هذا ما حدث معنا ليلة الجمعة الماضية
مدة
قراءة المادة :
16 دقائق
.
هذا ما حدث معنا ليلة الجمعة الماضية (5 / 8 / 1434 هـ)في ليلة الجُمُعةِ الماضية كنتُ برفقة ابن عمي - حفظه الله تعالى، وألبس والدته ثوب الصحة والعافية - في زيارة طيبة لعمَّتنا - بارك الله فيها - بأحد أحياء الداوديات مرَّاكش، ولم نأخذ معنا سيارة ولا شيئًا؛ لذلك بعد انتهاء هذه الزيارة المباركة، وفي طريق عودتنا إلى البيت أقلَّتنا "سيارة أجرة" كبيرة إلى باب دكالة - أحد الأبواب المحيطة بسور المدينة (القديمة)، وقد أطلق اسمه على جميع المنطقة المحيطة به، ونفس الشيء بالنسبة لباقي الأبواب - لقد كان كَرَمُ عمَّتنا كعادتها - حفظها الله - كرمًا بالغًا، لذا ارتأينا أن نتمشَّى قليلاً سيرًا على الأقدام لتسهيل عملية الهضم، كانت الساعة حينها قريبة من الثانية عشرة بعد منتصف الليل.
وما هي إلا دقائق حتى مرَّت بنا سيارة ثم توقفت بعد أن تجاوزتنا ببضعة أمتار؛ لعل ابن عمي قد أشار إليها بيده؛ لكن لم أنتبه له لانشغالي بسدِّ ثقب كيس (بلاستيكي) كان بيدي، أو لعل صاحب السيارة بعد رؤيته لنا حدَّثته نفسه باغتنام شيء من الأجر في إيصالنا.
المهم أسرعنا الخطى خلف السيارة حتى أدركناها، ثم سلَّمنا على صاحبها، وأخبرناه بوجهتنا، فقال: إنه سيمر من نفس الاتجاه، غير أنه سيدخل من باب قشيش، وفعلاً هذا الذي حدث، فقد أوصلنا - جزاه الله خيرًا - إلى حدود باب قشيش، ثم نزلنا ولا زالت الطريق أمامنا.
وقفنا ننتظر سيارة أجرة صغيرة، وما هي إلا لحظات حتى مرت أمامنا امرأة قصيرة القامة، في عمر الستين تقريبًا، متسترة بالكامل، حيث كانت تلبَسُ ذلك الجلباب المغربي الساتر الأصيل، نَعَم، هكذا بقيت كثيرٌ من أمهاتنا متشبِّثات بمثل هذا اللباس المحتشم، والذي لم يكن تعرف النساءُ غيرَه قبل الاستعمار الغاشم، وهذا ليس في المغرب فقط، بل هكذا كان النساء في العالم الإسلامي قاطبةً، يتميزن بالحياء والحشمة، والوقار والستر عن غيرهن، وأما بعد الاستحمار، والتغريب، والتبشير، والعلمنة، فقد تغير كل شيء!
نعم لقد تغير كل شيء!
ولا أدل على ذلك من رؤية حال جيل هذا اليوم؛ من حيث شكلُه وأخلاقه البعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الحنيف، إلا مَن رحم الله.
شدَّ انتباهي أكثرَ مشهدُ تلك المرأة وهي تدفع عربة مليئة ببعض الكراسي والصناديق وأشياء أخرى لم تكن ظاهرة؛ لأنها كانت مغطاة بقماش، كما أن النور الخافت جدًّا لم يكن يساعد على الرؤية الكاملة، وهذا من إهمال المسؤولين، ومما يعاب عليهم، فكيف يُعقل أن تفتقر إحدى الطرق الرئيسة بإحدى المدن المغربية الكبرى إلى إضاءة كاملة وجيِّدة بالليل؟! مما يجعل المكان أرضًا خصبة لنموِّ الجريمة، ويساعد على اختباءِ اللصوص وقطَّاع الطرق؛ لا سيما أن الجهة اليمنى للشارع يقابلها بعض الحدائق المنتهية عرضًا إلى سور المدينة القديمة، والممتدة طولاً إلى باب أغمات، ومن الناحية الأخرى يقابل الشارع (واد إسيل)، والذي جُعل مكانًا لرمي القمامة والأزبال!
لقد أسمعتَ لو ناديت حيًّا
ولكن لا حياةَ لمن تنادي
المهم، قلتُ لابن عمي: "والله إن مشهد هذه المرأة قد آلمني، وأحس بشعور داخلي غريب، وكأن هناك آهاتٍ وصرخات حبيسةً في صدري تريد أن تخرجَ لتقرع آذان المسؤولين وتزلزل ضمائرهم الميتة، قائلة: (أن كفُّوا عن الفساد، ونَهْب أموال العباد وخيرات البلاد؛ فقد أتعبتم الشعب المغربي بخداعكم وكذبكم ونفاقكم الذي لم يعد يُطاق!).
