أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : القلق النفسي الشديد المصحوب بالخوف من الموت وتأثيره على العلاقات الاجتماعية للمصاب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا شاب عمري 20 سنة، أدرس في الجامعة، أعاني من الخوف الشديد من الموت لدرجة أني أحس أن ملك الموت سيأتيني في أي لحظة ليأخذ روحي، دائماً أفكر في الموت عندما يأتي الليل، وعند النوم تسوء حالتي أكثر، لدرجة أني أفزع من النوم، وأقوم أركض في البيت لأتوضأ وأصلي، أحس أن ريقي نشف، ولا أرى بوضوح، أخاف من الناس، أحسهم يكرهونني، وعندما أجلس مع أصحابي أحسهم يريدون أن يقولوا لي أنك ثقيل دم، أفهم الناس خطأ فأبتعد عنهم، أخاف أن أكلم الفتيات، أحس أنهم يريدون القول: انظر إلى شكلك، يريدون الاستهزاء بي، ذهبت إلى طبيب نفسي فأعطاني الأدوية التالية:

افكسور، وزيلاكس، وسوليان، وريزيدون، وبريكسال، وامكس، وكمادرين، ولم أحس بأي تحسن، فهل أتوهم أم أنني سأموت فعلاً؟ وهل الناس فعلاً يريدون الاستهزاء بي أم أنني أتوهم؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ما أوردته في رسالتك من أوصاف ومشاعر وتجارب نفسية مررت بها، تدل أنك تعاني من قلق المخاوف، فحالة الخوف والذعر الشديد التي أتتك وأعطتك الشعور بأن الموت قد دنا منك، هذه نسميها بنوبة الهرع أو الهلع، وهو نوع من القلق النفسي الشديد، وهو مزعج ولكنه غير خطير.

وبذلك بدأ يتولد لديك الخوف في المواقف الاجتماعية، خاصة من الناس، والخوف الاجتماعي كثيراً ما يكون مصاحباً لنوبات الهلع التي تحدثنا عنها، وتأتي تحت أمراض القلق العام.

إذن من الناحية التشخيصية هنالك تداخل كبير بين الحالتين، ونعتبرها في هذا السياق حالة واحدة، شعورك بأن الناس تكرهك وأنك غير مقبول لديهم، وخوفك من أن تكون مصدراً للاستهزاء والسخرية، هذا في أغلب الظن أنه مرتبط أيضاً بحالة القلق العام التي أفقدتك الثقة في نفسك.

والاحتمال الآخر وهو احتمال ضعيف أن هذه الأفكار الظنانية الخاطئة هي دليل - لا أقول على اضطراب عقلي ذهاني- ولكن أصبحتَ في منطقة وسطى ما بين المرض النفسي العصابي والمرض الذهاني، وهذه أيضاً حالة معروفة لدينا.

أنا أرى أن العلاج الدوائي سيكون الأساس في علاجك، وأنت الآن متواصل مع طبيب، وألاحظ أنك أعطيت عدة أدوية، لا أعرف إن كانت أعطيت لك في نفس الوقت، أم أن الأطباء كانوا يقومون بإيقاف دواء معين ومن ثم يصفون لك دواءً آخر كبديل.

أعتقد من المهم أن تتواصل مع طبيب، وأنا لا أعتقد أنك تتوهم، أعتقد أنه فعلاً لديك نوبات من قلق المخاوف مع وجود هذه الشكوك، والمنهج الأساسي هو أن تتناول دوائين، دواء يساعدك في موضوع الشكوك والظنان، ودواء آخر مزيل للمخاوف، أفضل دواء مزيل للمخاوف دواء يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، وأفضل دواء مزيل للشكوك هو الرزبريادون، وكذلك السوليان الذي وصفه لك الطبيب، وحتى الزبركسا من الأدوية الممتازة جدّاً، وهنالك دواء يعرف باسم (سوركويل) لم يوصف لك.

إذن أخي الكريم: يجب أن يكون السبرالكس بديلاً للإفكسر كدواء أساسي مضاد للخوف والقلق والتوتر، وأن تُعطى أحد الأدوية المضادة للذهان بجرعة صغيرة وذلك للقضاء على الشكوك التي تعاني منها، حتى وإن لم تكن ذهانية في الوقت الحاضر، وأنا حقيقة أرشح عقار (سوركويل Seroquel) ويسمى علمياً باسم (كواتيبين Quetiapine) وهو متوفر في الأردن.

أنا لن أدخل معك في تفاصيل الجرعات لأني أريدك أن تذهب إلى طبيبك وتناقش معه هذه المقترحات التي ذكرناها لك، ومن ثم إذا وافق عليها الطبيب يستطيع أن يضع لك البرنامج العلاجي الدوائي الكامل، لكن لا أعتقد أنك في حاجة لأكثر من دوائين.

من المهم جدّاً - أيها الفاضل الكريم - أن تجتهد في دراستك الجامعية، وأن تمارس الرياضة، وأن تتواصل اجتماعياً، وأن تسعى دائماً لتجاهل بل تحقير فكرة المخاوف، ودائماً يجب أن تكون متذكراً ومستوعباً ومستشعراً للسمات الإيجابية التي تميزك وأعتقد أنها كثيرة بإذن الله تعالى.

أكرر لك أن الناس لا تستهزئ بك أبداً، هي مجرد حساسية من قبلك، ونسبة لأنه لديك هذه المواقف الاجتماعية، ولا أعتقد أنك تتوهم، إنما هو القلق والمخاوف هي التي جعلتك في هذا الوضع، وإن شاء الله تعالى باتباعك للإرشاد السابق سوف يزول كل الذي بك بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2847 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2776 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1062 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2110 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1558 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