أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : التعامل الأمثل مع الطالبات .. والتخلص من العصبية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتوجّه لحضراتكم بالشكر الجزيل على ما تقدمونه لنا من نصائح وتوجيهات.

أنا معلمة واجهتني مشكلة تتلخص في أن طالبة استفزتني وقامت بضرب الكتاب على الطاولة بطريقة غير مؤدبة، فقمت بطردها -أعلم أن هذا أسلوب غير تربوي ولكن هذا ما حصل- وفوجئت في اليوم التالي بإحضار والدها، وتقديم شكوى بأنني لا أقوم بالشرح كما ينبغي، فاستدعتني المديرة -رغم أنها تعلم كيف أشرح- ووبختني.

وقد شعرت بالحزن الشديد بسبب هذا الظلم الذي وقع عليّ، ويعلم الله أنني أقوم بواجبي على أكمل وجه وقدر المستطاع، بينما غيري حسابه على الله، ويجد التقدير والاحترام، كما أنني أفقد أعصابي بسرعة، فأعطوني طريقة للتعامل والتخلص من عصبيتي والدفع بالطالبات للدراسة.

وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنشودة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك لن تتضرري من كلام الناس وتصرفاتهم إذا كنت مخلصة مع رب الناس، وسوف يأتي اليوم الذي تعرف فيه المديرة والناس ما وهبك الله من قدرات ومهارات، ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يرفعك عنده درجات، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان همهم النصح للمسلمين والمسلمات.

وأرجو أن تتذكري أن تصرفات الطلاب والطالبات لها خلفيات فكرية أو دوافع نفسية، وعلاقتها وثيقة بالمراحل العمرية، ورغم أننا لم نعرف سن الطالبات إلا أننا ننبه إلى ملاحظة الفئات العمرية عند التعامل مع الأخطاء والتصرفات، ولا يخفى عليك أن بعض التصرفات قد تكون ردة أفعال، والطفل يخطئ لأنه طفل، ويخطئ لأنه يبحث عن المكانة ولفت النظر، ويخطئ لأنه يشعر بالظلم، وقد يخطئ وهدفه الانتقام، إلى غير ذلك.

وإذا نظرنا إلى دوافع الخطأ وتفهمناها فمن واجبنا بعد ذلك البحث في الأسلوب المناسب مع كل طالبة، علماً بأن علاج الخطأ يمر بمرحلة التغافل ثم التعليم ثم التنبيه، فمرحلة التهديد والتعنيف، وصولاً إلى مرحلة إحضار العصا، والنجاح في عدم المسارعة في استخدامها؛ لأن رسولنا صلى الله عليه وسلم ما ضرب بيده امرأة ولا طفلاً ولا خادماً، ورغم أهمية العقوبة المادية إلا أن استخدامها ينبغي أن يكون في إطار ضيق، فآخر الدواء الكي.

والمربي الناجح يربي بالنظرة، وبالنبرة، ويربي بالحب، ويكثر من التوجيه غير المباشر كما هو هدي نبينا صلى الله عليه وسلم: (ما بال أقوام يفعلون كذا)، ويتجنب اللوم والعتاب؛ لأنه يوصله إلى الإحباط والشعور بالفشل.
كما أرجو أن تهتمي بالتواصل مع الطالبات، ومعرفة ظروفهن والخلفيات، وإظهار الاهتمام بهن والعدل بينهن، وتعوذي بالله من شر الغضب والعصبية؛ لأن الغضب سلاح الشيطان، ووصية النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب).

ولا شك أن طرد الطالبة المسيئة من الوسائل المقبولة، ولكن لابد فيها من مراعاة السن، والخلفية الاجتماعية، والأعراف الموجودة، وأهم من ذلك أثرها وجدواها، فقد تطرد الطالبة فتخسر دعم أسرتها للقيم التربوية، وقد تطرد طالبة فتحقق لها ما كانت تريده؛ ولذلك قد تقوم أخرى برمي الكتاب بنفس الطريقة من أجل أن تقومي بطردها، وكان من الممكن أن تقولي: يا فلانة! أريد أن أراك بعد انتهاء الدرس، فإذا جاءتك تثنين على إيجابياتها، وتقولين لها: ما رأيك في التصرف الذي حصل منك؟ وهل يمكن أن تفعلي مثل هذا مع والدتك أو والدك؟ وو ... فإنّ إقرار الطالب بخطئه واعتذاره منه يعتبر أفضل علاج، خاصة إذا كان ذلك بعيداً عن زميلاتها.

ورغم أننا نتفهم مشاعرك، ونرفض أسلوب المديرة، خاصة إذا كان أمام الزميلات، إلا أننا ندعوك إلى التماس العذر لها، فقد يصعب عليها التعامل مع بعض الأهالي إلا بتحمل المسئولية في كل الأحوال للحفاظ على مصالح كبرى، وأرجو أن تجدي من الزميلات من توصل مشاعرك إلى المديرة، وتذكري أن المديرة أكبر سنّاً، نسأل الله لك التوفيق والإعانة والسداد.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف يتم استخدام دواء الرهاب والاكتئاب.. وكيف يتم إيقافة؟ 3529 الاثنين 27-07-2020 04:17 صـ
أمراض نفسية كثيرة أريد علاجا لها، ساعدوني. 573 الأحد 12-07-2020 07:25 صـ
كيف أستطيع إدارة وقتي والنجاح في دراستي؟ 996 الثلاثاء 16-06-2020 02:27 صـ
ما هي الأشياء التي تساعد الطالب على التخلص من ضغوط الامتحانات؟ 896 الأربعاء 03-06-2020 04:15 صـ
بعد تحسن حالتي النفسية هل أستمر على نفس الأدوية؟ 2514 الأحد 26-04-2020 04:51 صـ