أرشيف المقالات

زيناوي.. موت (الطاغية) أحزن أمريكا و(إسرائيل)

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .

صديق "إسرائيل"..
رجل أمريكا في القرن الإفريقي ..
عدو العرب والمسلمين..
طاغية العصر المولع بالإبادة..
كلها ألقاب اتصف بها رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي الذي توفي قبل نحو أسبوع في بروكسل إثر مرض غير معروف ليرحل بعد 20 عاما قضاها في الحكم وأيضا في خدمة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على حساب العرب والمسلمين.

الصفات التي اتسم بها زيناوي المسيحي الديانة لم تكن من فراغ فهذا الرجل يعتبره الخبراء ثاني أكبر أعداء مصر والعالم العربي والإسلامي على مستوى الأمن القومي بعد "إسرائيل" حيث ساعد الكيان الصهيوني على القيام بدوره التخريبي في القرن الإفريقي، وكان آخرها انفصال جنوب السودان حيث مول زيناوي بمساعدة "إسرائيل" وأمريكا هذا الانفصال الذي يعتبر كارثيًا على الأمن القومي العربي والمصري والسوداني.


وداخل إثيوبيا التي جعلها بمثابة وكر للتآمر ضد الدول المسلمة المجاورة " الصومال والسودان ومصر" حارب زيناوي المسلمين منذ توليه رئاسة الوزارة عام 1995 واضهدهم ولم يتوان في إبعاد المسلمين الذين يشكلون أغلبيه ساحقة في إثيوبيا عن أي مناصب قيادية في البلاد، في مقابل التوسع الصهيوني، وحتى قبل وفاته بأيام أصدر قرارًا باعتقال المسئولين المسلمين في الحكومة الإثيوبية للتحقيق معهم بشأن تأييدهم لمطالب المسلمين الإثيوبيين، وهدد بطرد الموظفين المسلمين من أعمالهم الحكومية.

وربط زيناوي الذي يصنفه البعض بآخر أباطرة الحبشة نفسه وبلاده بالتحالف العالمي لمحاربة الإسلام والمسلمين أو ما يسمى "الإرهاب" ، ففتح بلاده للصهاينة الذين تولوا ملف الزراعة وحققوا فيه طفرة كبيرة مقابل تطوير عمليات نقل يهود الفلاشا إلى إسرائيل، ووسع الموساد عملياته الاستخباراتية في الغرب الإفريقي، وأصبحت المنافذ البحرية في القرن الإفريقي تحت السيطرة الصهيونية.


ولم تسلم الصومال من تدخله عام 2006 حيث كان يد أمريكا بها بل وإفريقيا كلها، حيث دخلت قواته بعد سيطرة المحاكم الإسلامية لإشعال الحرب الأهلية من جديد وإشاعة الفوضى في تلك البلاد المنكوبة وعودة القرصنة انطلاقًا من السواحل الصومالية وهو ما كان له أبلغ الأثر على مصر حيث غيرت كثير من السفن مسارها وامتنعت عن المرور في قناة السويس هروبًا من القراصنة.

وهاجمت القوات الإثيوبية الأراضي الصومالية عدة مرات لإقامة حكومة موالية لإثيوبيا والغرب، وتسبب ذلك في وقوع خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات وانهارت البنية التحتية للصومال ودخلت في مجاعات ونكبات متتالية بسبب هذا العدوان.


وكان زيناوي أكبر المحرضين على توقيع اتفاقية عنتيبي مع دول حوض النيل والتي تقلص حصة مصر والسودان من مياه النيل إضافة لسد الألفية الذي قد يهدد بحرمان مصر من حصتها من المياه، وأنشأ بالتعاون مع إسرائيل سدوداً عديدة على نهر النيل حجمت كثيرًا من تدفق مياه نهر النيل لدول المصب ، كما دأب على إطلاق التصريحات النارية ضد القيادة المصرية واتهامها بالتحضير لحرب إثيوبيا.


وفي الوقت الذي وصفت أمريكا موته بأنه خسارة كبيرة ونعتته "إسرائيل" ب"الصديق الحميم" ابتهج معارضوه لوفاة “الطاغية”، ويصف موقع "اثيوبيان ريفيو" المعارض زيناوي بأنه “طاغية مولع بالإبادة”، وقال “اليوم يوم فرحة لأغلب الاثيوبيين وكل محبي الحرية في أنحاء العالم”.

وأعربت الجبهة الوطنية لتحرير أوجادن الإثيوبية عن أملها في أن تكون وفاة زيناوي الذي ارتكب الجرائم في أوجادين قد تمهد لمرحلة جديدة من السلام في إثيوبيا ومنطقة القرن الإفريقي بأكملها.”
وبعد وفاة زيناوي هل يمكن أن تتحسن أوضاع المسلمين في إثيوبيا وهل تتجه الأوضاع في القرن الأفريقي إلى مسارها الصحيح تحت قائد جديد أم أنه سيكون زيناوي آخر؟


إيمان الشرقاوي - 10/10/1433 هـ
 

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن