أتخلص من عاداتي السيئة ومزاجي النزق، إلى أن ساءت حالتي في رمضان، من دوخة ورجفة وخفقان وكتمة صدر وطنين أذنين.

وكان الله في عوني تلك الأيام، وصف لي بعد لفي حول دكاترة كثر إنديرال وسلبيريد مرة ثانية، لكن 3 مرات باليوم لشهرين، ارتحت كثيرا وعدت كما كنت، لكن قطعتني الدورة أثناء العلاج، فتوقفت علن سلبيريد ولا زلت للآن أتناول انديرال.

أطلت وآسفة جدا، لكني صعقت لما قرأت أن العلاج هو مضاد للاكتئاب، فأنا لست مكتئبة ليزول قلقي، ولو تناولت الأدوية كما تفضلت سيعاد النكس مرة ثانية، لأن القلق والتوتر والمزاج النزق مجبول بي.

فكيف أبتعد عن الأدوية وأتخلص من أعراض كتمة الصدر والرجفة، حيث أنني أستفيد كثيرا على تمارين الاسترخاء؟

دكتور: أنا امرأة حيوية نشيطة، أحب الحركة، لست بمكتئبة، فلم العلاج بهذه الأدوية؟ وهل أعود وأتناول سلبيريد وإن قطعتني الدورة فأنا لا أريد الإنجاب حاليا؟ وهل يؤثر ذلك لشهرين فقط أو ثلاثة، يعني أضرب عصفورين بحجر واحد فأضمن عدم الإنجاب وراحتي عليه؟ وهل الصيام يزيد من نوبات القلق؛ لأني لا بد أول ما أصحو من نومي من أكل أي شيئء ليهدئ جسمي؟

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فكما تفضلت فأنت لديك بعض سمات القلق، وهي جزء من المكون الشخصي لشخصيتك، ولا أريدك أن تنظري لهذا الوضع بشيء من التشاؤم، هذا وضع طبيعي جدًّا، فالناس تختلف في سمات شخصياتهم، فهناك من يأتيه القلق، وهناك من تتسم شخصيته بالوسوسة، والبعض تكون شخصيته اجتماعية، والبعض تكون شخصيتهم باردة أو شكوكية، وهكذا.

إذن هذه سمات متفاوتة بين الناس وموجودة، والقلق بصفة عامة يعتبر طاقة مطلوبة، فالإنسان لا تتحسن دافعيته إلا إذا وجدت درجة ما من القلق، لكن القلق إذا ازداد لا شك أنه معطل بعض الشيء.

أريدك أن تنظري إلى قلقك الغريزي أو الفطري بصورة إيجابية، لا تنظري إليه نظرة سلبية، ومن أفضل الوسائل هي أن تحركي طاقاتك وتستنزفيها بصورة إيجايبة، وهذا يكون من خلال إدارة الوقت بشكل جيد، يجب أن تكون لديك أنشطة متعددة في خلال اليوم، وفي نهاية اليوم تقومي بجرد ما قمت به من أفعال وأعمال، وسوف تجدي أن إنجازاتك كانت طيبة، وهذا يعطيك شعور بالرضى، وتكوني قد استنزفت قلقك في شيء مفيد.

ثانيًا: استمري في تمارين الاسترخاء فهي وسيلة ممتازة لكبح جماح القلق أيًّا كان نوعه.

ثالثًا: ممارسة التمارين الرياضية التي تناسب المرأة المسلمة، ففيها خير كبير جدًّا للإنسان.

رابعًا: دائمًا خاطبي نفسك لماذا أقلق؟ لماذا لا أكون في وضع استرخائي؟ وتذكري إيجابياتك، هذا يساعد في الخلاص من القلق.

خامسًا: تفجير الطاقات من خلال ممارسة الأنشطة الاجتماعية والخيرية، هذه أيضًا وجدت أنها تساعد أصحاب القلق كثيرًا؛ لأن القلق يكون قد وُجه في منافذ جيدة وحسنة وإيجابية، وهذا يُضيف للراحة النفسية إشعار الإنسان بالرضى.

