أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كثرة السرحان والأفكار الوسواسية الناتجة عن القلق المستمر وكيفية علاج ذلك

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله.
أولاً: أشكر موقع إسلام ويب على الخدمة الجليلة.

سؤالي يتمثل في بعض الأعراض التي أحس بها، وهي أني لا أتفاعل مع الأشخاص أو أعمالي مائة بالمائة، أي أحس كأني لست أنا الذي يعمل ذلك، أحس وكأني في خيال.. هذا أولاً.

ثانياً: لا أستطيع التركيز وقراءة الكتب والعمل في الحاسوب لمدةٍ طويلة؛ حيث حين أنتهي أحس بدوران ودوخة.

ثالثاً: أحس بمللٍ من كل شيء، وكثير التفكير، خاصةً في أمور لا معنى لها، وأحلل أشياء أستغرب لنفسي لِمَ أقوم بذلك! فمنذ مدة وأنا أوسوس حول حالتي الصحية بعض الشيء، وكلما أحس بشيء غريب أظنه ربما يكون مرضاً، خاصةً إذا علمت أن شخصاً قد مات بسبب ذلك، وأقيس من حين لآخر ضربات قلبي، وأحس بنوع من فقدان الوعي أو التركيز حين أركب السيارة، خاصةً أثناء السفر بالحافلة، حيث أحس وكأني سأدوخ بسبب الدوار، وهذا ما سبب لي عقدة، وأخاف من القيادة، وأصبحت سريع الغضب كذلك، علماً أن هذه المشاكل قد بدأت عندي منذ سنتين تقريباً حين أكملت دراستي الجامعية وناقشت رسالة التخرج، فمنذ ذلك اليوم وأنا شديد التفكير والتخيل لمستقبلي وعملي.

تعالجت بالرقية والحمد لله تحسنت حالتي، ثم رجعت لي هذه الأيام، علماً أني مواظب على صلاتي، وأحياناً أقوم بتمارين رياضية، وأحاول نسيان ذلك، لكن في بعض الأحيان تغلبني.

شكراً لكم على الإجابة مسبقاً.

والسلام عليكم.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن حالتك بسيطةٌ جداً، وهذه الأعراض التي ذكرتها تمثل حالة نفسية بسيطة تُسمى بالقلق الوسواسي، فكل الأعراض التي وردت في رسالتك من شعور بالدوخة، واسترسال في التفكير، ووسوسة حول حالتك الصحية، وفيما يخص كذلك ركوب السيارات والسفر بالحافلة، هذه كلها أعراض قلق وسواسي بسيط، ويعرف أن القلق قد يؤدي إلى انفعالات، أو يكون ناتجاً من انفعالات سلبية مثل الغضب مثلاً، وأنت أيضاً ذكرت أنك سريع الانفعال وسريع الغضب.

أخي الكريم: الحالة -إن شاء الله- ليست من الحالات الصعبة، وليست من الحالات المستعصية، ومن الجميل أنك لجأت إلى الرقية الشرعية، وأنك محافظ ومواظب على الصلاة، وهذا لا شك أنه سوف يمثل دعامة علاجية كبيرة لحالتك، وكذلك التمارين الرياضية أرجو أن تواظب عليها؛ لأن التمارين الرياضية تصحح الكثير من الطاقات السلبية الموجودة في النفوس والأجسام.

أنصحك أيضاً أخي الكريم بأن تعبّر عما بداخلك دائماً، وحاول أن تتجنب الكتمان، فالكتمان يؤدي إلى احتقانات نفسية داخلية سلبية كثيرة نشأ عنها القلق والتوتر، وكذلك الغضب، وبالنسبة للغضب فيجب أن تتعامل معه كما ورد في السنة المطهرة، ومع استشعار بدايات الغضب يجب أن تراجع نفسك، ويجب أن تستغفر، وتغير مكانك ووضعك، وتتوضأ، وتصلي ركعتين.. هذا علاج نافع جداً، وقد جربه الكثير من الناس واستشعروا فائدته حسب ما ذكروا لنا.

أخي الكريم: لابد أيضاً من أن تقلل من جلوسك على الحاسوب، ويُعرف أن الحاسوب حين يجلس عليه الإنسان لفتراتٍ طويلة يحدث للإنسان تركيز مع ذاته، ولكن بعد ذلك قد يجد صعوبة في التركيز ويُصاب بالكثير من تشتت الأفكار، والتركيز الشديد في الحاسوب أيضاً قد يؤثر على الحواس خاصة النظر والأذن الداخلية، مما قد يؤدي إلى الشعور بالدوخة والدوران، كما أن إدمان الإنترنت أصبح الآن مشكلة كبيرة، فأرجو أن تتعامل مع هذا الحاسوب بشيء من الاعتدال.

بقي أن أصف لك أحد الأدوية الفعالة والممتازة التي تُعالج القلق والوساوس والمخاوف، وإن شاء الله تعالى هذا الدواء سوف يحسن كثيراً من مزاجك، يعرف هذا الدواء باسم زيروكسات Seroxat وأيضاً اسمه باكسيل Paxil واسمه العلمي هو باروكستينParoxetine، ويسمى في الجزائر باسم ديروكسات، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة -أي عشرة مليجرام- تناولها بعد الأكل، ويفضل تناولها ليلاً، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة، وهذه جرعة علاجية جيدة جداً في حالتك، استمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

إن شاء الله تعالى بتطبيقك للإرشاد السابق، وتناول هذا الدواء، سوف تحس أن درجة القلق قد انتهت تماماً، وأصبحت -إن شاء الله- أكثر استرخاءً، كما أن الأفكار الوسواسية وكثرة السرحان وتشتت الأفكار سوف تختفي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً .
=================

للفائدة : يمكنك أيضاً مراجعة هذه الاستشارات حول حالتك:
273281 - 253691 - 269396


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3864 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2481 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2201 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ
أرهقتني الوساوس المستمرة في رأسي. 4157 الخميس 23-07-2020 05:25 صـ
أعاني من أعراض جسدية بالرغم من سلامة التحاليل، فهل أنا مصاب بمس؟ 2370 الأربعاء 22-07-2020 05:17 صـ