التعذر بقلة الوقت وكثرة الأشغال عن صلة الأرحام
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
التعذر بقلة الوقت وكثرة الأشغال عن صلة الأرحامفي كثيرٍ من الأحيان نحتجُّ بكثرة الأشغال عن الاتِّصال بأصحابنا، أو الاطمئنان على زملائنا...
أو في تفويت وتضييع حقِّ الوالدين والأخوة والأخوات والأرحام...
وقد يمرُّ الأسبوع والأسبوعان والشهرُ والشهران وأكثر، دونَ أن تُحسَّ منَّا من أحدٍ أو تسمعَ لنا ركزًا.
وتخيَّلوا كلَّ تلك الأعذار:
مع تعدُّد سُبُل الاتصال، وكثرة وسائل التَّواصل؛ من مكالماتٍ مجانية، وواتساب، ورسائلَ نصيَّةٍ، وماسنجر، وفيس بوك...
و...
و...
والحقُّ يُقال، إنها أعذارٌ غير مقبولة في كثيرٍ من الأحيان! وفيها من خداع النفس الأمَّارةِ بالسوءِ ما اللهُ به عليم.
وبحسبةٍ بسيطة:
يُوجَد في الأسبوع الواحد كمٌّ هائلٌ من الساعات تصل إلى حوالي (168) ساعةً، وبالدقائق نحو (10080) دقيقةً.
وفي الأسبوعين (336) ساعةً، وهذا يساوي بالدقائق (20160) عشرين ألفًا ومائةً وستين دقيقةً!
إذًا أنتَ تملك الكثير من الوقت، حتى لو خصمنا منه أوقات النوم والطعام والأشغال؛ لذا أعطِ منه أرحامَك وأصدقاءك وأصحابَ الحقوقِ عليك مجموعةً من الدقائق القليلة! أو تفقَّدهم باتصال، أو رسالة، أو زيارة...
إلخ.
افعل ذلك، وسَلْ نفسك: ما الذي سيحدث؟!
هل ستتأثر أشغالُك بدقائقَ ثلاثٍ أو أقل؟!
هل ستؤثر على مجرى حياتِك؟!
هل ستُعيق عملَك العظيمَ الدَّقيقَ الكبير؟!
هل ستُخفِّض من مستوى إنتاجِك الرَّهيب؟!
هل ستَنقُص ملياراتك الهائلة؟!
هل ستُقدِّم أو تُؤخِّر في جدول أعمالك؟!
علمًا بأن معظمَ أوقاتِنا تذهب هدرًا، وبلا فائدة!
هذه حسبةُ أسبوعٍ أو أسبوعين من الانقطاع عن الأصدقاء والوالدين وغيرهم...
ودعْكَ من الذين ينقطعون شهرًا كاملًا أو أكثر بلا عذرٍ!
والخلاصة:
تكرَّمْ على أصدقائك وأصحاب الحقوق عليك بجزءٍ من وقتك لوجه الله، ودعْ عنك الأعذار المختلَقة؛ فالربُّ سبحانه جعلنا شعوبًا وقبائلَ وأرحامًا لنتعارفَ ونتعاونَ ونتواصلَ ونلتقي.
ولنكُن صرحاءَ، ولنقلْ: إننا نكذب - إلا من رحمَ الله - عندما نحتجُّ بقلة الوقت، ونتعذَّر بالأشغال عن صلة الأرحام وأقربِ الناس!