أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنا سعيد جدّاً أن أعرف أنك قد توقفت عن العادة السرية القبيحة، وذلك بعد أن أدركت مضارها على صحتك وعلى نفسك، وهذا يعتبر إنجازاً ممتازاً، وأنا أقول لك أن الإنسان قد يُخطئ ولكن حينما يتدارك خطأه ويصححه إن شاء الله تعالى يُثاب على ذلك، وأسأل الله تعالى أن يثبتك على هذه التوبة.

الذي أود أن أقوله لك وبصورة جلية جدّاً أن حالة الخوف والقلق والتوتر التي تعاني منها لا علاقة لها أبداً بموضوع توقفك عن العادة السرية، فالعادة السرية تسبب القلق والتوتر والانطوائية والانكباب على النفس، وتعطي الإنسان أفكاراً وخيالات جنسية مرضية، فليس هنالك رابط أبداً بين حالة القلق والخوف التي تأتيك وبين توقفك عن ممارسة العادة السرية، فأنا أعتقد أن الرابط هو نوع من الصدفة وليس أكثر من ذلك، ربما يكون لديك أصلاً الاستعداد ولديك العوامل المهيئة حسب البناء النفسي لشخصيتك، وهذا هو الذي أدى إلى ظهور هذا النوع من الخوف والقلق والتوتر.

وتزايد ضربات القلب وشدة النبض هي من الأعراض التي نشاهدها كثيراً في القلق، وضعف التركيز أيضاً ناتج عن القلق، وكذلك اضطراب النوم وتقطعه.

أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تقوم ببعض الفحوصات البسيطة، أريدك أن تتأكد من نسبة الدم لديك – أي قوة الدم – هل لديك ضعف في الدم أم لا؛ لأن ضعف الدم كثيراً ما يسبب تسارع في ضربات القلب وضعف في التركيز، وأريدك أيضاً أن تتأكد من مستوى هرمون الغدة الدرقية؛ لأن ارتفاع نسبة هرمون الغدة الدرقية تعطي صورة مشابهة جدّاً للقلق النفسي، حيث يحس الإنسان بالتوتر الداخلي وبالارتجاف وسرعة ضربات القلب ويكون الإنسان أيضاً عرضة للانفعالات السريعة.

هذه الفحوصات التي طلبتها منك هي لمجرد التأكد، وهي فحوصات بسيطة جدّاً جدّاً، وقناعتي الأكبر أن الحالة هي حالة قلقية، وبعد أن تتأكد من الفحوصات إذا كان هنالك أي ضعف في الدم أو ارتفاع في الغدة الدرقية، سوف يقوم الطبيب المختص بإعطائك العلاج اللازم.

إذا كانت الحالة الجسدية طبيعية وهذه الفحوصات كلها سليمة، فأنا أقول لك في هذه الحالة تناول أحد الأدوية المضادة للقلق والتوتر، والعقار الذي يسمى تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline) أعتقد أنه سوف يكون دواءً مناسباً جدّاً لك.

تناول هذا الدواء بجرعة حبة واحدة ليلاً، وقوة الحبة هي خمسون مليجراماً، استمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعلها حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

هنالك أيضاً دواء إضافي مساعد نستعمله في مثل هذه الحالات، الدواء يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) وجرعته هي حبة واحدة (نصف مليجرام) تناولها صباحاً لمدة ثلاثة أشهر.

هذا من ناحية العلاج الدوائي، أما من الناحية الأخرى فأريدك أن تكون حريصاً على ممارسة الرياضة، الرياضة جيدة جدّاً، وعليك أن تتواصل اجتماعياً مع أصدقائك، وأن تنظم وقتك، ولا تترك للفراغ أي مجال، ولابد أن تكون لك آمال وأهداف واضحة في هذه الحياة، وفي مثل حالتك التركيز على الدراسة يجب أن يكون أمراً هاماً وضرورياً حتى تكون إن شاء الله من المتميزين والمتفوقين، وأنا بالطبع سعيد جدّاً أن أراك من المتميزين ومن المتفوقين، فبإعادة الثقة إلى النفس وتناول الدواء وترتيب الوقت وتنظيمه والاستعانة بالقدوة الصالحة من أصدقائك واستشعار أهمية التعليم إن شاء الله سوف تجد أن موضوع الدراسة قد حُل تماماً بإذن الله تعالى.

عليك بالاجتهاد والاستمرار في صلواتك في وقتها، وفي المسجد، وعليك بتلاوة القرآن الكريم بطمأنينة، والدعاء والذكر... هذه إن شاء الله كلها تجعلك في حالة من الطمأنينة واستقرار النفس واسترخائها.

ونصيحة أخيرة وهي لابد أن تكون حريصاً على أذكار النوم، ومن خلال الدواء سوف يتحسن نومك كثيراً، فقط تجنب النوم النهاري أيضاً ولا تتناول الشاي أو القهوة بعد الساعة السادسة مساءً.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.