كذبت قوم لوط بالنذر - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
{كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ}غلبتهم شهواتهم ودنياهم فأبوا إلا الشرك وجانبوا التوحيد والدخول في دين الله حتى لا يأمرهم بتهذيب الشهوات والامتناع عن الفاحشة والمحرمات , فباعوا آخرتهم واشتروا شهواتهم الدنيئة التي تخالف الفطرة السوية وتعاكسها حتى أنهم من عمى بصائرهم راودوا أضياف لوط من الملائكة , فحل عليهم العقاب وعمهم الهلاك وجعلهم الله عظة وعبرة لكل متدبر معتبر مؤمن بما جاء في كتابه الخاتم مقبل عليه عامل بما فيه من مواعظ .
قال تعالى :
{ { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ * نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ * وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ * وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ * فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} } [ القمر 33-40]
قال السعدي في تفسيره:
أي: { {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ } } لوطا عليه السلام، حين دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونهاهم عن الشرك والفاحشة التي ما سبقهم بها أحد من العالمين،
فكذبوه واستمروا على شركهم وقبائحهم، حتى إن الملائكة الذين جاءوه بصورة أضياف حين سمع بهم قوم لوط، جاؤوهم مسرعين، يريدون إيقاع الفاحشة فيهم، لعنهم الله وقبحهم، وراودوه عنهم،
فأمر الله جبريل عليه السلام، فطمس أعينهم بجناحه، وأنذرهم نبيهم بطشة الله وعقوبته { {فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ} } { {وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ} } قلب الله عليهم ديارهم، وجعل أسفلها أعلاها، وتتبعهم بحجارة من سجيل منضود، مسومة عند ربك للمسرفين، ونجى الله لوطا وأهله من الكرب العظيم، جزاء لهم على شكرهم لربهم، وعبادته وحده لا شريك له.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن