(4) - من المناهي اللفظية - بكر بن عبد الله أبو زيد
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
*في عدم جواز قول: "تحياتي لفلان":لأبي طالب محمد بن علي الخيمي المنعوت بالمهذب، المتوفى سنة 642 هـ.
رسالة باسم: "شرح لفظة التحيات" جاء فيها ما نصه: "فأما لفظ التحيات مجموعاً فلم أسمع في كتاب من كتب العربية أنه جمع إلا في جلوس الصلوات؛ إذا لا يجوز إطلاق ذلك لغير من له الخلق والأمر وهو الله تعالى؛ لأن الملك كله بيد الله، وقد نطق بذلك الكتاب العزيز: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} الآية إلى آخرها.
والذي سطره أهل اللغة إنما يعبرون عن التحية الواحدة، ولم ينتهوا لجمعه دون إفراده، إذ كان ذلك من ذخائر الإلهام لقوم آخرين فهموا عن الله تعالى كتابه فنقلوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شريعته..." اهـ.
*في جواز قول: " أبرأ من الحول والقوة إلا إليه":
هذه للخطيب ابن نباته، أنكرها عليه بعض الناس، وقال: لا يصح إلا بحذف الاستثناء، بأن يقال:
أبرأ من الحول والقوة إليه.
فبيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن كل واحد من القولين صحيح باعتبار، فلينظر.
فمعناه مع عدم الاستثناء: "برئت من حولي وقوتي، ومعناه عند الخطيب: براءته من اللجأ إلا إلى الله، فهما يتواردان على هذا المعني، والله أعلم".
*في عدم جواز سؤال الله تعالى بـ "يا أرزان"، ويا أزلي، ويا دهري":
سُئِل ابن تيمية رحمه الله تعالى عمَّن يقول: "يا أرزان"، "يا كيان"، هل صح أن هذه أسماء وردت بها السنة أم يحرم قولها؟
فأجاب: "الحمد لله: لم ينقل هذا عن الصحابة أحدٌ لا بإسناد صحيح، ولا بإسناد ضعيف، ولا سلف الأُمة، ولا أئمتها، وهذه الألفاظ لا معنى لها في كلام العرب؛ فكل اسمٍ مجهول ليس لأحد أن يرقي به، فضلاً عن أن يدعو به، ولو عرف معناها وأنه صحيح؛ لكره أن يدعو الله بغير الأسماء العربية."أ.هـ
أما القول بـ "يا أزلي.
يا أبدي.
يا دهري يا ديمومي":
فهذه أدعية من مخاريق كتاب "دلائل الخيرات" للجزولي؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [لأعراف: من الآية180]، وأسماء الله تعالى توقيفية بنص من كتاب أو سنة، وليس في نصوص الوحيين أنه من أسماء الله سبحانه:
"الأزلي.
الأبدي.
الدهري.
الديمومي".
لهذا فلا يجوز أن يُطلق عليه اسم لم يرد به نص، ولا يجوز أن يدعى به.