هذه أختي الكريمة هي الأسس الرئيسية للعلاج غير الدوائي.

العلاج الدوائي أيضًا مطلوب، وأريد أن أوضح لك أمراً مهماً جدًّا، وهو أن النوبة الشديدة التي أتتك هي نوبة من نوبات الهرع، وهذا نوع من القلق الخاص جدًّا، وينتج عنه شيء من الوسوسة والتوقع القلقي، ولا بد أن نعطي أدوية معينة لإجهاض هذه الحالة.

كما تفضلت معظم الأدوية التي تستعمل لعلاج القلق هي الأدوية المضادة للاكتئاب، وذلك للسبب الآتي: أن الاكتئاب والقلق والمخاوف والوساوس كلها ذات منشأ واحد فيما يخص كيمياء الدماغ، فهي متداخلة ومتقاربة جدًّا، وبما أن هذه الأدوية تعمل على الموصلات العصبية فمن هنا يكون تأثيرها إيجابيًا في علاج القلق حتى وإن كانت مضادة للاكتئاب.

الآن هنالك توجه كبير جدًّا لأن يغير اسم الأدوية المضادة للاكتئاب، لكن لم يتم الاتفاق بين العلماء في هذا السياق، لأن هذه الأدوية ليست مضادة للاكتئاب فقط، إنما هي مضادة لأشياء كثيرة أخرى، وميزة هذه الأدوية أنها تعالج القلق ولا تسبب الإدمان، أما مضادات القلق القديمة مثل الديازبان والأتيفان وخلافه فهي أدوية قد تؤدي إلى التعود.

إذن: استعمال الأدوية المضادة للاكتئاب والمضادة للقلق في نفس الوقت والمضادة للمخاوف وكذلك الوسواس هو الأفضل في علاج مثل هذه الحالات، ويعتبر عقار (سبرالكس) هو الأضمن وهو الأفضل. أنا لا أفضل السلبرايد بالنسبة للنساء؛ لأنه يؤدي إلى ارتفاع كبير في هرمون الحليب، وهذا قد يترتب عليه صعوبات هرمونية كثيرة، خاصة فيما يتعلق بالدورة الشهرية.

عقار سبرالكس جرعته هي أن تبدئي بخمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تناوليها بعد الأكل يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم ارفعيها إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسة مليجرام لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بعض الناس يفضلون الأدوية العشبية، والدواء المطروح الآن في الساحة، وقد يُفيد في مثل هذه الحالات هو الدواء الذي يعرف باسم (عصبة القلب) أو (عشبة القديس يوحنا) وجرعته هي خمسمائة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة أربعة أشهر، ثم خمسمائة مليجرام صباحًا لمدة شهرين، ثم يمكن التوقف عن تناوله.

هذه أختي الكريمة بالنسبة للعلاج الدوائي.

الصيام لا يزيد من القلق أبدًا، بل على العكس تمامًا، الصيام يُشعر الإنسان بالرضى، يُشعره بالسعادة، بالأمان، بمشاركته للآخرين، ويقلل من القلق، فلا تنزعجي أبدًا لهذا الأمر.

إذن أختي الكريمة: أرجو أن تأخذي بالإرشادات السلوكية التي ذكرناها، وأنا أفضل أن تتناولي الدواء أيضًا، لكن بالطبع الأمر متروك لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

==============
للفائدة : يمكنك مراجعة التالي عن علاج العصبية والغضب سلوكيا:
(276143 - 268830 - 226699 - 268701)
والعلاج السلوكي للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 )

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3865 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2485 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2203 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ
أرهقتني الوساوس المستمرة في رأسي. 4158 الخميس 23-07-2020 05:25 صـ
أعاني من أعراض جسدية بالرغم من سلامة التحاليل، فهل أنا مصاب بمس؟ 2370 الأربعاء 22-07-2020 05:17 صـ