لقد أدمى مشهدُ تلك المرأة قلبي، وخاصة أنني من النوع الذي لا يستطيع تحمل رؤية مسكين أو محتاج أو فقير أو يتيم أو أرملة في الشارع تفترشُ سلعًا بسيطة جدًّا لتسدَّ جوعة أبنائها الصغار.
هذا يؤلمني كثيرًا، حتى إنني في كثير من الأحيان إن لم أستطع المساعدة، أتحاشَ المرور بجانبهم؛ خوفًا من أن يسألوني، أو يرمقوني بعيونهم البائسة طلبًا لاستعطاف قلبي؛ فلا يرون مني إلا صمتي وطأطأتي لرأسي! ولسان حالي يلهجُ بدعاء الله - تعالى - لهم بأن يُغنِيَهم بفضله عمَّن سواه، وأن يرزقهم رزقًا حلالاً طيبًا مباركًا فيه؛ قلتُ لابن عمي: "إني أفضِّل مساعدة هذه المرأة"، (فوافقني الرأي على الفور)، فسعينا خلفها مباشرة حتى أدركناها بعد أن تقدَّمَتنا بخطوات قليلة، وما ذاك إلا ابتغاء ما عند الله - تعالى - من الأجر وهو القائل - سبحانه وتعالى -: ﴿ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴾ [الكهف: 30]، وظفرًا بالثواب العظيم الذي يناله كل مَن يمشي في حاجة أخيه المسلم ليقدِّم له يد العون والمساعدة، كما صحَّ عن النبي الأكرم - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: ((لأن يمشي أحدُكم مع أخيه في قضاء حاجةٍ - وأشار بأصبعه - أفضل من أن يعتكفَ في مسجدي هذا شهرين))؛ الصحيحة (607).
وعن ابن عمر وأبي هريرة - رضي الله عنهما - قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن مشَى في حاجةِ أخيه حتى يثبتها له، أظله الله - عز وجل - بخمسةٍ وسبعين ألف ملك يصلُّون عليه، ويدعون له إن كان صباحًا حتى يُمسي، وإن كان مساءً حتى يُصبِح، ولا يرفع قدمًا إلا حط الله عنه بها خطيئة، ورفع له بها درجة))، وفي رواية عن ابن عمر وحدَه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن أعان عبدًا في حاجته ثبت الله له مقامه يوم تزول الأقدام))؛ الصحيحة (608).
وعن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن يكن في حاجة أخيه يكنِ الله في حاجته))؛ صحيح الجامع (6495).
والمؤمن مَن يغتنم أمثال هذه الفرص الثمينة التي قد لا تعوَّض مرة أخرى؛ فالأجل يأتي بغتةً، ولا يدرِي الإنسان على أي عمل يموت، نسأل الله لنا ولكم حسن الخاتمة.
سلَّمت على هذه المرأة وقلت لها: "دَعِيني يا أماه أساعدك في دفع هذه العربة (المسكينة لم يكن ردها إلا الدعاء لنا بدعوات؛ مثل: الله يرضى عليكم يا أولادي..
إلخ).
أعطيت لابن عمي الكيس الذي كنت أحمله بيدي، وأخذت في دفع هذه العربة عنها وهي تدعو لنا، والله يا إخوة إن العربة كانت ثقيلة نوعًا ما، ودفعها لمسافة طويلة يُنهِك جسد الشابِّ الفَتِيّ، فضلاً عن امرأة في مثل عمرها وقوَّتها!
جالت في خاطري أسئلة كثيرة: يا ترى كيف تستطيع هذه المرأة دفع هذه العربة الثقيلة لمسافة طويلة؟! وماذا تفعل في مثل هذا الوقت والمكان شبه خالٍ؟! فلا تكاد ترى أحدًا إلا قليلاً! ولا تكاد تسمع صوتًا إلا هدير محرِّك سيارة، أو دراجة نارية حين تمر بالشارع بين الفينة والأخرى! فيخترق صوتها المتردِّد ذلك السكونَ والهدوء اللذين يخيِّمان على أرجاء الشارع! (قطعت حديثي مع النفس)، وبادرتها بالسؤال قائلاً: في أي مكان تعملين يا أماه؟ وهل تدفعين هذه العربة كل يوم؟ فأجابتني: نعم يا ولدي أعمل جميع الأيام قرب (باب الخميس) ما عدا يوم الجمعة"، وأضافت بصوت مِلْؤه الحزن والأسى: إن فواتير الكراء أرهقتها، ولهذا فهي مرغمة على العمل طول النهار لتوفير المبلغ المطلوب..
