أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الشخصية العصبية عند الأم والرهاب .. نظرة طبية

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من العصبية المستمرة في أغلب وقتي، فمثلاً إذا طلبت من أحد أبنائي عملاً ولم يأت بسرعة أكون عصبية، كما أني أكره زيارة أحد، وبمجرد أن أذهب إليهم أكون مرتاحة ثم يتغير حالي، وتأتي هذه الحالة أيضاً عندما يزورنا أحد، أتعلل بأنني تعبانة أو رفض زوجي، أو أغلق الجوال، حتى عندما يأتي أحد أحزن كثيراً وأغضب في ترتيب البيت وتحضير الطعام، وأصبح من أكثر الهموم عندي عندما يزورنا ناس، ويصير في بيتنا حالة من الاستنفار.

علماً بأني أشعر بخوف على أطفالي بشكل جنوني، فعندما آخذهم معي إلى السوق يكون أغلب وقتي متابعتهم، ويذهب الوقت وأخرج من السوق بلا شيء، حتى إذا تركتهم في البيت يذهب كل وقتي في التفكير فيهم، ولا أستطيع أخذ شيئاً؛ لأن عقلي يكون معهم، مع أني عصبية معهم وأضربهم.

وكذلك أخاف من مواجهة الناس، وعندما يسألون عن شيء لا أستطيع الإجابة عنه أصبح حزينة أنني لم أرد عليهم، فانصحوني.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنهار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الحالة التي تعانين منها هي حالة بسيطة، يظهر أن شخصيتك تحمل سمات القلق والتوتر الداخلي، وهذا أدى إلى زيادة في انفعالاتك ودرجة بسيطة من عسر المزاج لم تصل لمرحلة الاكتئاب النفسي، وهذه الحالة تعالج باتباع الآتي:

أولاً: عليك أن تلجئي لما يسمى بالتفريغ النفسي، وهو أن تعبري عما بداخلك أولاً بأول، فلا تتركي الأمور تتراكم، ولا تتركي الأشياء التي لا ترضيك تتكون في داخل نفسك وتحتقن وتؤدي إلى زيادة هذه الانفعالات، عبري عن ذاتك أولاً بأول -كما ذكرنا- وبطريقة ذوقية وهادئة، وهذا سوف يعود عليك إن شاء الله بفائدة كبيرة.

ثانياً: هناك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، عليك تطبيقها، وهذه التمارين كثيرة ومتعددة، منها تمارين التنفس المتدرج. لتطبيق هذه التمارين:

1- اجلسي في غرفة هادئة وأغمضي عينيك.
2- خذي نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، واجعلي الهواء يملأ الصدر.
3- أخرجي الهواء بكل بطء وقوة عن طريق الفم.

كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة ثلاثة أسابيع، ثم مرة يومياً لمدة أسبوعين، ثم عند اللزوم، وهنالك تمارين استرخائية كثيرة، يمكنك أيضاً الاستعانة بأحد الكتيبات أو الأشرطة أو السديهات الموجودة في المكاتب الكبيرة، مثل مكتبة جرير في المملكة العربية السعودية.

ثالثاً: إذا كانت هناك إمكانية لممارسة أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب المرأة المسلمة، هذا سوف يفيدك كثيراً.

رابعاً: العلاج الدوائي، هنالك أدوية طيبة وجيدة وممتازة، وهي مقاومة تماماً لمثل هذا القلق والانفعالات النفسية السلبية، أفضل دواء هو العقار الذي يعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil) ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine)؛ أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرام) يومياً لمدة أسبوعين، يفضل تناول الدواء بعد الأكل، وبعد انقضاء الأسبوعين ارفعي الجرعة إلى حبة واحدة، تناوليها يومياً وبانتظام، ومدة العلاج هي ستة أشهر، بعدها خفضي الجرعة إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الزيروكسات دواء ممتاز وفعال، والجرعة التي وصفناها لك هي جرعة صغيرة، حيث إن الدواء يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم، ولكن حالتك لا تتطلب مثل هذه الجرعة الكبيرة.

بجانب الزيروكسات يوجد دواء يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)؛ أرجو أيضاً تناوله بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناوليها في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، وبعد ذلك توقفي عن تناول الدواء، وهذه الأدوية أدوية سليمة وفعالة، والزيروكسات هو الدواء الرئيسي، والفلوناكسول هو الدواء المساعد.

أنا على ثقة تامة أنك -بإذن الله- حين تتناولين هذه الأدوية، وتطبقين تمارين الاسترخاء، وشيء من التمارين الرياضية، والإكثار من التفكير الإيجابي، سوف تتحسنين وتكونين في أحسن حال بإذن الله.

أنت لديك أسرة ولديك ذرية، ولديك نعم كثيرة، فلابد أن تتأملي في هذا الأمر وتفكري فيه، هذا إن شاء الله ينقل تفكيرك مما هو سلبي إلى ما هو إيجابي، فالإنسان دائماً يحاول أن يتحلى بالصبر، والصبر قيمة عظيمة، والغضب يمكن مواجهته بعدة طرق، من أفضلها ما ورد في السنة المطهرة، فحين تحسين بالتغيرات الأولى للانفعال والغضب، وهذه التغيرات الأولى تتمثل في شعور بالانشداد في عضلات الجسم، وربما تسارع في ضربات القلب وشيء من الارتعاش البسيط، هذا يحدث لك، وما تحسين به من تحفز داخلي، هنا قومي بالاستغفار، استغفري الله، غيري مكانك، غيري وضعك، انفثي على شقك الأيسر ثلاث مرات، توضئي، صلي ركعتين.

وهذا التمرين السلوكي الممتاز لو طبقته مرة واحدة سوف تحسين بقيمته الحقيقية، فأرجو أن تكوني حريصة على ذلك.
ختاماً: نسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
طفلي يشتكي من الصداع ويجلس طويلاً مع الأجهزة الإلكترونية! 2245 الاثنين 24-06-2019 06:21 صـ