أرشيف المقالات

ليس حسن ظن بالله

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
يظن البعض أن حسن الظن بالله يعني الإهمال في أوامر الله و التفريط في الوقوع فيما نهى عنه .
و لا يعلم هذا الصنف من الناس أن ما يفعلونه إنما هو من صفات المنافقين وليس من حسن الظن في شيء .
و قد أوضح الإمام الطبري في تفسيره هذا المعنى بجلاء حيث روى 
عن معمر، قال: (تلا الحسن: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ} [فصِّلت: 23] فقال: إنَّما عَمِل النَّاس على قَدْر ظنونهم بربِّهم؛ فأمَّا المؤمن فأَحْسَن بالله الظَّنَّ، فأَحْسَن العمل؛ وأمَّا الكافر والمنافق فأساءا الظَّنَّ، فأساءا العمل) .
فحسن الظن بالله يأخذ بصاحبه إلى إحسان العمل و هو سائق لصاحبه إلى الجنة بإذن الله .قال ابن القيِّم: (وأمَّا المسيء المصرُّ على الكبائر والظُّلم والمخالفات، فإنَّ وحشة المعاصي والظُّلم والحرام تمنعه مِن حُسْن الظَّنِّ بربِّه، وهذا موجودٌ في الشَّاهد، فإنَّ العبد الآبق -الخارج عن طاعة سيِّده- لا يُحْسِن الظَّنَّ به، ولا يجامع وحشة الإِسَاءة إحسان الظَّنِّ أبدًا) [الجواب الكافي] فاللهم ارزقنا حسن الظن بك و حسن العمل و حسن التوكل عليك و ارزقنا الفردوس الأعلى من الجنة . أبو الهيثم


شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