أرشيف المقالات

التفسير الواضح لسورة الماعون

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
التفسير الواضح لسورة الماعون
 
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
 
أما بعد:
فسورة الماعون سورةٌ مكية، عددُ آياتها سبعٌ.
 
﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴾: الاستفهام للتعجُّب؛ أي: يكذِّب بالبعث والحساب والجزاء، ويحتمل المعنى: يكذِّب بالإسلام.
 
﴿ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴾؛ أي: من صفات المكذِّب بالدِّين أنه يقهَر اليتيم ويدفَعُه بعُنف وغِلظة عن حقه، ولا يُشفِق من حال الفقير، بحيث لا يُطعِمُه ولا يأمُرُ نفسَه وغيرَه بإطعامه؛ لانتفاء الإيمان بالبعث والجزاء في قلبه؛ قال سبحانه: ﴿ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 254]، وقال أيضًا: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ﴾ [المدثر: 42 - 47].
 
﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾: ويل: كلمةُ تهديد، وقيل: وادٍ في جنَّهم، مَن الداخلون إليه؟ المصلُّون الذين لا يصلُّون الصلاة في وقتها، والذين لا يتمُّون أركانَها ولا واجباتِها ولا سُنَنَها؛ لضَعْف إيمانِهم، وانشغالِهم بالدنيا.
 
﴿ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾: أي من صفات مضيِّعي الصلاة أنهم يفعَلون العبادة ابتغاءَ إعجاب الناس وثنائِهم؛ فقد سمى النبيُّ صلى الله عليه وسلم هذا بالشِّرك الخفيِّ، وهو داخلٌ في الشرك الأصغر، وسمي بالأصغر؛ لأنه لا يُخرِج من الملة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((أخوفُ ما أخاف على أمَّتي: الشِّركُ الخفيُّ))، قيل: ما الشرك الخفيُّ يا رسول الله؟ قال: ((الرياء)).
 
وهذا المرضُ الخبيث من صفات المنافقين؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142].
 
﴿ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾: أي: يمنعون الزكاةَ والصَّدقة، والأمور المنتفَعَ بها؛ كالأفرشة، والأواني، والهاتف.
 
نسأل الله عز وجل أن يتقبلَ منا جميعًا، وأن يغفرَ ذنوبنا، ويباركَ في عملنا، وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله رب العالَمين.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١