أرشيف المقالات

لا تيئس

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
لا تيئس


لا تيئس فإن رحمة الله وسعت كل شيء، ولا تيئس فإن وعد الله حق، لا تيئس ولا تحزن أيها التائب بُشراك بُشراك، بمغفرة ذنبك ورضا ربك، وتبديل سيئاتك حسنات، أيها المديون لا تيئس، فإن الغيوم تتبدد والصبح يسفر عن بشائر الخير، فيأتيك فرج الله الكريم من حيث لا تحتسب، ويا أيها العليل تماثل للشفاء، فلكل داء دواء إلا السأم كما في الحديث:
فكم من صحيحٍ مات من غير علةٍ *** وكم من سقيمٍ عاش حينًا من الدهر

ويا أيها الوالد، لا تيئس فجهدك وجهادك في تربية أولادك أجرٌ عظيم وخير عميم، والأرض الطيبة تثمر بإذن ربها، والله لا يضيع أجرك.

ويا بني اصبر على بر والديك، فهما بابك إلى الجنة وسر فلاحك ونجاحك، ورضا الله في رضاهما، وكلنا كذلك.

ويا أختنا، لا تيئسي وتمسكي بحبل الله، وثقي بربك، فأنت القدوة في زمن القلاقل والفتن.

ويا أيها العالم، لا تيئس من بذل الخير للناس، وثوابك وأجرك على الله فيما قدَّمت، فأنتم ورثة الأنبياء وقد ورِثتم العلم، فزكاته العمل به، وتعليمه عن مودة وطيب نفس وخاطر.

ويا طالب العلم، لا تيئس، فخُطواتك للعلم سر ثباتك، وأشد تثبيتًا لك، وقد وضعت الملائكة أجنحتها تواضعًا ورضا بما تصنع.

ويا أيها المسجون، لا تيئس وأصلِح نفسك وقد خلوتَ بها، واجعل من المحنة منحةً، وتعلَّم ما ينفعك في الدارين، وليكن يوم خروجك يوم ميلادك الجديد.

ويا أيها المظلوم، لا تيئس والله يستجيب لك، فالظلم ظلمات، وأثره يعجَّل في الحياة قبل الممات، وفي الحديث: (وعزتي وجلالي لأَنصرنَّك ولو بعد حين».

ويا أيها المؤمن، لا تيئس، واعلم أن الله قد تولَّاك بمعيَّته وحفظه، فأنت بين أمرين إذا أعطيت شكرت، وإذا منعت صبرت، والحمد لله الذي لا تعد تعمه ولا تحصى:
فاشدُد يديك بحبل الله معتصمًا *** فإنه الركن إن خانتك أركان

ويا أيها العالم المتحضر، لا تطغ وتذكَّر الأمم الخالية، ولا تيئس وعد إلى الله وفرَّ إليه، فهذا الإسلام العظيم والشريعة الغراء سلام للعالمين، فلن تفلح البشرية ببُعدها عن الله وإعراضها عن دينه القويم، ولن يقبل الله عز وجل دينًا سوى الإسلام.

شارك الخبر

المرئيات-١