أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : اكتئاب ما بعد النفاس وعلاجه

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

الأخ الدكتور: محمد عبد العليم حفظه الله.

منذ ما يقارب السنة وأنا أعاني من الاكتئاب الشديد، بدأت بالعلاج منذ 10 أشهر بعد ولادتي لطفل، وقد وصف لي الطبيب حبة (سيروكسات)، تحسنت لكن لم تكن الجرعة كافية، فطلب مني الطبيب أخذ حبتين من (السيروكسات) بدلاً من حبة، وهذا كان منذ 4 أشهر.

ازدادت درجة التحسن لكن لم أشف بعد نهائياً، خف الحزن والاكتئاب لكن أصبحت أشعر أن القلق ما زال مستمراً.

راجعت طبيبي منذ شهر وطلب مني زيادة نصف حبة أخرى إلى العلاج.

أنا الآن أتناول حبتين ونصف من (السيروكسات) يومياً، ازداد التحسن أكثر فأكثر لكنني أشعر بأن العلاج ما زال ناقصاً، أي أنني قاربت من الشفاء إن شاء الله.

حدثت طبيبي بالأمر فطلب مني إضافة نصف حبة أخرى، ليصبح علاجي عبارة عن ثلاثة حبات (سيروكسات) يومياً.

أنا إلى الآن خائفة من الوصول إلى الحبات الثلاث، وما زلت على الحبتين ونصف.

أريد نصيحتك -يا دكتور- لأنني أثق برأيك، أرجوك أجبني وأنا ممتنة لك.

هل آخذ ثلاث حبات (سيروكسات)؟ وما هي الجرعة القصوى (للسيروكسات)؟

أنا أتعالج بـ(السيروكسات) منذ 10 أشهر، وأرجو أن تبلغني إلى متى سيستمر العلاج؟ هل سيأتي اليوم الذي أتوقف فيه عن الأدويه؟

وإن أصبت مستقبلاً بالاكتئاب مجدداً أخاف من عدم نفع الدواء لي لاحقاً لأخذي جرعة كبيرة الآن من (السيروكسات).

طبيبي المحترم! أرجو إفادتي بشأن (السيروكسات) بالنسبة للتسبب بالكوابيس الليلية؛ لأنني أعاني كثيراً وأسبب الرعب لعائلتي التي تستيقظ على صراخي أثناء النوم أحياناً.

إنني بدأت بأخذ (السيروكسات) بعد الولادة مباشرة فلم أستطع أن أخسر من الوزن الذي اكتسبته أثناء الحمل، بل على العكس، فمع تناولي لحبتين ونصف من (السيروكسات) اكتسبت وزناً زائداً، لذلك أفكر بتغيير الدواء.

فهل بالإمكان استبدال دواء (سيروكسات) بـ(بروزاك) بنفس الجرعة السابقة؟ وهل سأحصل على نفس التحسن السابق أم أن تغيير الدواء سيجعل حالتي تتدهور؟

أخيراً: أشكرك يا دكتور على علمك وسعة صدرك، وجزاك الله عنا كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فاكتئاب ما بعد النفاس يحدث لكثير من النساء، خاصة اللواتي لديهنَّ الاستعداد البيولوجي لهذه الحالة، وحقيقةً اكتئاب ما بعد النفاس يمكن علاجه إن شاء الله، وهنالك الكثير من الأدوية التي تساعد في علاجه.

بالنسبة (للزيروكسات) يعتبر من الأدوية الجيدة والفعّالة جدّاً في علاج الاكتئاب، كما أنه يفضل في بعض حالات اكتئاب ما بعد النفاس؛ لأنه لا يفرَز كثيراً في حليب الأم، مما يجعل إرضاع الطفل ممكناً، وإن كنا لا ننصح بذلك، أي ربما يفضل الفطام إذا أراد الإنسان أن يتناول هذه الأدوية.

أرجو أن أؤكد لك أن جرعة (الزيروكسات) يمكن أن تصل إلى 80 مليجرام في اليوم –أي أربع حبات- وهي الجرعة القصوى، فبالنسبة لك تعتبر جرعة الثلاث حبات لا زالت جرعة في المحيط الطبي المسموح به، وهي جرعة سليمة، وبما أنك قد قطعت شوطاً في هذا العلاج، وهنالك الكثير من بوادر التحسن، فأرى من الأفضل أن تستمري عليه، وأن ترفعي الجرعة إلى ثلاث حبات، فهي إن شاء الله صحيحة وسليمة.

ومدة العلاج التي ننصح بها تختلف من إنسان إلى إنسان، ولكن هنالك إجماع وهو أن يستمر الإنسان على الدواء لمدة ستة أشهر على الأقل، وذلك بداية من شعوره بالتحسن الكامل، أي حين يشعر الإنسان بأنه تحسن تحسناً كاملاً يستمر على الدواء أيضاً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك يبدأ السحب أو التخفيض التدريجي للدواء، خاصة (الزيروكسات)، فهو يتطلب السحب بتدرج شديد، وأن يكون هذا التدرج بمعدل نصف حبة كل أسبوعين، هذا هو الذي أنصحك في خصوص (الزيروكسات).