إلخ كلامها!
(تنهَّدتُ طويلاً)..
وكأنني أستعطف أنفاسي وأرتجي خروجها بدلاً من سماعي معاناة هذه المرأة!
تجنَّبت أن أثقل عليها بالأسئلة؛ لذا اكتفيت بسؤال ولم أسألها بعدها، حاولت أن أخفِّف عنها ببعض الكلمات في الصبر، وأن الدنيا ما هي إلا دار ابتلاءات، وأن لا راحة إلا في الجنة، ولكن سبحان الله! وجدتُها هي التي تعطينا دروسًا عملية بليغة في الصبر والرضا! نعم إخوتي، فمع كل هذا الابتلاء وجدتُها امرأة مؤمنة، صابرة، محتسبة، راضية بقضاء الله وقدره، حامدة لله - تعالى - على حالِها!
وهذا حال المؤمن يا أحبة، شاكر لله - تعالى - في كل الأوقات، حامد له على كل الحالات!
فهو صابر راضٍ مهما اشتد البلاء، مهما اشتد الفقر، مهما اشتد المرض، مهما اشتد الألم، مهما اشتد الظلم؛ لأنه يعلمُ أن جزاء الصابرين عند الله عظيم، لأنه على يقين من أن جزاء الصبر لا يعلمه إلا الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، ويعلم أنه عندما يسمع قوله - تعالى - مخاطبًا الصابرين في الآخرة: ﴿ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [المؤمنون: 111]، ويسمع قوله - تعالى -: ﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 24] - سوف ينسى كلَّ ما لقيه في هذه الدنيا من تعبٍ ونصبٍ وبلاء، ويقوم مقامه الفرح والسرور والسعادة الأبدية.
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن يتصبَّر يصبِّره الله، وما أعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر))؛ رواه البخاري ومسلم.
وقال مَن لا ينطق عن الهوى - صلى الله عليه وسلم -: ((عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرًا له))؛ [رواه مسلم].
في هذه الأثناء كنا قد اقتربنا من سكن هذه المرأة، وحين أوشكنا على مفارقتها انهالت علينا بدعوات طيبات، كانت والله بردًا وسلامًا على نفوسنا، وثلجًا وبلسمًا على قلوبنا، أعطيناها ما قدَّر الله - تعالى - أن يكون من رزقها، وقبّلنا رأسها، (وهي لا تزال تدعو لنا وتدعو وتدعو)، ثم عدنا أدراجنا، وأكملنا المسير على أقدامنا متعجِّبين من هذا الموقف، ومشاعر الحزن والسعادة قد اختلطت في نفوسنا!
نعم لقد كنا سعداء؛ لأننا أحسسنا أننا قدَّمنا مساعدة مع بساطتها، ولكن فضل الله - تعالى - أوسع، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ولا تحقرنَّ من المعروف شيئًا))؛ رواه مسلم.
وأخبرنا - عليه الصلاة والسلام - أن بَغِيًّا من بني إسرائيل قد دخلَتِ الجنة بسبب سَقْيها لكلب عطشان؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بينما كلب يُطِيف برَكِيَّة (بئر)، قد كاد يقتله العطش؛ إذ رأته بَغِي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت مُوقَها (خُفَّها)، فاستقت له به، فسقته إيَّاه، فغفر لها به))؛ [رواه البخاري].
كما أنه سبق أن قلت أيها الأحبة: "إن للنفس بعد العطاء سعادة قلب لا توصف"! وأما سبب الحزن، فلا أشك أنكم قد عرَفتم ذلك، وكأنني أرى علامات الحزن بادية على وجوهِكم الآن وأنتم تقرؤون هذه القصة، فكيف بمَن عايشها وعاينها كيف يكون حاله؟!
وأقولها لله: مَن لمس من قلبه قسوة، فليخالطِ الفقراء، وليتفقَّدْ أحوالهم، وسيجد في ذلك ما يرقِّق قلبه، ولو كان أقسى من الحجر!
قلتُ لابن عمي: "سبحان الله! انظر كيف سخَّرنا الله - تعالى - لهذه المرأة؟ وقد كان بوسعنا أن نأخذ سيارة أجرة صغيرة وتوصلنا إلى المنزل، لكن الله - تعالى - أراد أن نأخذ سيارة أجرة كبيرة، حدودها قرب باب دكالة!
