أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت ربما تكون مصاباً بنوع من الاكتئاب النفسي، ولكن أرجو ألا تتخيل أنه مرض شديد أو ليس قابلا للشفاء، فهذا أمر ضروري جدّاً في علاج الاكتئاب النفسي؛ لأن الاكتئاب النفسي في كثير من الحالات يجعل الإنسان يشعر بمشاعر سلبية، وهذه المشاعر السلبية تؤدي إلى مزيد من الإحباط والشعور بالاكتئاب، فعليك أن تتفاءل، وعليك أن تتذكر إيجابياتك، وأرجو أن ترفع من الدافعية والإصرار لديك.

أنت الآن طالب، ولا شك أن الحياة الطلابية تتطلب الالتزام والدراسة بانتظام وإدارة الوقت بصورة جيدة، ولابد أن تفكر دائماً أنك من الضروري أن تكون من المتفوقين والمتميزين، وأن تصل إلى أهدافك بإذن الله تعالى.

كما أنه عليك ممارسة الرياضة، فهي إن شاء الله فيها خير كثير جدّاً، خاصة أنها تساعد في تحسين النوم وزيادة النشاط وإزالة الاكتئاب بإذن الله تعالى.

عليك أيضاً ألا تكثر من الشاي والقهوة، وكل المشروبات التي تحتوي على مادة الكافييين، وهي موجودة بالطبع في المشروبات مثل الببسي والكولا؛ لأن الكافيين يزيد من اليقظة، ويؤدي إلى اضطرابات النوم لدى بعض الناس، وهذا شيء تعاني منه أنت، لا أنصح مطلقاً أن تتناول أياً من هذه المشروبات بعد الساعة السادسة مساءً.

أما بالنسبة للأدوية، فهنالك الحمد لله أدوية كثيرة وفعّالة لعلاج الاكتئاب النفسي، الأنافرانيل من الأدوية الجيدة، ولكن يعاب عليه أنه يسبب الكثير من الآثار الجانبية والتي تؤدي إلى الشعور بالكسل والاسترخاء الزائد، كما أنه يؤدي في بعض الحالات إلى الشعور بالجفاف الشديد في الفم، وربما نوع من الطشاش في النظر.

والجرعة الفعّالة لابد أن تكون 75 مليجرام وأكثر، إذا استطعت أن تتحمل هذه الجرعة فلا بأس أن تستمر عليه، وسوف تجد فيه إن شاء الله النفع، ولكن بصراحة أنا أفضل أن تستبدله بأحد الأدوية الحديثة والتي تساعد في إزالة الاكتئاب، الدواء الجيد هو العقار الذي يعرف باسم ريمرون Remeron وهذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي مرتازبين Mirtazapine، وجرعته هي 30 مليجرام ليلاً – أي حبة واحدة – فهو دواء مزيل للاكتئاب، ويساعد بصورة فعّالة في تحسين النوم.

وهنالك أدوية أخرى بديلة مثل الفافرين، والفافرين أيضاً من الأدوية الجيدة، ويتميز بأنه أقل تكلفة من ريمرون، جرعة الفافرين هي 50 مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة بنفس المعدل – أي 50 مليجرام – كل أسبوعين، حتى تصل إلى 200 مليجرام ليلاً، وهي الجرعة العلاجية الصحيحة في مثل حالتك، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تبدأ في التخفيض التدريجي لهذا الدواء، ويكون معدل التخفيض هو 50 مليجرام كل شهر حتى تتوقف عن العلاج تماماً.

أرجو أن تكون أكثر تفاؤلاً، وأن تكون أكثر ثقة في نفسك، ولابد أن تكون أكثر إصراراً، ولا تنسى نفسك أبداً من الدعاء، فهو إن شاء الله سلاح فعّال لحفظ الإنسان، ولعلاج كل هذه الأمراض التي كثرت في زماننا هذا.

وبالله التوفيق.