أما قضية زيادة الوزن، فهي حقيقةً أمر يشغل الناس، خاصة من هذه الأدوية، ولكن الأبحاث تدل على أن الزيادة معظمها تحدث في الأربعة الأشهر الأولى، ثم بعد ذلك يمكن أن تتوقف هذه الزيادة، وهنا إذا بذل الإنسان جهداً بأن مارس الرياضة وتحكم في الطعام الذي يتناوله، سوف ينقص الوزن تدريجياً، فأرجو أن تتبعي هذا المنهج، منهج تنظيم الأكل، والابتعاد عن المواد التي تحتوي على سعرات حرارية عالية، وكذلك ممارسة الرياضة.

أما بالنسبة للكوابيس والأحلام المزعجة التي تحدث في أثناء النوم؛ فهنالك أسباب معروفة؛ وهي أن بعض الناس يتناول طعام العشاء متأخراً، أرجو ألا تكوني من أولئك، أي المفترض أن يتناول الإنسان طعام العشاء مبكراً، وأن يتناول قدراً بسيطاً من الطعام، وألا يحتوي هذا الطعام على الأطعمة التي تسبب التخمة، مثل الأطعمة ذات المحتوى العالي من الدهنيات، هذا هو الأساس في هذه الكوابيس لدى كثير من الناس.

وهنالك سبب آخر، وهو الانشغال الذهني والفكري قبل النوم، الإنسان عليه أن يكون مسترخياً حين يأتي للنوم، ويحاول أن يفصل تماماً بين هذه الموتة الصغرى -وهي النوم- وبين النشاط اليومي، وقد وجد أن الاستلقاء وأذكار النوم تساعد جدّاً في هذا السياق، فأرجو أن تكوني حريصة عليها.

لقد وجد أيضاً أن ممارسة التمارين الرياضية الصباحية تساعد أيضاً في تقليل الكوابيس، وأيضاً شرب حليب دافئ بسيط قبل النوم يساعد كذلك، ولابد أن يكون مكان النوم مهيئأً؛ بمعنى أن تكون الغرفة هادئة، وألا تذهبي للفراش إلا بعد أن تحسي أنك فعلاً تريدين النوم؛ لأن فلسفة النوم هي أن نتركه يبحث عنا ولا نبحث عنه.

بالنسبة لاستبدال (الزيروكسات) بـ(البروزاك)؛ أرجو عدم التعجل في ذلك، فهذه المجموعة متقاربة من بعضها البعض، وإن كان (البروزاك) يحمد له أنه ينشّط أكثر، كما أنه لا يؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن، ولكنه ليس بنفس الجودة في علاج المخاوف مقارنة مع الزيروكسات.

أرجو أن تتبعي جرعة (الزيروكسات) التي ذكرتها لك، ولكن إذا لم يحدث تحسن بعد شهرين من رفع الجرعة إلى ثلاثة، يمكنك أن توقفي حبة واحدة من (الزيروكسات)، وفي هذه الحالة لا مانع أن توقفيها كاملة دون تدرج، وتستبدليها بكبسولة واحدة من (البروزاك) في الصباح، أي تكون الجرعة: كبسولة من (البروزاك) في الصباح، وحبتين من (الزيروكسات) في الليل، هذا ربما يكون نظاماً مقبولاً، وأفضل من الاستبدال الكامل.

نحن ننصح إذا لم يتحسن الإنسان – لا سمح الله – أن ينتقل إلى مجموعة أخرى من الأدوية، أي مجموعة تعمل بنظام كيميائي آخر، ومن هذه الأدوية الدواء الذي يعرف باسم (إفيكسر)، حيث أنه يعمل بنظام مختلف تماماً عن نظام (الزيروكسات) و(البروزاك)، قلت ذلك –فقط- من أجل العلم بالشيء، ولا أودك أن تذهبي وتغيري الدواء.

وأسأل الله لك التوفيق والشفاء، وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
مرض الرهاب الاجتماعي هل يمكن أن ينتقل للأبناء بالوراثة؟ 1333 الأربعاء 22-07-2020 02:11 صـ
أدمنت البنزوديازبينات وأعاني من آثاره فكيف أتخلص منها وأعود طبيعيا؟ 1543 الأحد 19-07-2020 03:02 صـ
الاكتئاب والوسواس القهري وتبدد الشخصية، كل ذلك أعاني منه، أرجو المساعدة. 5015 الخميس 16-07-2020 05:51 صـ
أعاني من الاكتئاب بعد أن فقدت وظيفتي وهاتفي ووفاة أخي! 975 الأحد 12-07-2020 03:15 صـ
ضرب زوجي لي أمام أخته أحدث لي آثارًا سيئة، فكيف أتجاوز ذلك؟ 2673 السبت 11-07-2020 08:59 مـ