وكان بوسعنا أيضًا أن نأخذ سيارة أجرة كبيرة أخرى من باب دكالة إلى مكان قرب البيت، ولكن الله - تعالى - أرادنا أن نتمشى قليلاً على الأقدام حتى تقلَّنا سيارة (لا نعرف حتى صاحبها) إلى باب قشيش؛ لكي نلتقي بعدها بتلك المرأة، ونقدِّم لها يد المساعدة!
مَن يدري لعل هذه المرأة قد بلغ منها التعب والجهد مبلغَه، فدعت الله - تعالى - أن يُعِينها في ذلك الوقت وفي ذلك المكان، فاستجاب الله دعاءها!
روى مسلم وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((رُبَّ أشعثَ مدفوعٍ بالأبواب لو أقسم على الله لأبرَّه))، وهنا أفتح قوسًا وأقول: (أيها الأحبة الكرام، مَن كان منكم في ضيق أو شدة أو مرض، فليُكثِر من الصدقات والأعمال الخيرية، وسيجد أثرها الإيجابي في نفسه، وماله، وصحته، وأهله، وعمله، وزوجه، وأولاده، بفضل الله - تعالى - ثم بفضل دعاء هؤلاء الفقراء الصابرين المتعفِّفين، ولولا خشيةُ الإطالة لضربت لكم أمثلة كثيرة جدًّا على ذلك).
وقد لخَّصَت أمُّنا خديجة - رضي الله عنها - صنائع المعروف التي تقي مصارع السوء، بقولها لنبينا - صلى الله عليه وسلم -: "أَبشِر، فوالله لا يخزيك الله أبدًا، فوالله إنك لتَصِل الرحم، وتَصدُق الحديث، وتَحمِل الكلَّ، وتَكسِب المعدوم، وتَقرِي الضيف، وتُعِين على نوائب الحق"؛ متفق عليه.
وقلتُ لابن عمي أيضًا: "إن مَن يرى مثل هذه المشاهد يحتقر ما يجده من ابتلاءات دنيوية".
(ولا شكَّ أيها الأحبة أن ممَّا يُعِين على الصبر والرضا وشكر الله على نعمه - بالإضافة إلى ما في ذلك من الأجر - أن ينظر المبتلَى إلى مَن هم أشد منه ابتلاءً في كل شيء، فإن كان مريضًا فلينظر إلى من هم أشد منه مرضًا، وإن كان في ضائقة مالية فلينظر إلى مَن هم أشد منه فقرًا، وهكذا.
وإن فقد أحد أقاربه فلينظر إلى إخواننا في فلسطين، وسوريا، وليبيا، وبورما، والعراق، وأفغانستان، والشيشان، والصومال، ومالي، وغيرها، كيف يفقدون أهاليهم دفعة واحدة؟! وبأبشع طرائق الموت والقتل! هناك حيث قد يرى الإنسان زوجتَه وأطفاله يموتون بين يديه! هناك حيث يرى الإنسان والدَيه وأشقاءه يلفظون أنفاسهم تحت الأنقاض! هناك حيث تنتهك أعراض النساء أمام أزواجهن وأولادهن!
فيا مَن تقول إنك مبتلًى انظر إلى مَن هم أشد منك ابتلاءً، تجد أن ابتلاءك لا يساوي شيئًا!
وفي طريقنا أيضًا مررنا برجل توقَّفت به دراجته في ظلمة هذا الشارع، بعد أن نفذ منه الوقود، وما هي إلا لحظات حتى توقَّفت بجانبه دراجتان لامرأة مع زوجها، نزل الزوج ثم أعطى ذلك الرجل من وقود دراجته ثم انصرف، فقلت لابن عمي: "سبحان الله! انظر كيف يسخِّر الله - تعالى - الناسَ بعضهم لبعض، والله إن الخير لا يزال في أمتنا"، فردَّ عليَّ ابن عمني مازحًا: "وحتى تكتمل سلسلة الخير هذه عَبْر هذا الشارع، لا بد أن تقلَّنا سيارة أخرى إلى البيت!"، لكن وقتها كنا اقتربنا من المنزل ولم يبقَ إلا القليل على وصولنا، فأكملنا المسير حتى وصلنا بحفظ الله - تعالى - وتوفيقه.
هذا ما حدث معنا ليلة الجمعة الماضية.
أتمنى أن تكون القصة قد أعجبتكم، وأن يجد فيها كلُّ واحد منكم عبرة ما أو فائدة ما، واعذِروني إن أخللت أو أمللت، فقد كتبت القصة على عجالة ولم يتسنَّ لي صياغتها وتحريرها بشكل أفضل مما عليه الآن، لكن عمومًا أظن أن العبرة منها قد وصلت.
أستودعكم الله والسلام عليكم