أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : حالتي الصحية والنفسية في تدهور... فماذا أفعل؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لم أتردد في طرحي لاستشارتي الثانية لأني أثق في الله ثم فيكم أن تفيدوني وتساعدوني, ولكم جزيل الشكر والعرفان.

حقيقةَ أشعر أن لدي مواهب وقدرات لكني لا أعرف كيف أنميها! فأنا لا أمتلك موهبة معينة، لكن لاحظت مراراً وتكراراً عند مذكراتي فإني أفهم المسائل بسرعة وأستطيع حلها، بل وأشرحها لبعض صديقاتي.

عندما يكون لدينا امتحان تهب صديقاتي قائلات إنه صعب! يا لها من أسئلة, وهذه التي تبكي, وتلك التي تطلب من المعلمة إعادة الامتحان، لكني أرى أنه كان سهلا للغاية, ولم أنقص فيه سوى درجة أو نصف درجة حتى أفهم اللغة الإنجليزية لكني لست بارعة فيها، ولا أستطيع الرد على الشخص الذي يتكلم معي لكني أفهم ما يقول.

فكرت بأن أدخل معهد لغة في إجازة الصيف، لكن صديقاتي يحاولن إقناعي بأن أدرس اللغة الإنجليزية سنة كاملة ( توفل).

لكني أشعر بأنني سأضيع سنة من عمري هباء, فرفضت وصممت على رأيي، علماً بأن الدراسة الجامعية تعتمد على اللغة الإنجليزية في كل موادها، أشعر أني ضائعة, تائهة، لا أعلم ماذا أريد وماذا سأفعل؟

قرب دخول الجامعة يزيدني قلقاً وخوفاً، مصابة بقولون عصبي, وضغطي عالي، أفيدوني ماذا أفعل؟ قلقي وتوتري ومرضي ليس طبيعيا، كنت أتناول منذ فترة بعد استشارة الطبيب أدوية مهدئة لتعتدل نبضات قلبي وتوتري الشديد! نفسيتي مدمرة وتعبانة جداً، فأنا ( أخلق من الحبة قبة )، وسهلة الاستفزاز، حزينة على صحتي وعلى نفسي، وخائفة من المستقبل بما فيه، أحاول جاهدة أن أكون معتدلة وهادئة وباردة الأعصاب، لكني لم أستطع، نومي في حالة يرثى لها, فهو غير منتظم أبداًوآخذ أدوية لكي أنام.

أنام وأحلم بأني سأرسب في امتحان قبول الجامعة, وهو الذي ستظهر نتائجه غداً.
صرت أخاف أن أنام, كوابيس وفزع وغيره تلاحقني.

الجامعة أشعر أنها رعب كبير, لن أكون قادرة عليها رغم أنني سريعة الحفظ والفهم ولي ذاكرة قوية، فماذا أفعل؟
أرجو مساعدتي ولكم جزيل الشكر.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Reem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن اهتزاز ثقة الإنسان بنفسه مع وجود المقدرات هو نوع من عدم تقدير الذات، فالإنسان لابد أن يقدر إمكانياته ويحللها ويتفهمها، ويقتنع بها دون تضخيم أو تحقير لهذه المقدرات.

أنت لديك مواهب ومقدرات كما ذكرت وسريعة الفهم بفضل الله تعالى، لكن الأمور مختلطة عليك بعض الشيء، وهذا ناتج من حالة القلق النفسي الذي تعانين منه، والقلق النفسي هو الذي أدى إلى الإصابة بأعراض القولون العصبي، والقلق والتوتر الغير طبيعي، وهذا كله يجعل الإنسان يضعف تركيزه ويقل دافعيته ومثابرته، وكذلك يكون في حالة من الاستعجال وعدم التركيز.

القلق ليس كله طاقة سيئة، وهو من الطاقات الإيجابية والجيدة، بل المرغوبة؛ لأن القلق يحرك الطاقات الإيجابية في الإنسان، حتى يستطيع أن ينجز وأن يكون دائمًا في المقدمة إن شاء الله تعالى، لكن هذا القلق قد تزداد درجته وهنا يصبح قلقًا سلبيًا مثل الذي حدث لك.
أنصحك بالآتي:

أولاً: يجب أن تثقي في مقدراتك، وأحب أن أضيف أنه لديك مقدرات أخرى مخزونة يمكنك أن تستفيدي منها وتنطلقي وذلك باقتناعك بأنه فعلاً لديك القدرة على الإنجاز. الإنسان من الضروري جدًّا أن تكون لديه إرادة التحسن وإرادة الإنجاز.

ثانيًا: تنظيم الزمن وترتيبه وإعطاء كل مهمة حقها يساعد الإنسان لأن يتحسن تركيزه وأن تزداد المدارك وتتحسن ويحدث استقرار نفسي إن شاء الله تعالى، فكوني حريصة على تنظيم وقتك، ولابد لهذا الوقت أن يشمل الراحة، الترفيه عن النفس، الدراسة، التواصل مع الأهل، العبادة، وهكذا. هذه كلها أمور ضرورية مترابطة مع بعضها البعض، ومتى ما قام الإنسان بالترتيب الصحيح في الاستفادة من هذا الوقت سوف ينجح إن شاء الله تعالى، فأرجو أن تسعي نحو ذلك.

ثالثًا: بالنسبة لقرارك حول اللغة الإنجليزية أعتقد أنه قرارًا صحيحًا، فاللغة الإنجليزية تحتاج للمتابعة والاستمرارية، حتى يتم إتقانها، والانضمام لقرصات اللغة الطويلة هي الأفضل، وليست القرصات المكثفة والسريعة، إذا كان هنالك حصة واحدة في الأسبوع أو حصتين لمدة أطول أفضل من القرصات المكثفة وقصيرة المدة.

وأهم شيء في تعلم اللغة هو إجادة النطق والكتابة، الكتابة مهمة جدًّا لأن يكون الإنسان مجيدًا للغة.

أنت في حاجة لدواء بسيط من الأدوية التي تزيل القلق وتحسن المزاج، ولابد أن أراعي سنك وأصف لك الدواء المناسب، وفي مثل حالتك يعتبر الفافرين (فلوفكسمين) بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً هو الدواء الأفضل، يتم تناول هذه الجرعة بعد الأكل، وتستمري عليها لمدة شهر، بعد ذلك ترفع إلى مائة مليجرام ليلاً، واستمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا الدواء سوف يكون من الأدوية الجيدة الأدوية الممتازة، وسوف يساعدك كثيرًا.
أنا ذكرت لك التمارين الرياضية فأرجو أن تكوني حريصة عليها، فهي ذات فائدة كبيرة جدًّا وعليك بتلاوة القرآن الكريم، فهذا يحسن التركيز كثيرًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3862 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2480 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2201 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ
أرهقتني الوساوس المستمرة في رأسي. 4156 الخميس 23-07-2020 05:25 صـ
أعاني من أعراض جسدية بالرغم من سلامة التحاليل، فهل أنا مصاب بمس؟ 2369 الأربعاء 22-07-2020 05:17 صـ